Wednesday 15th october,2003 11339العدد الاربعاء 19 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يجب التفريق بين عدم التجانس ووجود الكتل بالثدي يجب التفريق بين عدم التجانس ووجود الكتل بالثدي
يجب إجراء الفحص الإشعاعي «الماموجرام» كل سنة لمن تجاوزت الأربعين
أغلب كتل الثدي حميدة... وأمراضه يمكن تجنبها والشفاء منها إذا لم تهمل

أكدت الدراسات أن جسم الإنسان مصمم للحياة لمدة مائة وثمانين عاماً، وتختزل هذه السنوات إما بسبب الاهمال أو الاسراف والعادات السيئة والمرض الجسدي والنفسي والتلوث البيئي ويتمتع الناس اليوم بوعي صحي متزايد هو نتاج للتطور الانساني وثورة المعلومات، وكلما تطور الانسان فكريا أدرك أن أثمن ما يملكه هو صحته، والثدي عضو مهم في الجسم الانساني، لأنه مصدر الغذاء للطفل ومظهر اعتزاز أنثوي، لكنه مثل باقي الاعضاء معرض للمرض مثل الألم والكتل والالتهابات والاورام، وكلها أمراض يتعرض لها في مراحل الحياة المختلفة لكن لكل هذه الأمراض علاج مفيد وشافٍ لكن الوقاية تبقى هي الأهم، ويكون ذلك بالالتزام بالعادات الصحية والابتعاد عن مصادر المرض لان هناك واجبات على كل إنسان تجاه صحته، وفي العيادات الاستشارية بمستشفى المملكة هناك الكثير من البرامج الصحية الدورية التي تهتم بالجميع، وتقوم جماعة العناية بالثدي المكونة من مجموعة من الاخصائيين في الجراحة والامراض النسائية والاشعة والتحليل النسيجي في تقديم برنامج العناية بالثدي الذي يشمل فحص الثدي وأشعة الثدي (الماموجرام)، والموجات فوق الصوتية التي تقدم لكل سيدة فوق سن الأربعين سنويا، وفي حال اكتشاف تغير يقوم الاخصائيون بدراسة الحالة وتقديم النصيحة والعلاج، كما أن هناك الكثير من الكتيبات التي تعنى بصحة الثدي تقدم لكل سيدة تطلبها في مستشفى المملكة والعيادات الاستشارية.
والثدي عضو مهم يجب العناية به لذلك ننصح السيدات باجراء الفحص الذاتي شهريا، والفحص السنوي للثدي، لأن الوقاية أفضل وخير من العلاج.
اعتمد شهر أكتوبر من السنة الميلادية ليكون شهر العناية بالثدي في جميع انحاء العالم، وتقام فيه حملات كثيرة للتوعية بأهمية العناية بالثدي وتعرض المعلومات المهمة ونتائج الابحاث عن أمراضه ليستفيد منها الجميع، كما تزور أغلب السيدات الاخصائيين في هذا المجال للقيام بفحص وقائي وإجراء الابحاث اللازمة للتأكد من سلامته.
والثدي عضو تميزت به مجموعة من المخلوقات تدعى الثدييات، على رأس هذه المجموعة يقع الانسان الذي كرمه الله بالعقل والحكمة وجعله خليفته في الأرض، ومهمة هذا العضو الاساسية هي الارضاع للحفاظ على النوع باعطاء الغذاء والمواد المناعية للاطفال ممثلة بحليب الأم، وللثدي أيضا وظائف أخرى ثانوية كعضو يمثل الأنوثة له بعد جمالي وجنسي، ويحتاج الثدي مثل باقي الأعضاء في الجسم الانساني الى العناية ليس فقط لاداء وظائفه العضوية انما للحفاظ على صحته التي لا تنعكس فقط عليه إنما على بقية الجسم فأورام الثدي هي الأكثر حدوثا في الجسم الأنثوي.
ولا يقتصر وجود الثدي على النساء بل هو موجود ايضا في الرجال، وبينما هو مسطح وصغير وغير متطور في الرجال، ويأخذ في المرأة شكلا مميزاً نصف دائري تتوسطه الحلمة التي تحتوي على من 15 إلى 20 فتحة صغيرة تنتهي في كل منها احدى القنوات التي تنقل الحليب من مجموعات مماثلة في عدد من الغدد داخل الثدي الى الحلمة لتوصلها في حال الارضاع الى فم الرضيع، وتقبع هذه القنوات والغدد داخل الثدي محاطة بنسيج دهني مع أربطة وألياف مهمتها حفظ شكل الثدي ويحيطها جميعا الجلد، ويغذي هذه الانسجة مجموعة من الشرايين والأوردة والأعصاب ليقوم الثدي بوظائفه جميعا.
وتختلف الاثداء بين النساء، وقد تختلف في نفس المرأة، كما انها تتغير في الشكل بتغير مراحل العمر وتبعا للوظيفة التي تقوم بها ويبدأ نضوج الثدي في السن من 10 إلى 12 سنة، ويتم بلوغه في سن السادسة إلى الثامنة عشرة من العمر ويحدث هذا نتيجة تأثر الثدي بمجموعة من الهرمونات يبدأ الجسم في افرازها في مرحلة البلوغ وبعد البلوغ يبدأ الثدي في دورة شهرية يتحضر فيها للحمل متأثرا بتغير مستوى الهرمونات التي يفرزها المبيض في الدم، وقبل نهاية الدورة الشهرية يكون الثدي محتقنا وحساسا ثم يعود الى طبيعته بعد انقضاء الدورة لتبدأ دورة ثانية حتى سن اليأس.
أما في حال الحمل فيزيد حجم الثدي نتيجة تنامي الغدد وقنوات الحليب، وبعد الولادة يبدأ الثدي في افراز الحليب متأثراً بهرمون تفرزه الغدة النخامية الواقعة تحت المخ يدعى البرولاكتين.
وفي البداية يخرج من الثدي سائل كثيف مصفر اللون، هذا السائل يحتوي بالاضافة الى قيمته الغذائية على كمية كبيرة من الاجسام المضادة التي تنفع الرضيع كثيرا في مقاومة الامراض وبعد عدة أيام يبدأ الثدي في افراز حليب الام المعتاد الذي يتدفق الى فم الطفل بتأثير هرمون آخر يدعى الاوكسيتوسين.
وعندما تتعدى المرأة مرحلة الانجاب وتتوقف العادة الشهرية يضمر جهاز الغدد وقنوات الحليب في الثدي ويستبدل بنسيج دهني.
والأثداء عند الفحص ليست ملساء تماما وإنما هناك شيء من التكتل وعدم التجانس في بعض أجزائها ويجب التفريق بين عدم التجانس ووجود الكتل في الثدي، ولا يتم هذا إلا بالخبرة التي تحصل عليها المرأة عند قيامها بالفحص الذاتي الشهري للثدي، وكتل الثدي ليست نادرة عند المرأة كما يعتقد الكثير من النساء، واحصائيا تتشكل كتلة أو أكثر عند كل امرأة من اثنتين أي خمسون في المائة من النساء على مدار العمر، وقد تحتوي الكتلة على سائل تدعى في هذه الحالة كيسة، وقد تحتوي على أنسجة.
والحقيقة فإن أغلب كتل الثدي حميدة لكن هذه الحقيقة ليست مدعاة للكسل والاهمال، ويجب الكشف على كل كتلة في الثدي عند الاخصائي الذي يقوم بالكشف على الثدي واجراء فحص شعاعي خاص بالثدي، وقد يحتاج إلى أخذ عينة من هذه الكيسة أو الكتلة بغرض الاطمئنان.
ومع تطور العلم واجراء الكثير من الابحاث اثبتت الحقيقة القائلة ان الوقاية خير من العلاج وكل أمراض الثدي يمكن تجنبها والشفاء منها إذا لم تهمل وتتطور، والعناية به حسب آخر المعلومات تشمل الفحص الذاتي الشهري للثدي والفحص السنوي عند الاخصائي واجراء الفحص الاشعاعي الذي يدعى الماموجرام كل سنة لمن تجاوزت الاربعين.
وتسهم المرأة بهذا البرنامج من خلال الفحص الشهري الذاتي للثدي ان تتعرف المرأة على ثديها عندما تقوم بفحصه ويجب ان يكون هذا في الاسبوع الاول بعد انقضاء العادة الشهرية وعندما يكون الثدي اقل احتقانا وحسسا للفحص، وتسجيل ما تجده المرأة أثناء الفحص والعودة إليه في الشهر التالي مهم ويعطي المرأة ثقة أكبر وعند الاحساس بأي تغير يجب على المرأة استشارة الاخصائي، وبعد انقضاء عام يجب على المرأة مراجعة الاخصائي الذي يقوم باجراء الفحص ليؤكد صحة وسلامة الثدي.
والفحص الاشعاعي للثدي له ميزة مد النظر بعيون الاشعة الى داخل الثدي ورؤية الانسجة، يتمكن الاخصائي من التعرف على كل التغيرات في الثدي مبكرا والتعامل معها بعد اجراء هذه الفحوص وينصح بالفحص الاشعاعي سنويا بعد بلوغ الاربعين لأن أمراض الثدي تصبح أكثر شيوعا بعد هذا السن.
واهمال الثدي قد يكون مكلفا جدا على صحة الانسان إذا ما علمنا الحقيقة ان أكثر الاورام شيوعا في النساء هي أورام الثدي التي لا تضر الثدي فقط، وإنما لها انعكاس كبير على صحة المرأة، ولنعلم حقيقة أخرى مفادها ان اكتشاف أي مرض مبكرا في الثدي يمنح فرصة كبيرة للعلاج والشفاء.
وللصحة قيمة كبرى لا تعوض عنها أي قيمة مادية أو معنوية أو اجماعية، وهي منحة من الله تعالى تستوجب الشكر والمحافظة والعناية، وتبارك الله أحسن الخالقين.

(*) جراحة عامة - مستشفى المملكة العيادات الاستشارية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved