المكرم رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك - حفظه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أرجو منكم التكرم بنشر هذا المقال تعقيبا على القصيدة التي نشرت في جريدتكم الموقرة في عددها رقم 11333 وتاريخ 13/8/1424هـ في صفحة الرأي.
بداية اعتذر عن هذا العنوان القاسي، ولكن هذه هي التسمية الأدبية لهذه القضية، سمعنا كثيرا عن «شيطان الشعر» وسمعنا كثيرا «عن وقع الحافر على الحافر» وكل هذا في الشعر ولو سلمت جدلا بشيطان الشعر فإنني لن أؤمن بتناسخ أرواح شياطين الشعر، ومع إيماني «بوقع الحافر على الحافر» في الشعر، فإنني لن اؤمن بها في النثر.
بعيدا عن تلك المقدمة الفلسفية، فقد ساءني ما نشره الاخ «مشوح المشوح» في جريدة الجزيرة يوم الخميس الثالث عشر من شعبان الحالي، حينما نشر قصيدته التي وسمها ب «الكلمات في قلب زوجة» ومثار السوء هنا، انني قد قرأت قصيدة للشاعر الاستاذ «محمد بن سليمان الضالع» منذ عدة اشهر، في نفس الموضوع، كما أنني قرأت المقدمة نفسها في ديوان الشاعر الضالع حيث يقول الضالع «تركها عند اهلها وسافر بعد أن اغلق جهازه الجوال، فأصبحت عرضة لسهام المجتمع ونسائه الحاقدة.. والشامتة.. والكائدة.. فكان على لسانها هذه الأبيات».ويقول الأخ المشوح «سافر عنها زوجها إلى الخارج وتنكر لجميلها بعد أن اقفل جهاز الجوال ليتركها فريسة لألسنة النساء والرجال فكان على لسانها هذه الأبيات».
فانظر إلى هذا التطابق العجيب جدا بينهما.
وتبدأ القصيدة وهي على نفس قافية ووزن الأستاذ الضالع فالقصيدة مقفاة بحرف الدال ووزنها «الكامل» متفاعلن متفاعلن متفاعلن، ويأتي الاخ المشوح في قصيدته بنفس الأفكار التي وردت في قصيدة الضالع فانظر إلى قول الاستاذ الضالع:« وترى النساء وقد بقين كدمية» ثم انظر إلى قول اخينا المشوح «ورأى النساء وقد بدين سوافراً» فالمقصود عند الاثنين ظهور المفاتن.
ثم انظر إلى قول الضالع:
وتركت قلباً قد تحطم حسرة
مع همه المكبوت عاش وحيدا
|
وانظر بعدها إلى قول المشوح:
تبكي عليك وحزنها متدفق
وجراحها أمست عليك شهودا
|
والمقصود عند الاثنين هو وصف حزن المرأة.
ثم يأتي الأخ المشوح ولا يجد عن بيت الأستاذ الضالع بديلا، فيضعه كاملا بعد أن ضمنه. وقد أحسن في هذا:
تسعى إلى الجوال تطلب صوتكم
لكن قطعت من الجهاز رويدا
|
وفي النهاية يأتي الأخ المشوح ويقول:
مهما نأيت فإن حبك ثابت
إني لارجو أن تكون سعيدا
|
ما الفرق بين البيتين؟!، لا فرق البتة، بل إن الأخ المشوح يكاد يأخذ عجز بيت الضالع كاملا!.
إنني أجل بني آدم كلهم أن يسطوا على الشعور ويسرقوه، فما بالكم بظني بالأخ مشوح المشوح، وقد كان يغني المشوح عن هذه الإشكالات لو كتب في توطئة القصيدة أنها معارضة ومعانقة لقصيدة الأستاذ محمد الضالع، حيث إن هذا واضح جلي، ليس أدل عليه من التضمين والنقل.
وفي الختام تحضرني قصة الشاعر الكبير بشار بن برد مع سلم الخاسر حينما قال بشار:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته
وفاز بالطيبات الفاتك اللهج
|
فأتى سلم وقال:
من راقب الناس مات غما
وفاز باللذة الجسور
|
فغضب بشار غضبا شديدا وحلف ألا يرضى عن سلم، وعلل غضبه بقوله إنها افكاري وتعبي أعمل فيها عقلي ثم يأتي ويكسوها ألفاظا غير ألفاظي ويخرجها للناس.
عبدالله بن مساعد أبا الخيل
|