وطني الأغر وقِبلة الدنيا فمَا
لسواك في قَلْبِي هَوَىً وحنينُ
سَتَظلَّ مرفوعَ الجبين على المدى
لن تنحني يوماً ولست تلينُ
ستظلُّ نِبراسَ الهُدَى في عَالمٍ
فَقَدَ الطَّريقَ فكلُّه مَفْتونُ
مَا بينَ إفراطٍ وتفريطٍ غداً
غابا على الإنسان جدُّ لعينُ
كفرٌ وإلحادٌ وإيذاء لمن
بالدين في هذا الزمان يدين
جَعَلوُهُ إرْهَاباً فما عَدَلوا وما
قالوا الحقيقة إنه ليقينُ
دينُ المحبة والتسامُح رحمة
تُهْدَى ومن نار الجحيم يصونُ
ما ذنبهُ إن كانَ من أبنائه
عاصٍ ومتخذٌ هواه قرينُ
أو كان من أبنائه بجهالةٍ
من يحسبُ الدُّنيا هوى ومجونُ
أعطَى عن الإسلام أبشعَ صورةٍ
أو فِعْلُهُ في العالمين مشينُ
أمَّا الغلاةُ فأوغَلُوا وتنطَّعُوا
من فعلهم جفتِ المنامُ عُيُونُ
يلوون أعناقَ النصوصِ تعمداً
فالدينُ من أفعالِهم مغبونُ
جَعَلوا التوسُّطَ والتسامحَ ردَّة
حِقْداً على أمن البلاد دفينُ
واليومَ تفضحُهُم فعائلُهم فهل
سَفكُ الدّماءِ بأرضنا هوُ دينُ
لم ينجُ منهمُ مُسْلمٌ ومعاهدٌ
لم ينجُ منهم قاصرٌ وجنينُ
بلدٌ حرامٌ يعبثونَ بأمنِهِ
يَا ويحهُم هو في الكتاب أمينُ
إن الجهادَ منزهٌ عن فِعْلِهم
فيه الحياةُ وفِعْلُهُم مجنونُ
لم ينصُروا ديناً ولا رفعُوا لهُ
ركناً ولا كانوا عليهِ معينُ
ما للتطرفِ والغلو بِدِيننَا
إن الغلوَ بدِينِنَا مَلْعُونُ
لو كانَ خيراً ما جَفَاهُ محمدٌ
ولَكَانَ آياً في الكتاب مبينُ