Friday 17th october,2003 11341العدد الجمعة 21 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

(حافلات النقل العام.. كل شيء «بريالين») (حافلات النقل العام.. كل شيء «بريالين»)

* جدة - جولة علي مطير:
في معظم بلاد العالم تعتبر وسائل المواصلات واجهة حضارية وسياحية واقتصادية ترمز إلى ثقافة تلك الشعوب وتعطي أبعاداً خاصة لوعي الناس وأنماط تعايشهم.
«الجزيرة» قامت بجولة صباح أمس في أكثر وسائل النقل العامة «شعبية»«خط البلدة» كما يسميها بعض أول من عاصروها، لنخرج بهذه الرؤى التي قد تكشف عن بعض الأشياء التي ظلت بعيدة عن اهتمام الرأي العام/ ولنكتشف قبل كل شيء أنه يمكن الاطلاع على مدينة «جدة» بكل ما فيها من حارات وأسواق وثقافات فقط ب «10»ريالات «مرئيات عامة»
* بدأت رحلة التجول في التاسعة وحتى الثالثة «عصراً».
* غاب السعوديون بشكل واضح عن صعود تلك الحافلات وسط إقبال هائل من العمالة الوافدة والأجانب.
* تنقلت «الجزيرة» في أكثر من حي وفي حافلات مختلفة وكان دخل أصحابها مرتفعاً جداً إذ كان الأمر يصل أحياناً إلى تعريض حياة الركاب لأنفسهم للخطر ووقوفهم طوال الطريق على باب «الحافلة»!!.
* معظم الحافلات تعاني من فقر في «دم الصيانة» وسوء في «تغذية النظافة وشلل في «أجهزة التكييف، وارتعاش في «كراسيها ونوافذها»!!
* «ألفاظ سوقية».. «تهورّ في القيادة».. «سطحية في التعامل»: هذا الثلاثي كان القاسم المشترك عند أغلب السائقين!!
* عند إحدى نقاط «التفتيش» هرب أحد الوافدين بشكل عجيب وخطير وفي النافذة وسط ذهول الجميع بما فيهم (رجال الأمن)!
(حوارات جانبية)
السائق/ سالم الزهراني، عندما نقلنا له بعض الملاحظات تجاهلها ووقف عند نقطة أن دخله لا يكاد يكفيه متطلبات الحياة خاصة أن لديه أبناء في الجامعات وآخرون بلا عمل!!
السائق/ يحيى عسيري/ صب جام غضبه على «رجال المرور» واتهمهم بافتعال «القسائم المرورية» على حساب سائقي (الحافلات) وأردف قائلاً: (لو معايا شبح ما حد قل لي شيء)!
بينما رفض أحد السائقين - (عمره لا يتعدى 20 عاماً)- ذكر اسمه لكنه أكد وبثقة وتهوّر أن دخله مرتفع للغاية لكنه (المزاج) لا يترك له شيئاً!!!
* أحد السائقين أكد أن عمله هذا فرض عليه مجموعة من الزملاء والأماكن والسلوكيات التي لا يقرها لكنه مجبر على التعايش معها من أجل «أطفاله».
* راكب من الجنسية الآسيوية يبدو أنه يستغل وجود عدد من الأجانب في الحافلة وإمكانية الحديث معهم ليعرض عليهم مجموعة من (الصور الفاضحة) للبيع وعندما حاولت الحديث معه أنكر ذلك وادعى أنها فقط صور «زوجته وأطفاله»!!.
* راكب مصري تساءل: هل هناك إمكانية لإنشاء «مترو أنفاق» في جدة حيث أكد أنه يستخدم «النقل العام» هنا منذ سنين عديدة وأن الإقبال مشجّع رغم سوء «الخدمة».
* أحد السائقين «الفتوات» رآني أدوّن بعض الملاحظات، أوقف «حافلته» على جانبي الطريق وأعاد لي حسابي ثم طلب مني «بتهجم واضح» النزول فوراً (طبعاً نزلت بهدووووء».
أسئلة على قارعة الطريق
* لماذا وحتى الآن لم يبادر أحد رجال الأعمال بإنشاء شركة «للنقل العام»؟ وهل هناك دراسة جدوى أفضل من (المعاينة» لحال وسائل النقل: «سوء واضح» و «مداخيل عالية».
*هل يمكن أن يكون لهيئة السياحة دور في تراخيص وسائل النقل؟ ربما لإحداث نقلة نوعية على مستوى الخدمة ووعي للسائقين.
* هل يمكن «للإعلان التجاري» أن يصبح وسيلة دخل إضافية لأصحاب تلك «الحافلات» شريطة تقديمهم لخدمة توازي هذا التصنيف الإعلامي؟ مع العلم بأن هناك وسيلة نقل مسموح لها بهذا الإجراء الإعلاني.
أخيراً وفي طريقي لمكتب الصحيفة كلفني مشوار «ليموزين» ما تكلفته طوال «خمس ساعات» في «الحافلات العامة» وكأني بلسان حال السائق الهندي يقول لي مقارناً بينه والآخرين: «ستصل معي حسب توقيت (m.b.c.f.m) وعلى الراكبين في الحافلات «مراعاة فارق التكييف»!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved