Wednesday 15th october,2003 11339العدد الاربعاء 19 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بمناسبة اليوم الوطني وبحضور عدد كبير من المهتمين بمناسبة اليوم الوطني وبحضور عدد كبير من المهتمين
الشايع والفريح والحربي في ملتقى عبدالله أبابطين

في ليلة من ليالي الشعر العامي تألق الشاعر أحمد الناصر والدكتور عبدالرحمن الفريح والشاعر الحميدي الحربي في أمسية أدبية متميزة أعد لها الأستاذ عبدالله بن محمد أبابطين في ملتقاه الثقافي بروضة سدير بمناسبة اليوم الوطني في مساء الأربعاء 5/8/1424هـ وذلك بحضور رئيس مركز روضة سدير عبدالله الماضي وعدد من المسؤولين والشعراء وجمع من عاشقي الشعر.
بدأت الأمسية بآيات من القرآن الكريم ثم كلمة لصاحب الملتقى رحب فيها بالمشاركين بالأمسية والحضور مؤكد على أهمية اليوم الوطني ثمَّ تحدث الدكتور الفريح مبتدئاً بالتعريف بالملتقى وأنه يسعى بطموح لسد فراغ نشأ من عدم وجود مؤسسة ثقافية في سدير ولا ملتقيات أسبوعية أو شهرية خاصة وأنَّ الملتقى لم يقف عند حد خدمة الثقافة والأدب بل إن همة صاحبه جعلته يتطلع إلى الاهتمام بالخدمات العامة وتوثيق روابط الصلة بين من هم خارج سدير وبين أبنائها المقيمين في أرضها.
وإن هذا المنتدى الواقع في مزرعة «دانية» بالروضة، دانية ثماره بطموح صاحبه وبتعاون أهل مدينته مما جعل الملتقى يتطلع إلى تدوين آثار العلماء والشعراء والأدباء في سدير والبحث في الآثار وتحقيق المخطوطات واستنطاق الوثائق فضلاً عن العناية بالمواهب الناشئة. وأن ملتقى أبابطين يحرص على التوثيق العلمي وفق خطة منهجية بالصوت والصورة ويقف وراء إيصال نتاجه الفكري والعلمي والاجتماعي من خلال وسائل الإعلام المختلفة كالكتب والمطبوعات والإنترنت والأشرطة بجهود صاحب الملتقى والمسؤول الإعلامي به الأستاذ ناصر العريج.
عرّج الفريح بعد ذلك على الشعر العامي الذي أكد على تسميته بالعامي لأن الشعبية بمرادف الجمهرة وأن ليس لنا أن نطلق عليه لفظ النبطي لأن الأنباط لا يعرف لهم شعر لا منسجم مع اللغة ولا خارج إطارها لكننا نقول هو نبطي لبعده عن العربية نحواً وصرفاً لا بنسبته إلى أولئك الأقوام وأن العامية هي التسمية المطردة لهذا الشعر في مواضعة اللغويين.
«إن ما روي لنا من أوائل الشعر العامي مشابه إلى حد كبير للشعر العربي الفصيح في وزنه وقافيته ومبناه ومعناه وإن أقدم ما وصل إلينا من الشعر العامي مشابه إلى حد كبير للشعر العربي الفصيح والخروج عن الالتزام بالفصيح فيه قليل جداً فالشعراء كأبي حمزة العامري وجعيثن اليزيدي والخلاوي على سبيل المثال لا نميزهم عن شعراء الفصيح أو نميز شعراء الفصيح عنهم إلا قليلاً وتندرج في هذا السياق مرحلة رميزان ومعاصريه من الشعراء».
وقدم الفريح بعد ذلك الشاعر أحمد الناصر مستشهداً ببعض أشعاره ومحاوراته التي تميز بها ومشاركاته في المهرجانات الشعرية ثم بدأ أحمد الناصر بإلقاء بعض من قصائده مبتدئاً بالقصيدة الوطنية التي منها:


