قرأت ما نشرته جريدتكم الموقرة في صفحة العزيزة يوم الاربعاء الموافق 12 شعبان لعام 1424هـ عن ذلك الابن البار الذي تبرع بكليته لوالدته عندما دعت الحاجة إليها ضارباً بعمله هذا أروع امثلة البر والتضحية لمن تستحق ان يضحي من اجلها بكل شيء يملكه الرجل.. وان كان ما صنعه هذا الابن البار يعتبر قليلاً بحق والدته مقارنة بما لها من حقوق وواجبات يعجز القلم عن تسطيرها والأبناء عن الوفاء بها ولكن كما قال الشاعر:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
فهذا الشاب البار بوالدته لما رأى حاجتها لمن يتبرع لها بكلية سارع ليحظى بشرف خدمتها والتضحية من اجلها فتبرع لها بجزء من جسده لعله يرد لها شيئاً من الدين الثقيل الذي تحمله هو ويتحمله كل شخص في هذه الدنيا تجاه الحضن الدافئ والصدر الحنون «الوالدة» ولكن لو فتشنا بعض البيوت لوجدنا كما تواجه بعض الامهات من متاعب وعقوق من ابنائهن «هداهم الله» فبعض الأبناء تجده يتعامل مع والدته بطريقة لا تليق بها كرفع الصوت او الزجر او غير ذلك مما يخالف امر الله سبحانه وتعالى {فّلا تّقٍل لَّهٍمّا أٍفَُ وّلا تّنًهّرًهٍمّا} .
وعلى جميع المربين بدءاً من البيت وانتهاء بالمدرسة تربية الابناء على بر والديهم وطاعتهما والإحسان اليهما وبيان فضلهما وليكن ذلك من البدايات الاولى للدراسة في الروضة والمرحلة الابتدائية وكذلك في أماكن الوعظ والإرشاد من خطب ومحاضرات وبرامج.
ندعو الله سبحانه أن يهدي الجميع لبر والديهم وحفظ حقوقهما كما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يجزي الله والدينا جميعاً خير ما يجزي به عباده الصالحين.
والله الموفق
أحمد بن داود الجميل / الزلفي
|