الفن إحدى الصور التي عليها تنعكس الصورة الحقيقية للشعب في حياته الاجتماعية والفكرية وهو الصورة التي توضح أبعاد الذوق الفني.. ورهافة الشعور ومدى مرونة الفكر وتطوره مع الأيام.. اذا نحن بحاجة إلى فننا بجميع أشكاله وألوانه.. وفننا في الوقت نفسه بحاجة إلى عناية منا واهتمام.. فأنا هنا سأختصر حديثي على الفن الغنائي في بلادنا.. فالواقع أن أغنيتتنا السعودية تتعرض في غالب الأحيان إلى هوات عميقة تنعدم بين أكتفاها نصاعة الصورة الفنية لدينا.. وتترجم مدى الضعف والجهل بمبادئ الفن والغناء عند مطربينا.. وذلك طبعاً راجع إلى عدة عوامل هي:
1- أن فنانينا الشعبيين لايريدون غيرالتقوقع والتكرار الممل..!
2- أن مطربينا المحدثين متنافرون.. ولم يتبادلوا بعد السفراء من التعاون الذي هو أساس النجاح.. ومن هذا ينتج أن هؤلاء يظلون بين الارتجال أحياناً.. وبين الجودة أحياناً أخرى..
3- إن وزارة الإعلام يجب أن تراعي هذا النوع من الفن حق رعايته فمثلاً ليس هناك معهد للموسيقى وكما قال - سعد إبراهيم- في حديث له أن ليس للوزارة فرقة موسيقية خاصة..
والشيء المهم الذي يجب أن يوجد في مثل هذه الظروف هو الناقد الفني المخلص الواعي.. صاحب النقد النزيه واللاذع في الوقت نفسه.. لأن الملحن أو الفني حينما يشعر بأن أمامه رقابة نقدية من الصحافة والإذاعة والتلفزيون وكذلك الجمهور الواعي يحس بأهمية دوره.. وبضخامة الثمن الذي سيضطر إلى دفعه حينما يرتجل فنه ارتجالا.. والحقيقة أن هناك فنانين قدموا للفن الشيء الكثير من مجهوداتهم.. واستطاعوا بقدراتهم الفنية أن يعطوا أغنيتنا السعودية حقها من التجديد في اللحن والأداء.. ولكن هؤلاء قلة.. قلة جداً.. يحتاجون إلى رفقاء درب.. وإلى عناية وتشجيع من وزارتنا الجليلة، ولعل من أبرز هؤلاء الأستاذ طلال مداح.. والأستاذ طارق عبدالحكيم أما البعض الآخر فلعلهم دخلاء على الفن.
|