ما هي متلازمة تكيس المبايض؟
هناك ما يشبه الماء، هذا ما تلاحظه السيدة على نفسها أو على ابنتها في مرحلة البلوغ أو طول مرحلة الاخصاب، ولتعريف الحالة نقول انه «اضطراب في الهرمونات تؤدي الى اعراض مثل عدم انتظام الدورة، صعوبة الاخصاب، زيادة نمو الشعر، زيادة البثور في الوجه، السمنة» وقد سميت هذه الحالة بذلك لوجود عدد كبير من الأكياس الصغيرة في المبيض، وفي حال عدم علاج ومتابعة الحالة قد تؤدي الى أمراض أخرى.
أعراض متلازمة تكيس المبيض
وتسمى بمتلازمة لأنها تحتوي على مجموعة من الأعراض العامة التي لا يمكن تحديد وجودها لدى المصابات بتكيس المبايض، وسنورد مجموعة من الأعراض التي قد تشكو المرأة من واحدة منها أو أكثر، وكذلك قد تختلف شدة الأعراض من سيدة لأخرى، والأعراض هي:
* عدم انتظام الدورة لفترة طويلة أو عدم نزولها.
* صعوبة في الاخصاب أو العقم.
* الزيادة المفاجئة في الوزن وغير المبررة حتى إذا كنت لا تزالين في حدود الوزن الطبيعي.
* السمنة «الزيادة عن الوزن الطبيعي بـ20%».
* ظهور بثور الوجه وحب الشباب فيما بعد سن المراهقة.
* زيادة نمو الشعر في مناطق الوجه والبطن والصدر.
* رهافة في نوعية الشعر.
* ظهور مرض السكري بأعراضه.
من المهم ملاحظة ان بعض هذه الأعراض قد تكون موجودة لدى سيدات غير مصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
من يصاب بهذا المرض؟
تكيس المبايض حالة غير محدودة فهي تصيب النساء بمختلف الأمراض، وتكثر في منطقة البحر المتوسط وتصيب مختلف الأعمار من سن البلوغ الى سن انقطاع الدورة وعند تشخيص المرض يلزم المتابعة والعلاج.
الفتيات بعد البلوغ
مع ان ملاحظة ظهور أعراض المرض تختلف ولكن الكثيرات من المصابات قد يذكرن ان الأعراض الأولى بدأت في سن البلوغ مباشرة والشعور بأنهن مختلفات عن الأخريات، وهل هناك شيء ما غير طبيعي لديهن، ويجدن ان الأعراض والشعور هي نفسها تكيس المبايض لدى الناضجات، خاصة عدم انتظام أو اختفاء الدورة لفترة ما وظهور شعر غير مرغوب فيه بكثرة في الوجه يصعب التحكم بها.
وهذه المرحلة من المرض حساسة لدى جميع الفتيات، وهنا مع وجود هذه الأعراض الشديدة تزداد الحساسية وقد يؤثر ذلك سلبياً على الفتيات خاصة في حال عدم تفهم المحيطين بالموضوع لذا لزم البحث عن طبيب متفهم للمساعدة في تشخيص الحالة.
النساء في مرحلة الإخصاب؟
عادة تبدأ أعراض تكيس المبايض باختلال في مواعيد الدورة الشهرية ويظهر ذلك بعد عدة سنوات من البلوغ، ففي بدايات سن العشرين تكون الدورة منتظمة الى ان تبدأ الأعراض الأخرى بالظهور نتيجة لاختلال الهرمونات.
يتم تشخيص السيدات بين سن العشرين والثلاثين وذلك بسبب صعوبة حدوث حمل فيلجأن للأطباء طلبا لذلك ويتم التشخيص، وهنا نجدد لملاحظة ان تكيس المبايض حالة شاملة لعدة مشاكل احدها صعوبة الاخصاب والعقم، والعلاج والمتابعة الطبية مطلوبة حتى لو لم يكن هناك رغبة في الحمل.
العلاقة بين تقدم العمر وأعراض تكيس المبايض غير ثابتة فلدى بعض السيدات تخف الأعراض مع تقدم العمر بمرحلة الاخصاب ولدى الأخريات تزيد هذه الأعراض بالتقدم في مرحلة الاخصاب ولا تزال العلاقة بين الحالة ومؤشرات مثل تخفيف الوزن، لاجهاض الحمل، علاج العقم غير واضحة، وتأثيرها على المصابات مع تقدم العمر غير معروف.
النساء بعد سن انقطاع الدورة
مرحلة انقطاع الدورة هي المرحلة من عمر النساء عندما تنقطع الدورة الشهرية عن النزول، وتحدث عادة في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات من العمر وأعراضها عدم انتظام الدورة، شعور بسخونة في الصدر والوجه والرأس، التعرق في النوم، جفاف في القناة التناسلية، عدم رغبة في المعاشرة الزوجية، واعتلال وتعكير في المزاج العام وعدم التركيز، وعادة تلاحظ هذه المرحلة عند انقضاء ستة أشهر الى سنة على عدم حصول الدورة.
