* موسكو - سعيد طانيوس:
تمنى وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف ان يعكس المشروع الجديد لقرار مجلس الأمن الدولي حول العراق أفقا واضحا لاستعادة سيادة هذا البلد. وقال ان هذا المشروع يمكن ان يطرح رسميا على بساط البحث في مجلس الأمن في الأيام القريبة المقبلة.
وأشار إلى ان الأمريكيين لم يقدموا هذا المشروع بصورة رسمية بعد.
وقال ايفانوف ان روسيا ستؤيد ذلك القرار الذي سيمهد الطريق المفضي إلى التسوية السياسية في العراق، لأن هذا يستجيب لمصلحة كل من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وبقية أعضاء مجلس الأمن. وليس بيننا تناقض حول هذا الموضوع ولكن هناك بعض الاختلافات التافهة التي تتطلب التنسيق وهو الأمر الذي نحن بصدده الآن.
واعتبر الوزير الروسي ان الأمر الرئيسي اليوم هو مساعدة الشعب العراقي على استعادة سيادته وتجنب تزعزع الوضع في المنطقة بفعل الأزمة الناشبة في العراق.
وقال «لو استطعنا البت في هذه المسائل وتجسيد ذلك في القرار المناسب لوثق الشعب العراقي ثقة أكبر بمستقبله وأبدى قدرا اكبر من التعاون مع المنظمات والأجهزة الدولية الناشطة في العراق».
وأعلن إيفانوف للصحفيين في بيرن ان روسيا ستشترك في المؤتمر الدولي حول إعادة اعمار العراق المرتقب عقده قريبا في مدريد.
وقال ان العراق يحتاج في المرحلة الراهنة إلى مساعدة وروسيا ستشترك في المؤتمر الدولي.
وأضاف قائلاً إننا نؤيدالجهود الدولية الرامية إلى مساعدة العراق على إحياء اقتصاده.
وأشار إيفانوف في غضون ذلك إلى ان العراق ليس ببلد فقير ولكنه يحتاج إلى مساعدة على تنظيم حياته تنظيما صحيحا.
وقال انه دولة غنية بوسعها ان تحل مسائلها الاقتصادية والاجتماعية بنفسها.
وأعرب ايفانوف عن اعتقاده بأن المؤتمر الدولي حول إعادة اعمار العراق قد يعود بنفع ملموس، فالرئيسي هو ان تمارس الأمم المتحدة رقابة دقيقة على الموارد التي قد يتم جذبها في مدريد لكي تستخدم بصورة هادفة من أجل مساعدة العراق. وأعلن وزير الخارجية الروسي ان روسيا ستدعو لتحقيق الشفافية والمتابعة المناسبة من جانب الأمم المتحدة خاصة ان هناك تجربة عملية لمثل هذه المتابعة تتجسد في تنفيذ برنامج «النفط مقابل الغذاء».
إلى ذلك، وصف أندريه فدوفين المبعوث الخاص السابق لوزير الخارجية الروسي الى الشرق الأوسط الوضع الناشئ في المنطقة بأنه متوتر وخطير. وأعلن في حديث ادلى به لوكالات انباء روسية عند وصوله إلى لبنان ان الوضع في منطقة الشرق الأوسط لا يبقى متوترا فحسب، بل يغدو أكثر خطورة من أي قوت مضى خلال السنوات الأخيرة.
وقد وصل فدوفين إلى بيروت قادما من القاهرة في إطار جولة شرق أوسطية يرافقه فيها ألكسندر كالوغين المبعوث الخاص الجديد لوزير الخارجية الروسي.
وفسر فدوفين وصوله إلى لبنان بأن هذا البلد يمثل اليوم واحدة من أهم حلقات مسيرة السلام الشرق أوسطية. وقال ان ميلا ظهر في الفترة الأخيرة إلى توسيع منطقة النزاع في الشرق الأوسط، بعد الغارة الإسرائيلية على سورية، معتبرا ذلك تطورا خطيرا للغاية. وأكد قائلاً: انه من الضروري بذل أقصى قدر ممكن من الجهود من أجل وقف تصعيد النزاع وتوسيع رقعته.
وأعرب المبعوث الجديد لوزير الخارجية الروسي، بدوره، عن أسفه لقلة إمكانيات إخراج الوضع من الطريق المسدود اليوم.
وأشار كالوغين إلى انه ليس بيدنا اليوم سوى أداة ملموسة واحدة نحاول بواسطتها تخفيف التوتر ألا وهي «خارطة الطريق»، لذا فإننا نسعى إلى إفهام الطرفين بضرورة تنفيذ التزاماتهما المنبثقة من هذه الخطة والامتناع عن خطوات من شأنها ان تؤدي إلى تعقيد الوضع الوخيم بعواقب مأساوية يصعب التنبؤ بها.
وأضاف انه من الصعب ان نعرف منذ الآن مدى نجاحنا على هذا الطريق. وقبل وصولهما إلى لبنان زار الدبلوماسيان الروسيان كلا من مصر وإسرائيل وأراضي فلسطين.
واليوم الخميس سيسافران إلى الأردن ومن ثم سيتجهان ثانية إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وستكون سورية هي محطتهما الأخير في جولتهما في بلدان الشرق الأوسط. على صعيد آخر، قتل مقدم من الشرطة الروسية عندما أطلق مسلحون مجهولون النيران على سيارته عصر امس في حي ستاروبروميسلوفسكي في العاصمة الشيشانية، وفي نفس ذلك اليوم أصيب بجراح رئيس بلدية مدينة سيرنوفودسك في الشيشان.
|