* جدة - خالد الفاضلي:
* المدينة المنورة - مروان عمر قصاص:
دشنت بلادنا من خلال مجلس وزرائها يوم أمس الأول حدثاً يمثل تفعيلاً حقيقياً لمسيرة إصلاح متعددة المحاور تبنتها حكومة خادم الحرمين وولي عهده عندما أعلن مجلس الوزراء يوم أمس الأول أحقية المواطنين السعوديين في ممارسة حق الانتخاب لتعيين أعضاء مجالس بلدية للأحياء تمتلك صلاحيات أعلى من رئاسة البلديات.
وبات من حق المواطن السعودي ترشيح نفسه لعضوية مجالس بلدية يتم تشكيلها عن طريق تصويت مواطنين آخرين، بحسب إشارة مجلس الوزراء في بيان صدر أمس الأول، لأول مرة، مما يؤكد اعتزام المملكة اطلاق نهج جديد على طريق الإصلاحات الداخلية، في حين يتحكم المجلس البلدي في إدارة شؤون الحي السكني، ويعتبر ذا صلاحيات أوسع من صلاحيات ورغبات رئيس البلدية.
وكانت أصوات عديدة تنادي على امتداد سنوات بأهمية إشراك المواطنين في تقرير واختيار قرارات تمس تفاصيل يوميات حياتهم ومستقبل النشء، وبدأ الشارع السعودي مبتهجاً بتدشين حكومته الرشيدة لعصر جديد يعتمد على ممارسة النهج الانتخابي، فيما اقتنصت «الجزيرة» أحاديث لمجموعة من وجهاء ورموز المجتمع السعودي ساندوا التوجه الجديد واعتبروها «خطوة هامة على طريق الإصلاح المنشود، ينبغي أن تكون محل العناية والتقدير» بحسب ما أملاه على محرر الجزيرة هاتفياً المفكر والكاتب محمد سعيد طيب مضيفاً «أن ينهض الجميع بمسؤولياتهم وواجباتهم لإنجاحها حتى تتحقق الأهداف المتوخاة، وهي تحقيق قدر من المشاركة الشعبية في الشأن العام».
وأشار طيب إلى «أن طريق الإصلاح طويل وصعب ولكنه ليس مستحيلاً، وهو الطريق الوحيد لمواجهة كافة التحديات، داخلياً وخارجياً، وتحقيق أماني الناس في حياة أفضل وأكرم «كما اهتم محمد سعيد طيب بإيضاح» أن كل الطرق الأخرى «غير طريق الإصلاح» قد تؤدي إلى أنفاق مظلمة لا نهاية لها، ولذلك ينبغي على أصحاب الرايات الخاسرة «الذين يرفعون راية بأن هذا ليس وقت الإصلاح، وكأن للإصلاح توقيتاً معيناً يعرفونه ولا نعرفه بحسب حدة تعبيره» أن يكفوا عن هذا، وأن يستوعبوا هذه الخطوة ويتفاعلوا معها بكل إيجابياتها.
كما اعتبر عدد من المسؤولين بمنطقة المدينة المنورة القرارات التي اعتمدها مجلس الوزراء الموقر مساء أمس الأول الاثنين برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - خطوة جيدة ومدروسة في الاتجاه السليم نحو الإصلاحات الكبيرة وفق ما وعدت به قيادة هذه البلاد مؤكدين سعادتهم بإتاحة الفرصة للمواطنين للمساهمة الفاعلة في خدمة الوطن تخطيطاً وتنفيذاً، وأكد الجميع أن هذه القرارات تؤكد وتعمق ثقة القيادة بالمواطنين وتجسد روح التلاحم بين القيادة والمواطنين وطالب الجميع بأن يكون المواطن السعودي كما هو دوما أهلاً لهذه الثقة وأن يثبت كفاءته في إدارة شؤون وطنه وفق منهج وطني يعتمد الدين الإسلامي والقيم الخالدة منهج حياة.