أما السيدات المصابات بتكيس المبايض فقد تمر هذه المرحلة بدون ان تلاحظ حيث تكون الدورة في العادة غير منتظمة ومتباعدة جداً.
ومن المهم جداً بحث وسائل العلاج بالهرمونات التعويضية وغيرها وايجاد الأنسب حيث ان بعض الأعراض مثل هشاشة العظام تؤدي الى مخاطر كبيرة لدى السيدات بعد انقطاع الدورة كذلك مع وجود تكيس المبايض فهناك مخاطر أخرى مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية لذا لزم وضع خطة واضحة للعلاج والمتابعة في هذه المرحلة.
صعوبة التشخيص:
والحقيقة متلازمة لأن تكيس المبايض صعب التشخيص وذلك لعدة أسباب منها:
1- الكثير من السيدات لا يعرفن عن أعراض المتلازمة المذكورة سابقا وقد يتحرجن منها ولا يتحدثن بصراحة مع أطبائهن وكذلك قد لا يعرفن أن هذه الأعراض هي سبب الحالة.
2- كذلك هناك بعض الأطباء غير ملمين بدقائق أعراض الحالة وخاصة الحالة الاجتماعية مثل الضغوط النفسية والزيادة في الوزن.
3- إن الاسم «متلازمة تكيس المبايض» قد تخفي حقيقة الحالة حيث ان ظهور كيس أو أكثر في المبيض لا يعني تشخيص «متلازمة تكيس المبيض» بالضرورة، وكذلك قد تشخص الحالة بمتلازمة تكيس المبيض بدون وجود أكياس بالمبيض بل بأعراض أخرى للحالة.
ويمكن الوصول للتشخيص بالاضافة لما ذكر سابقا من أعراضها، فهنالك تحاليل دم تظهر مستويات هرمونات معينة تشير الى كفاءة وظائف المبيض وحدوث التبويض كذلك مستوى هرمونات الذكورة في الدم وهنالك الأشعة فوق الصوتية لتوضيح صورة وشكل المبيض والشكل المميز للأكياس الصغيرة المحيطة بالمبيض كعقد أو مسبحة لتأكيد التشخيص.
أسباب مرض «متلازمة تكيس المبيض»
* متلازمة تكيس المبيض تحدث نتيجة لعدم توازن في الهرمونات نتيجة لاختلال في جهاز الغدد الصماء لدى النساء.
جهاز الغدد الصماء يحوي على كل غدد الجسم وهي الغدة النخامية، الدرقية، Thurus، الكظرية، وغدة البنكرياس، والهرمونات المفرزة، من هذه الغدد تتحكم في وظائف حيوية مثل النمو، البناء الحيوي، Metral bolin، والخصاب لدى المصابات «بمتلازمة تكيس المبيض» وهذا الجهاز لا يعمل بالشكل المطلوب وهنالك عدة تفسيرات لهذا الاضطراب في التوازن الهرموني.
* عند النساء المصابات ب م.ت.م هذه الزيادة في مستوى الجلكوز والانسولين تؤدي الى عدم توازن في هرمونات أخرى، وهذا لاحقا يؤدي الى زيادة الهرمونات الذكرية ويمنع المبيضان من افراز البويضات وهذا يؤدي لاحقا الكثير من أعراض ال م.ت.م.
* وإذا لم تعالج مقاومة الإنسولين فقد تؤدي لاحقاً الى حدوث مرض السكري، ومع ان مقاومة الإنسولين ليست موجودة لدى جميع المصابات لكن هناك عدد كبير من النساء المصابات ب م.ت.م يعانون من مقاومته.
الوراثة/ الجينات
للوراثة والجينات دور أساسي لحدوث والاصابة ب م.ت.م إذ هنالك صعوبة في اثبات ذلك عالمياً ولكن بالنظر للكثير من المصابات نجد ان هنالك أعراضا مشتركة مع الأقارب مثل الوالدة، الخالات، العمات سواء في زيادة الوزن، كثافة شعر الوجه، مرض السكري.
كما ان زيادة الوزن تؤدي الى تحول الدهون الى زيادة في هرمون الإستروجين ويؤدي ذلك الى اضطراب في الغدة النخامية.
لذا فإن المرأة المصابة قد تكون خلقت بعيب وراثي يعمل هذه الصفة المؤدية لاضطرابات الهرمونات وحدوث م.ت.م، ويؤيد ذلك حدوث الاصابة بين الأخوات بنسبة كبيرة.
(*) استشاري أمراض النساء والولادة
رئيس القسم- مستشفى المملكة والعيادات الاستشارية
| 
