تعودنا أن نخطط لشهري رجب وشعبان من كلِّ عام قبل قدومهما، ذلك لأنَّ فيهما تتراكم، وتكتظ، وتتداخل النشاطات على اختلاف توجُّهاتها، وتخصُّصاتها... فهما موسم حصاد...
لا أدري كيف سيكون في قدرة الزمن ملاحقة كلِّ هذا الزخم الفكري الذي تعجُّ به الرياض، وأنا أُتخيَّلها الفارهة الجميلة، الحسناء التي يُخطب ودُّها، ويتراصُّ أمام أبوابها، وداخل ردهات منزلها، وفي زوايا أركانه الخاطبون، المريدون، من كلِّ صوب؟!!...
وهذه الندوات، والمؤتمرات تتنوع بتنوع احتياجات الوقت، وباختلاف ضرورات متطلبات التغيُّر البشري على صفحة وجه الأرض...
فالمؤتمر السياحي، والاقتصادي، وندوات الطاقة، والتَّقانة الحديثة، ورجال الأعمال ومشاريع الهندسة المعمارية وتطور المدن، ولقاءات تحسين الصورة في علائق الإنسان، ومناقشة موضوعات العلم وما نتج من حصاد في مجال الطب، والتعليم، والمواصلات... وأخيراً حقوق الإنسان بين الحرب والسلام في زمن الحرب الذي ينفي جميع أبجديات السلام إلاَّ من آتاه اللَّه قلباً سليماً...، فسلامة القلب هي معضلة البشرية...، وخلو نظريات الحياة الوضعية في المجتمعات الإنسانية من المنهج الربَّاني الذي تنطلق منه عمارة الكون بربط حركة الإنسان على الأرض بعلاقة واضحة بين الخالق والمخلوق هو سرُّ ضياع الحقوق، وتشتُّت المواقف، وتبديد الجهود...
ولأنَّ هذا المؤتمر يُعقد فوق أرض هي عاصمة لأمَّة قوامها منهج اللَّه الذي لايزل ولا يضل، فإنَّ بصمةً وضيئةً فوق جبهة هذه الحسناء الرياض عسى أن يخلص المجتمعون والمجتمعات عن هذا المؤتمر بنتائج وتوصيات، يكون في قدرة المتصدِّين لها الوقوف أمام الشمس كي يعلنوا تحية السلام...!
تحية منهج اللَّه الخالق الذي هو معْقد سلام الإنسان، وسلامة الإنسان...
ولأنَّ في كلِّ هذا الزَّخم ما يعزِّز دوراً لهذا المجتمع في وضع لبنَات الحوار على المستوى الخارجي العام، في شمولية ما تقتضيه طبيعة العلاقات البشرية الدولية الراهنة فإنَّ شيئاً من «زحمة» الوقت سيكون احتمال ضجِّها وضجيجها أمراً مقبولاً ومحتملاً....
التحية مزجاة للعنصر النسائي المشارك بقوة ضمن أطر منهجية اللَّه تعالى في كلِّ ما تقدمه المرأة المسلمة في هذا التَّداخل الذي يؤيد أنَّ المرأة في هذا المجتمع لم تصل إلى نقطة الحوار وموقف الرأي فجاءة قبل أن يكون هذا المجتمع قد بناها، ويسَّر لها السبل، وأتاح لها الفرص ممَّا من شأنه وضع الحقيقة كرمح الشمس في العيون.
وتحية لكلِّ المنتدين، والمؤتمِرين، والمشاركين، والمستمعين، والمحاورين، ممَّن يحضرون، وممَّن تُعيقهم مسؤوليات العمل عن الحضور فيتابعون عن أقنية التَّواصل وإن جاءت في شريط مسجَّل، أو ورق مُحبَّر، أو سواها.
|