حدثني كثيرون عن ذلك المشجع الهلالي الذي انهار على مدرجات ناديه بعد أن تعرض لصدمة نفسية عنيفة ومركبة أيضاً لم يستطع مقاومتها لتخور قواه فيسقط على الأرض وينخرط بالبكاء في مشهد تأثر منه كل من كان حاضراً مباراة الهلال والاتفاق الودية الأخيرة والتي خسرها الزعيم بهدف دون مقابل. فقد أراد ذلك المشجع الكبير في السن والمحب لناديه بشكل لا يصدق أن يعبر هو ومجموعة من الجماهير عن احتجاجهم وعدم رضاهم عن مستوى فريقهم في تلك المباراة، لعل صاحب القرار يسمعهم وتجد أصواتهم صداها في قرارات أو مبادرات تغير من الوضع السيئ للفريق أو على الأقل تبقى أصوات تنفس عن أعماق تكاد تنفجر فكانت الصدمة الثانية عندما واجههم أحد الإداريين غير المعنيين بشؤون كرة القدم وعنفهم بل وأنكر عليهم هلاليتهم وجردهم من انتمائهم وكان يخص بحديثه ذلك المشجع المعروف بارتباطه بناديه عبر أكثر من ثلاثة عقود الذي انعقد لسانه من هول المفاجأة ووقع الفاجعة فبدلا من أن تكون مصيبته في سوء مستوى فريقه فقط أضيفت لها مصيبة التشكيك في ميوله وانتمائه. فكان الانهيار والاستسلام للبكاء تعبيراً تلقائياً من قبل ذلك المشجع المقهور الذي لا يلام لو مزق ثيابه أو أقدم على ما هو أفظع من ذلك.
تلك كانت حالة خاصة لذلك المشجع المحب لفريقه حد البكاء والانهيار وهي في مجملها لا تبتعد عن حالة كل الهلاليين الذين أصيبوا بالصدمة فعلاً بعد المستوى الفني المتواضع الذي قدمه فريقهم أمام الاتفاق حيث كانوا يمنون أنفسهم بفريق مختلف عند استئناف الدوري بعد أن فرحوا بفترة التوقف لعل المدرب والإدارة أيضاً يصححون أخطاءهم ويرممون صفوف الفريق ووضعه الفني لكن المفاجأة المحزنة أن فترة التوقف انتهت بمباراة الصدمة أمام الاتفاق التي ظهر فيها الفريق بشكل أسوأ مما كان عليه قبل التوقف.
فماذا كان يعمل المدرب قرابة شهر كامل؟!! وهل عمله التدريبي أسهم في تقدم الفريق أم في تراجعه؟ وما السر وراء تمسكه بأسماء منتهية الصلاحية وتعمده وضع لاعبين في غير مراكزهم؟!
أما سلبية العمل الإداري فواضحة في حالة العاجي سيبي بدرا الذي مازال يكلف النادي رواتب بلا مردود ويشغل خانة لاعب أجنبي بلا فائدة ويشكل عبئاً ثقيلاً على العيادة الطبية.!! فما هو المرجو من هذا اللاعب وماذاينتظرمنه في ظل وضعه الحالي؟ فلماذا لا يستبدل بأجنبي «سليم» أو على الأقل يلغى عقده و «تفتك» الإدارة من أعباء رواتبه وتوفر تكاليف سكنه وعلاجه الذي لا ينتهي وهي التي تشكو دائماً من «الفقر» وضيق ذات اليد. لقد كان منتظراً من الإدارة أن تبادر فور التوقف بالتعاقد مع لاعب أجنبي مميز في خط الوسط بعد أن تأكد لها وللمدرب وللجميع أن علة الفريق تكمن في ذلك الخط الذي افتقد كل عناصره «سامي ونواف والخثران وبدرا» بسبب الإصابة ومع ذلك لم تتحرك في هذا الجانب لتعطي المدرب مبرراً للتخبط الفني الذي يراه الجميع وأثبتته مباراة الاتفاق الودية التي شهدت قيادة المسعري لخط الوسط وتصديه لمهام صناعة اللعب!!.
ماذا ينتظر الهلال بعد استئناف الدوري؟ هذا السؤال الذي لايستطيع أحد الإجابة عنه بما في ذلك الإدارة والمدرب أيضاً الذين لن يدخلوا المعترك القادم بأفعال كروية وفنية ولكن بأفعال التمني.. لعل وعسى.
|