صدر أمس إعلان الرياض حول حقوق الإنسان في السلم والحرب وفيما يلي نصه..
نحن المجتمعين في الرياض علماء ومفكرين ورجال قانون من أنحاء العالم في وقت تقف فيه الأسرة البشرية على مفترق طريق حرج ومرعب من تاريخ مسيرتها الحضارية المعاصرة.، وحيث إن حياة الإنسان وكرامته والبيئة في أجزاء واسعة من أصقاع الأرض تتعرض لانتهاكات جائرة واعتداءات بشعة تجاوزت كل القيم والمواثيق الدولية، وحيث إن مسيرة المجتمع الدولي المعاصرة تعاني من أزمة حادة في القيم والاخلاق والانتقائية وازدواجية المعايير وانتهاك وتجاهل فاضح للقوانين والمواثيق، وحيث إن الأسرة البشرية اليوم تواجه حالة نكدة من جراء عسكرة ثقافة العلاقات الدولية وتشجيع الحروب والصراعات المسلحة في التعامل مع بؤر التوتر الاقليمي على حساب ثقافة الحوار والحلول السلمية والسياسية، وحيث إن الاجيال البشرية تعاني من ظاهرة انتشار ثقافة العنف والإرهاب والتمرد على مستوى الأفراد والجماعات والدول، وحيث إن المجتمعات البشرية تتطلع إلى عالم يسوده العدل والأمن والسلام وتحكمه الحكمة ومنهجية الحوار بين الثقافات والحضارات، وحيث إن اصل العلاقة بين المجتمعات مؤسسة بأمر الله على التعارف والسلم والتعايش العادل. وحيث إن القيم والمبادئ الدينية الربانية هي المصدر الأساس لتحقيق الافضل لحياة الأسرة البشرية وتحقيق مصالحها العادلة فإننا نعلن للناس ونؤكد على التالي..
أولاً: إن احترام حياة الإنسان وكرامته هو المصدر الأساس لاحترام وتفعيل حقوق الإنسان وواجباته.
ثانياً: إن التكامل بين الحقوق والواجبات منطلق اساس لتحقيق التوازن بين مسؤوليات الانتاج والاستهلاك في ثقافة الاجيال.
ثالثاً: إن الإنسان بأمر الله مكرم لذاته بدون تمييز على اساس من الجنس أو اللون أو العرق.
رابعاً: إن انتهاك كرامة الإنسان والاعتداء على حياته جريمة وتخلف حضاري يستحق العقوبة الرادعة وفق شرع الله والمواثيق والقوانين الدولية.
خامساً: إن احتجاز حرية الإنسان بطريقة غير مشروعة وانتهاك حرمة بدنه ومعنوياته بغير حق أمر محرم في شريعة الاسلام مما ينبغي أن يؤكد عليه في المعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية.
سادساً: إن الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة من الجرائم التي تستحق العقوبة وفق الشرائع السماوية الخالدة والمواثيق الدولية.
سابعاً: ان عدم احترام خصوصيات الإنسان والتعدي على حرمة مسكنه وتتبع عيوبه واشاعة الفاحشة يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان.
ثامناً: إن الاكراه في الدين أمر ممنوع وفق شريعة الله والاعراف والمواثيق الدولية لايصح ممارسته بحال.
تاسعاً: إن التوازن الدقيق بين التقدم العلمي والتكنولوجي وبين القيم والمبادئ والأخلاق أمر واجب لتحقيق كرامة الإنسان وصون حقوقه وسلامة البيئة.
عاشراً: إن الإرهاب والتطرف والغلو أمور تتناقض مع روح القيم الدينية والشرائع الربانية الخالدة والفطرة البشرية ينبغي معالجتها وتطهير ثقافة الاجيال من مخاطرها.
الحادي عشر: إن احترام وحدة الأسرة البشرية وتكامل مصالحها تعزز من صيانةحقوق الإنسان والمحافظة عليها.
الثاني عشر: إن العدل والسلام والتعارف والتعايش الأمن أصل العلاقات بين المجتمعات وان الصراع المسلح حالة استثنائية تمليها نزعة الظلم والعدوان والهيمنة.
الثالث عشر: إن العدل مصدر كل فضيلة وأنه الحارس الأقوى والأضمن لتحقيق أمن الأفراد والشعوب والمجتمع الدولي.
الرابع عشر: إن المرأة والرجل شريكان في تحمل مسؤوليات الحياة على أساس من التكامل العادل بينهما.
الخامس عشر: إن الأسرة المؤسسة على التزاوج الشرعي بين الرجل والمرأة هي الأساس الوحيد لبناء مجتمع امن وإعداد أجيال مسؤولة.
السادس عشر: إن محاربة الإرهاب والتمرد على معايير العدل والشرعية الاقليمية والدولية وعدم الاعتداء على قيم السلام العالمي العادل غاية نبيلة وواجب شرعي.
السابع عشر: إن احترام حق الشعوب في الدفاع عن نفسها واحترام حقها في تقرير المصير من اهم مصادر الأمن والسلام العالمي.
الثامن عشر: إن محاربة الفقر والمرض والجهل واجب ديني ومسؤولية دولية.
التاسع عشر: إن مكافحة المخدرات وتجارة الجنس ومحاربة التفسخ الاسري والتدهور الأخلاقي واجب ديني ومسؤولية دولية.
العشرون: إن الأرض سكن للجميع وميدان التنافس في الخيرات يجب المحافظة على سلامتها وعدم الافساد فيها.
الحادي والعشرون: إن الحوار بين الثقافات والحضارات مطلب ديني ونهج حضاري للتعارف والتعايش العادل والأمن بين المجتمعات.
الثاني والعشرون: إن احترام التنوع الثقافي والخصوصيات الثقافية للمجتمعات هو السبيل الصحيح لبلورة ميثاق عالمي عادل للأمن والسلام والتنمية المستدامة.
الثالث والعشرون: إن الاسلام بقيمه ومبادئه مصدر اثراء للمواثيق والمعاهدات الدولية لتعزيز كرامة الإنسان وحقوقه وواجباته من أجل تحقيق تعايش حضاري عادل وآمن.
وفي الختام نؤكد احترامنا وتقديرنا وتأييدنا للمملكة العربية السعودية بصفتها دولة إسلامية رائدة في احترام كرامة الإنسان وصون حقوقه وتفعيل واجباته.. ولكونها ملتزمة بتطبيق شريعة الاسلام وانتهاج الوسطية والانفتاح المتوازن في علاقاتها الاقليمية والدولية ولصدق وجدية سعيها لتحقيق الأمن والسلام العادل بين الدول والمجتمعات.
|