تغطية: محمد العيدروس - عبد العزيز القراري - واس
رعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية مساء أمس الأول حفل افتتاح مؤتمر (حقوق الإنسان في السلم والحرب) الذي يعقد في مدينة الرياض ويستمر لمدة يومين في قاعة الاحتفالات الكبرى بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظ الخرج وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة ومعالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء وزير العدل بالنيابة الدكتور مطلب النفيسة ومعالي رئيس جمعية الهلال الاحمر السعودي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السويلم وعدد من المسؤولين.
وفور وصول سمو وزير الداخلية قام بقص الشريط ايذانا بافتتاح المعرض الوثائقي المصاحب للمؤتمر وعنوانه (حقوق الإنسان في السلم والحرب)، حيث تجول سموه داخل أرجاء المعرض واطلع على ما يحتويه من معروضات للجهات المشاركة والتي تضم مجموعة من الخطابات التاريخية التي ألقاها الملك عبدالعزيز (رحمه الله) حول رعاية حقوق الإنسان اضافة إلى مجموعة أخرى من الخطابات التي ألقاها أبناؤه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد (رحمهم الله) وصولا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (حفظه الله) وتعنى برعاية حقوق الإنسان في حال السلم والحرب.
كما شاهد سموه بعض الصور التي توثق رعاية المملكة لحقوق الإنسان في فترات مختلفة وبعض المخطوطات التاريخية التي توثق حقوق أهل الذمة في بلاد المسلمين على مر العصور الاسلامية في كل الأحوال وبعض الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية جنيف لعام 1949م اضافة إلى اصدارات أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية حول حقوق الإنسان وبعض المخطوطات والوثائق التي تعنى بهذا الجانب.
عقب ذلك بدئ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، عقب ذلك ألقى معالي رئيس جمعية الهلال الاحمر السعودي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السويلم كلمة رحب فيها بسمو الأمير نايف بن عبد العزيز والحضور، ونوه بما تحظى به جمعية الهلال الاحمر السعودي من رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني(حفظهم الله).
وقال الدكتور السويلم ان رعاية سمو وزير الداخلية لهذا المؤتمر دلالة على العناية الفائقة التي توليها حكومتنا الرشيدة بكل ما يتصل بحقوق الإنسان وحرياته الاساسية مشيرا إلى انها في الوقت ذاته تجسيدا للمسيرة الخيرة التي انتهجها ولاة امر هذه البلاد منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز رحمه الله انطلاقا من الثوابت التي تؤمن بها امتنا نحو كل ما يحقق كرامة الإنسان.
وأوضح ما يقوم عليه نظام جمعية الهلال الاحمر من اعتبارات متصلة بالعمل زمني السلم والحرب، مبينا ان من اهمها ما استقر من قواعد قانونية اثبتتها اتفاقيا تجنيف ومبادئ إنسانية اقرتها مؤتمرات الهلال الاحمر والصليب الاحمر المتعاقبة، لافتا النظر إلى ان هذه الاعتبارات تسعى في سبيل تحقيق اهدافها إلى توثيق الصلات وتبادل المعونات بينها وبين جميع مكونات الحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر وغيرها من الهيئات الإنسانية.
بعد ذلك ألقيت كلمة الممثل الاقليمي للمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الانسان في الدول العربية الدكتور أمين مكي مدني رحب فيها بصاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والحضور معبرا عن شكره لسموه على رعايته لهذا المؤتمر.
ونوه بحرص المملكة العربية السعودية على التفاعل والمساهمة في الجهود الدولية لتعزيز واحترام حقوق الانسان والتعاون على المستويات الثنائية والاقليمية والدولية للوصول إلى تفاهم مشترك حول قضايا حقوق الانسان في اوقات السلم والحرب وخلق البيئة المناسبة لتحقيق تلك الغايات مبديا تطلع مكتب المفوضية السامية لحقوق الانسان إلى مزيد من الصلات والتعاون مع جميع المؤسسات والهيئات العاملة في هذا المجال.
وبين ان هذا المؤتمر ينعقد في وقت والعالم اجمع في امس الحاجة لتناول قضايا حقوق الانسان التي اصبحت في صدارة اهتمامات المجتمع الدولي بسبب الحروب والنزاعات المسلحة والاعمال الارهابية التي تطغى في العالم والعنف والعدوان والاحتلال داخل بعض الدول.
ولفت النظر إلى ان المؤتمر جاء ليؤكد على ان السبيل الاوحد لوقف الانتهاكات واحقاق الامن والسلم والاستقرار الوطني والاقليمي والدولي هو اعمال قيم التسامح والحرية وحقوق الانسان كما تضمنتها الاديان السماوية والاعراف البشرية وميثاق الامم المتحدة والشرعية الدولية ومختلف العهود والمواثيق الخاصة بحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني والتسامح بين البشر من اجل انقاذ الاجيال المقبلة من ويلات الحرب والتأكيد من جديد على الايمان بالحقوق الاساسية للانسان وكرامة الفرد وقدره ومن اجل تحقيق العدالة ودفع الرقي الاجتماعي ومستوى الحياة في جو افسح من الحرية.
عقب ذلك ألقيت كلمة المشاركين ألقاها بالنيابة عنهم أمين عام جامعة الدول العربية السابق الدكتور أحمد عصمت عبدالمجيد، رحب فيها بسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز والحضور.
وأكد أن عقد هذا المؤتمر في المملكة العربية السعودية يأتي من دورها التاريخي والمشرف في ميادين شتى وفي مقدمتها حقوق الانسان.
وبيّن أن هذا المؤتمر يتناول جوانب هامة من اهتمامات العالم الاسلامي خاصة واننا نواجه تيارات عنيفة تهاجمنا كعرب وكمسلمين.
وقال: سوف نحرص ان نحقق لهذا الاجتماع مبادئ وقواعد تعزز من إيماننا بمبادئ الحق والعدل لقضايانا العربية والاسلامية وتحقيق آمال وطموحات الجيل الحاضر والمستقبل مع الأخذ في الاعتبار أن لكل مجتمع خصوصياته واننا بلقائنا اليوم نفتح المجال للبحث والتشاور لهدف التحديث والتطوير متمسكين بتقاليدنا وبمقوماتنا ومحافظين علي حضارتنا العظيمة.
وناشد الدكتور أحمد المجتمع الدولي بضرورة ايجاد حل سريع وعادل لمشكلة فلسطين وشعبها البطل وحقه في العيش داخل وطنه وحمايته من العدوان الاسرائيلي المستمر عليه والعمل على قيام الدولة الفلسطينية على ارض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، لافتا النظر إلى ان هذا المؤتمر يأتي في ظل أحداث نشاهدها ويشاهدها العالم من تهديدات وتطورات صعبة تمر بها الأمة العربية وعلينا ان نحاول جاهدين للسعي لحل هذه الصعوبات والتعامل معها بالعزم والاصرار واحترام حقوق الانسان التي نص عليها القرآن الكريم، حيث إنه يوجب العدل ويعلن كرامة الناس أجمعين من غير تمييز ما بين انسان وانسان الا بتقوى الله.
واشار إلى ان حقوق الانسان هي جزء لا يتجزأ من الحقوق الطبيعية التي تولد مع المرء والتي اعترفت بها جميع الديانات والشرائع منذ قديم الزمن وان الاسلام قرر لغير المسلمين في مجتمعه حقوقا كفلها لهم الشرع الحنيف.
وفي ختام كلمته عبّر عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية كما شكر كل من أسهم في انجاح هذا المؤتمر.
كما ألقى سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز كلمة ضافية خلال الحفل.
«نقلاً عن الطبعة الثالثة»
|