المبتدى باسم مجراها ومرساها
والمنتهى في صلاة الله على طه
اليوم يوم الوطن يوم نفاخر به
عم الجزيرة من أقصاها إلى أقصاها
يوم اتحاد الوطن عيد لسكانه
والمملكة عيدت يوم الله أعطاها
عبدالعزيز الحكيم الحاكم العادل
المملكة كلها حكمه تولاها
ما يحكم إلا بحكم الله وشرع الله
سنة نبيه مسكها ما تعداها
تعب عليها وعززها ووحدها
وهو عن الحيف والعيلات يحماها
أمن خطرها وسماها السعودية
وهو على الحق والتوحيد يقداها

وألقى أحمد بعدها قصيدة رائعة من قصائد النصائح تلاه الفريح بالحديث عن اليوم الوطني قائلاً: ما أحسن أن نتحدث عن موروثنا الأدبي وشعرنا العامي في مناسبة غالية على نفوسنا جميعاً هي اليوم الوطني لبلادنا العربية السعودية الذي يعيد إلى الأذهان ملحمة الكفاح السعودي على يدي الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي سعى بجد واجتهاد إلى توحيد المملكة واضعاً نصب عينيه القضاء على الطموح إلى التجزئة والفرقة والنزعة إلى التشرذم والشتات.
وعن الشعر قال:
الشعر من وسائل الإعلام المختلفة في المملكة بالانتشار وبروز الشعراء وعنيت مؤسسات ثقافية كالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون وفروعها المنتشرة في عدد من المناطق بالشعر العامي والتراث الشعبي على وجه العموم وشارك الشعراء العاميون في المناسبات الوطنية.
إن من صور العناية بالشعر العامي تخصيص برامج خاصة به في الإذاعة والتليفزيون وتخصيص صفحات له في الصحف تبرز الجيد منه وتتبنى المواهب وتعنى بالمفيد من هذا الشعر فنياً واجتماعياً مع ملاحظة ارتباط هذا الشعر بالأداء الحماسي والأهازيج الشعبية كالعرضة السعودية والسامري والمحاورة ولعلي أشير هنا إلى أحد من كان لهم إسهام في الإشراف على نتاج الشعر العامي من خلال وسائل الإعلام و هو أحد ضيوف أمسيتنا في هذه الليلة وهو الأستاذ الحميدي الحربي الذي يُعد لبرامج الشعر العامي في الإذاعة والتليفزيون ويشرف على صفحة الأدب العامي بجريدة الجزيرة. تلا ذلك قصيدة ترحيبية للحميدي الحربي ثم قصيدة وطنية عاد الفريح بعدها للحديث عن العناية بالشعر العامي قائلاً:
إذا كانت المؤسسات الثقافية كالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون تُعنى بالأدب العامي فإن مما تجدر الإشارة إليه هو أن كلية الآداب بجامعة الملك سعود قد نظمت مهرجاناً سنوياً للشعر العامي وشعر المحاورة على وجه الخصوص بدأ في عام 1396هـ.
وقال الفريح لقد شارك في مهرجان الجامعة أبرز شعراء المحاورة في المملكة وكانت أولى محاورات الشعراء آنذاك بين لويحان وأحمد الناصر ضيف أمسيتنا في هذه الليلة وكان ذلك بحضور سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وعدد من أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء والمهتمين بهذا اللون الشعري ومن تلك المحاورة:
لويحان:


سلامي يا من حضر رديّةٍ حلوة وسمحة مقاد
رديّةٍ وافية واطلب من أحمد زين مردودها
يا سيدي يابن سيدي برّقوا بالجمع والانفراد
أنتم حكم ملعبتنا وأنتم الحضّار وشهودها

أحمد:


يا مرحبا بالعميل اللي طروقه بالمحاضر جداد
اعداد وبل المزون اللي تهز الضلع برعودها
يا لله عليك اتكالي يا عظيم الشان والاعتماد
يا مدبّر الكون دبّر نفس عبدك وانت معبودها

وتم استعراض عدد آخر من محاورات الشائع وكبار الشعراء ومن ثم ألقى أحمد الناصر عدداً من مختاراته العشرية بالصوت المغنّى شاركه في الأداء أبناؤه محمد وناصر وآخرون ومن بين تلك القصائد قصيدة منها:


