* غزة - القدس - رام الله- بلال أبو دقة:
اجتاحت الدبابات الإسرائيلية بلدة بيت حانون وقامت بإغلاق حاجز «ايرز» أمام دخول وخروج الفلسطينيين، بعد وقوع انفجار ضخم استهدف سيارة دبلوماسية أمريكية، أدى إلى مقتل ثلاثة أمريكيين واصابة رابع بجراح متوسطة.
وقال شهود عيان للجزيرة: فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي التي توغلت شمال قطاع غزة النار بصورة كثيفة تجاه المواطنين ومنازلهم، كما وأطلقت القنابل الغازية السامة تجاه الصبية الذين قذفوا دبابات الاحتلال بالحجارة.
وفي تعقيب للرئيس الفلسطيني على العملية التي استهدفت الوفد الأمريكي أعلن عرفات انه قرر تشكيل لجنة تحقيق رسمية للكشف عن الجهات التي تقف وراء هذه العملية.
وقالت القيادة الفلسطينية في بيان لها تلقت «الجزيرة» نسخة منه: ندين بأشد عبارات الاستنكار والشجب الانفجار الإجرامي في منطقة بيت لاهيا، والتي يشرف ويسيطر عليها عسكرياً الجيش الإسرائيلي.
وأكد بيان القيادة: أن المنطقة التي حدث فيها هذا الانفجار «لغم أرضي» على أكثر الاحتمالات، خاصة وأن هذه المناطق الحدودية في شمال قطاع غزة شهدت على مدى أشهر طويلة إعادة احتلال وزرع ألغام من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ودعت القيادة الفلسطينية إلى تشكيل لجنة تحقيق مشتركة للكشف عن ملابسات هذه الجريمة والتي تهدف إلى سحب المراقبين الأمريكيين والأوروبيين، خاصة أن هذا الهدف هو ما تسعى إليه حكومة شارون التي ترفض مجرد وجود المراقبين سواء كانوا أمريكيين أو أوروبيين.
وقدمت القيادة الفلسطينية تعازيها للرئيس الأمريكي وللإدارة الأمريكية ولأسر الضحايا . وأدان أحمد قريع «أبو علاء» رئيس الوزراء الفلسطيني العملية، وقال في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه: ندين وبشدة الحادث الإجرامي الآثم الذي أصاب حياة الدبلوماسيين الأمريكيين، مضيفاً سنعمل من جانبنا على متابعة الموضوع وتقصي الحقائق واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأضاف قريع: نأمل ألا يشكل هذا الحادث انتكاسة في جهود الولايات المتحدة الأمريكية الخاصة بعملية السلام وبمساعيها الرامية إلى وقف حمام الدم في المنطقة.
من جانبه وعد الدكتور صائب عريقات الوزير بلا حقيبة في حكومة قريع: أن السلطة الفلسطينية ستتعاون مع الأمريكيين في التحقيق في ملابسات الحادث، ووصف عريقات العملية بأنها سيئة وأضاف أنه لا يوجد أي فلسطيني يريد المس بمراقبين أمريكيين تم إيفادهم من أجل تطبيق خارطة الطريق.
وأصدر اللواء عبد الرزاق المجايدة مدير عام الأمن العام الفلسطيني في قطاع غزة: قراراً بتشكيل لجنة تحقيق فورية لكشف ملابسات الحادثة.. ولم تعلن أي من الجهات الفلسطينية مسئوليتها عن هذه العملية، فيما شجبت السلطة الفلسطينية العملية بشدة.. ونفي ناشط بارز في كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح وجود أي صلة لتنظيمه بالعملية، فضلا عن أنه فحص الموضوع مع نشطاء من تنظيمات أخرى، ونفي جميعهم قيام تنظيماتهم بوضع العبوة.
وقال الناشط الفلسطيني: إن المحور الذي تحركت عليه القافلة يقع ضمن مسؤولية القوات الإسرائيلية، ولا يمكن للفلسطينيين وضع عبوات هناك، وأضاف إن السيارات الفلسطينية تسافر على هذا الطريق أيضًا، وليس لنا أي مصلحة في التعرض للأمريكيين. كما وأعلنت حركة حماس أنها ليست معنية بتوسيع الصراع، وقد رفض عدنان عصفور أحد قادة حماس في الضفة الغربية التعقيب على العملية، إلا انه أكد على موقف حركته الثابت بعدم توسيع دائرة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي مؤكدا أن العدو الأول للفلسطينيين هو إسرائيل.. هذا واتهمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إسرائيل بالوقوف وراء عملية تفجير السيارة الدبلوماسية الأمريكية.
وقال نافذ عزام أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي في غزة ل«الجزيرة»: انه من غير المستبعد أن تقوم إسرائيل بمثل هذه العمل المشين من اجل إلقاء التهم على فصائل المقاومة الفلسطينية، موضحا: انه لا يوجد في سياسة حركة الجهاد الإسلامي توجه لاستهداف الأمريكيين أو الأوربيين أو غيرهم موضحا أن المعركة هي بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل عمليات القتل والهدم والتشريد بحق أبناء الشعب الفلسطيني.. من جهتها حملت إسرائيل السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن الحادث مستغلة وقوعه في المنطقة (أ) الخاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة، وربطت بين الحادث وتصريحات أدلى بها جبريل الرجوب وهاجم فيها التأييد الأمريكي الأعمى لإسرائيل .
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية: إن الإرهابيين الفلسطينيين يتعرضون لمن يساعدهم، لن نستطيع الاستمرار في أية عملية سياسية دون إيجاد حل لمشكلة الإرهاب، الإرهاب يضرب في كل مكان وكل هدف.
وأعلن مصدر دبلوماسي أمريكي أمس الأربعاء: أن جميع القتلى في الاعتداء الذي استهدف صباح اليوم موكبا لسيارات دبلوماسية أمريكية في شمال قطاع غزة هم من الأمريكيين.. حيث هرعت إلى المكان قوات الأمن الفلسطينية وأغلقت المنطقة وقامت بإخلاء عدد من المصابين إلى مستشفيات في السلطة الفلسطينية، كما نقل عدد من المصابين إلى مستشفى «سوروكا» في بئر السبع داخل إسرائيل.
وقالت مصادر دبلوماسية في السفارة الأمريكية في إسرائيل: إن القتلى هم حرس شخصي لدبلوماسيين أمريكيين، كانوا يتنقلون في سيارة أخرى ضمن الموكب الذي يضم 12 شخصاً تصاحبهم سيارة شرطة فلسطينية.
وكان قد ساد الاعتقاد في البداية بأن القافلة الأمريكية التي تعرضت إلى الهجوم هي قافلة الموفد الأمريكي الخاص جون وولف.. لكنه سرعان ما اتضح أن وولف يتواجد في واشنطن، وقالت مصادر أن الوفد الذي ضم دبلوماسيين وحراسا من السفارة الأمريكية كان متوجها إلى غزة لالتقاء مجموعة من المحاضرين الفلسطينيين الذين ينوون متابعة دراستهم في أمريكا حسب السفارة الأمريكية.
|