فقد قال وكيل الإمارة المساعد الأستاذ عبدالرحمن بن محمد آل منير: لقد شدني القرار الحكيم الذي أصدره مجلس الوزراء الموقر والذي يؤكد عزم القيادة المضي قدما في تنفيذ حزمة من الإصلاحات التي تهدف لمصلحة الوطن والمواطن وفق ما أعلنته قيادتنا في العديد من المناسبات كما أن هذه القرارات تؤكد حرص القيادة على تفعيل دور المواطن باعتباره محوراً هاما من محاور العمل الوطني وقال إن هذه القرارات تتيح للمواطن السعودي المشاركة في إدارة شؤون البلاد بالانتخابات وهي تجربة ليست بالجديدة على المواطن السعودي الذي خاض تجارب المجالس البلدية قبل عدة عقود كما أن المواطنين يمارسون حقوقهم الانتخابية عبر مجالس الغرف التجارية في مناطق المملكة المختلفة وأثبتوا نجاحاً جيداً في هذا المجال مؤكداً أن المواطن السعودي مؤهل لخوض هذه التجربة وتحقيق النجاح المأمول بإذن الله.
من جانبه، اعتبر عضو مجلس منطقة المدينة المنورة الشيخ عبدالغني حسين أحمد صدور هذه القرارات من مجلس الوزراء الموقر تعزيزاً لنهج قيادتنا الرشيدة الهادفة إلى تعميق ثقتها بالإنسان السعودي وإتاحة الفرص المناسبة لتفعيل دور المواطن في العمل الجماعي ومشاركته الفاعلة في إدارة شؤون الوطن الداخلية وفقا لما اعتمدته قيادتنا وأعلنته في العديد من المناسبات وطالب المواطنين بأن يكونوا كما هم دائماً محل الثقة وأن يتفاعلوا مع هذه القرارات وأن يعي الجميع الأبعاد المستهدفة منها حتى نحقق الطموحات التي نصبوا إليها وتحرص عليها قيادتنا في إطار حرصها على تحقيق كل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن في هذه البلاد الغالية ودعا الله أن يوفق قيادتنا وشعبنا لما فيه المصلحة العامة.
وقال الأستاذ محمد بن صالح التهامي مدير العلاقات العامة بإمارة منطقة المدينة المنورة: لقد سعدت مع جموع المواطنين بإعلان مجلس الوزراء الموقر برئاسة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - بتوسيع مشاركة المواطن السعودي في إدارة الشؤون المحلية وهذا ما يعزز الثقة بقدرات المواطن السعودي الذي يتمتع بقدرات جيدة وكفاءة متميزة تتيح له هذا الحق والذي يأتي ضمن العديد من القرارات الهادفة إلى تحقيق المزيد من الإصلاحات التي تصب في مصلحة الوطن.
وقال رجل الأعمال الشيخ هندي القاضي لقد اعتدنا على صدق قيادتنا والتزامها بما تعلنه من مبادئ قيمة وقد أعلنت قيادتنا عزمها على اتخاذ العديد من الخطوات نحو المزيد من الإصلاحات الداخلية وها هي تواصل تقديم هذه الخطوات بإعلان مشاركة المواطن في إدارة الشؤون الداخلية للوطن وهي خطوة رائدة تشكل منعطفاً هاما في حياتنا الاجتماعية حيث يتمكن المواطن من خلال هذه الفرصة تفعيل دوره في خدمة هذا الوطن الغالي وتجعله يشارك في التخطيط الشامل لمسيرة التطور والنمو التي تعيشها بلادنا في هذا العهد الزاهر الميمون.
وتوقع الدكتور محمد بادي مدير عام مستشفيات الزهراء أن يساهم هذا القرار الصائب في تكثيف العمل الجماعي الذي تشجعه قيادتنا لتفعيل الأنشطة الوطنية والذي دأب عليه المواطن منذ سنوات بعد إعلان تشكيل مجلس الشورى ومجالس المناطق حيث يشارك المواطن بموجب هذه القرارات في إدارة شؤونه المحلية وفق انتخابات يتم تنظيمها في كافة مناطق المملكة وهي خطوة رائدة سيثبت المواطن السعودي من خلالها قدرته على مواكبة التطورات والمشاركة الفاعلة في خدمة وطنه وأمته وفق الله قيادتنا ورعى مسيرتها لتحقيق المزيد من الخطوات الإيجابية المنتظرة.
وقال الأستاذ علي الحسن الشريف نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية: إنني أرى في هذه القرارات خطوة جيدة في الاتجاه السليم نحو المزيد من الإصلاحات التي وعدت بها القيادة وقال إننا في الغرف التجارية نمارس الانتخابات بشكل جيد ما يعني أن المواطن السعودي مؤهل للممارسة الانتخابية بنجاح كما أنه على وعي جيد للمشاركة الفاعلة في إدارة شؤونه وتمنى الشريف التوفيق لحكومتنا لتحقيق كل ما من شأنه مصلحة الوطن.
| 