تقل ودي يجي جماد الأول يشهد الله تقل ماودي
الفرح والسرور جماد الأول والبلا من جماد الثاني
خايفٍ من تفاريق الليالي ثم أبيح خفي السدي
راح ثلثين عمري واعذابي أشهد أني وسيع بطاني
اتحرى متى تسمح ظروفه بس أشوفه وهو متعدي
شوفةٍ تبري الكبد العليلة تنقذ العاشق الولهاني
ما أقدر أصبر على الفرقا الطويلة يا هوى البال حدي
أتلاجا لأهل مضنون عيني وأتلزى وهم عدواني
كيف محدٍ يجيب من الحبيب أخبار يمي ولا أحد يودي
أسهر الليل وانخى مار تقل بديرة ما بها سكاني

ثم تحدث الفريح عن أهمية الشعر العامي بدلالاته التاريخية والجغرافية والأدبية والاجتماعية واللغوية وقيمته الجمالية وتطرقه للأغراض الشعرية والصور البلاغية التي يتطرق لها رصيفه الفصيح وعقب على ذلك الحميدي الحربي مشيراً إلى ما يتمتع به الفريح من ملكة أدبية نقدية وحس شعري وتمكنه من شعر النظم والمحاورة مؤكداً على دور أحمد الناصر في تجديد الطروق الشعرية ودور من سبقوه في ذلك كابن لعبون ولويحان ثم استمع الحضور إلى مختارات من قصائد الحميدي الحربي.
فمن قصيدته في المناسبة نختار هذا المقطع:


على الوعد جينا يا أهل روضة سدير
يا للي لكم في سفر الأمجاد سيره
وصلت لنا الدعوه وجينا مسايير
وعاداتكم جمع الوجيه السفيره

ومن ثم قصيدته بمناسبة اليوم الوطني التي نشرت في الجزيرة صباح الخميس ونالت استحسان الجميع.
وكذلك قصائد في أغراض مختلفة نالت إعجاب الحضور ومنها:


يا مفسر أسباب انعزالي عن الناس
عدة تفاسير تحوّل وترقا
كسر وجبّر واضرب أخماس بأسداس
وارقص إلى غنت على الغصن و رقا
إلى قوله من نفس القصيدة:
ما همني حامي حكي بارد إحساس
اللي نواميسه وشايه ودرقا
أو خامل الهمّه لو إنه ولد ناس
مراكبه ببحر الأوهام غرقا
لي عن مجالسهم مجالس وجلاس
روسٍ رقت للطايله كل مرقا

وقصيدة أخرى بينه وبين الشاعر عبدالله السياري الذي قال إنه وعبدالله السلوم - رحمه الله - يمثلان أعز صديقين وبينه وبينهما حوارات شعرية يعتز بها.
واستمع الحضور بعد ذلك وبتفاعل كبير إلى عدد من القصائد بصوت أحمد الناصر الذي شد الانتباه وحاز على الإعجاب وطالبه الجمهور بالمزيد منها وقدموا له أسئلة عن بعض قصائده القديمة وألحانه المميزة ومحاوراته مع بعض الشعراء كمحاورته مع علي أبو ماجد التي ألقاها بصوته.
كما تفاعل الجمهور مع مختارات من قصائد الحميدي الحربي وبعض الاخوانيات بينه وبين بعض الشعراء وعاد الفريح بعدها إلى مقاطع من محاورات أحمد الناصر مع خلف بن هذال في مهرجان الجامعة ومنها الأبيات التالية:
أحمد:


يا سلامي لحكام الجزيرة فخرها
نسل عبدالعزيز الفيصلي السعودي
دولةٍ تنصر الإسلام والله نصرها
غزة العود في عين العدو الحسودي

خلف:


مرحبا بالمسِّلم عد وابل مطرها
من سعودي وتشهد لي قدايم جدودي
يا بن عبدالعزيز أحمد يحرك بحرها
نوب يجرح يدي ونوب يجرح خدودي

أحمد:


واشكر الجامعة والشعب كله شكرها
خلت الشعب لسلوم الأوايل يعودي
خل عينك يا بن هذال تملا نظرها
واقطر الدرب ما بين الجبل والنفودي

إلى آخر المحاورة
وأردف الفريح قائلاً :
«لقد تألق أحمد مع كوكبة من شعراء المحاورة في مهرجان الجامعة الذي تبناه بعد الجامعة مهرجان الجنادرية ضمن عنايته بالشعر العامي والفنون الشعبية».
وأضاف أن الشعر العامي قد حظى بعناية الجهات الرسمية ولا ننسى أن نذكر جهود سمو الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة عسير في عنايته بشعر المحاورة لعدة سنوات وقد كان أحمد الناصر مميزاً كعادته في ملتقى الأمير فيصل لشعر المحاورة وقد لقبه سموه ب«أمير شعراء المحاورة».
«أحمد الناصر شاعر بارع في كافة أغراض الشعر فله في النسيب قصائد سارت مسير المثل بدون إسفاف ولا ابتذال وله قصائد وطنية وهو علم في شعر المحاورة يعد مع لويحان من رموز هذا الشعر المجددين فيه بألحان عرفا بها ونسبت إليهما وشنفا بها الأسماع لسنوات طويلة».
«إن الطروق الشعرية لا تكاد تخرج عن دائرة مدرسة هذين الشاعرين الكبيرين ولهما من الألحان العسيرة ما لا يكاد يقدر عليه أحد سواهما مع موهبة شعرية متألقة صقلاها بكثرة الممارسة والمران على قول الشعر ومحاورة الأقران».
«لقد سعدنا بأحمد الناصر المتميز بصوته وشعره في هذه الليلة بعد أن سعدنا قبل أشهر بليلة شعرية كان محورها لويحان أعد لها الأخوان هاني الحسياني الناصري وناصر العريج كما سعدنا في ليلتنا هذه بالاستماع إلى الشاعر المبدع الحميدي بن حمد الحربي الذي أسهم بخدمة الشعر العامي والموروث الشعبي في سنة مبكرة من سني عمره وشارك في البرامج الإذاعية والتليفزيونية وصدر له ثلاثة دواوين وعمل بالصحافة في جريدة المدينة ومن ثم الجزيرة في صفحة المدارات الشعبية التي تميزت بدرايته بتراثنا العامي وإلمامه به».
وختم الفريح الأمسية بتعريف عام بروضة سدير وأشار إلى بعض أعلامها وشعرائها وما قيل فيها من الشعر مستشهداً بأبيات لرميزان وبشعر لابن عضيب العتيبي قيلت في ابن ماضي وأهل الروضة ملمحاً إلى أعلام الشعر في سدير وإلى أهمية التواصل مع جيل الشعراء القدماء.
محطات في الأمسية:
1- حضر الأمسية عدد من المثقفين والأدباء والشعراء والمسؤولين من بينهم رئيس مركز روضة سدير عبدالله بن محمد بن ماضي والأديب الشاعر أحمد الدامغ والشيخ ثنيان الفهد الثنيان وآخرون.
2- حظيت الأمسية بحضور عدد من الإعلاميين والصحفيين وتم توثيقها بالصوت والصورة.
3- تخلل الأمسية قصائد وطنية من بعض الحضور وحاكى بعضهم أحمد الناصر في طروقه.
4- قدم الأستاذ عبدالله أبابطين في نهاية الأمسية دروعاً تذكارية للمشاركين في الأمسية الدكتور الفريح وأحمد الناصر والحميدي الحربي.
5- الشاعر أحمد الدامغ شاعر الفصحى شارك بقصيدة عامية ترحيباً بالمشاركين في الأمسية وهي:


روضة سدير استبشرت باللقاءات
بين النجوم اللامعة بالنشيدِ
يا عاشقين الشعر اصغوا للأصوات
اللي تخاطب كل عقلٍ رشيدِ
في الملتقى للشعر صوله وجولات
هذا أحمد الناصر وهذا الحميديِ
الكل منهم له مع الشعر وقفات
قصيدهم يساوي والله قصيدِ
كل الأماسي في النوادي جميلات
لكن هذي خص عنها تزيدِ
دام الفريح يديرها بالنجاحات
مضمونةٍ فيها على ما نريدِ
وأبو محمد ساسْ.. وراسْ الجماعات
قبله وحنا صايرين بديدِ
يفداه من لا يرتكى للمهمات
اللي عن دروب المراجل يحيدِ

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved