* الرياض - محمد العيدروس - وسيلة الحلبي:
انطلقت صباح امس جلسات مؤتمر حقوق الانسان في السلم والحرب الذي تنظمه جمعية الهلال الاحمر في مقر مركز الملك فهد الثقافي.
وترأس الجلسة الاولى صاحب السمو الامير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية المساعد للشؤون السياسية ورئيس الادارة العامة للمنظمات الدولية، ومقرر الجلسة الدكتور ابراهيم بن عبد العزيز الشدي.
واكد استاذ الثقافة الاسلامية بكلية الشريعة بالرياض الاستاذ الدكتور عبد الرحمن زيد الزنيدي في ورقة عمل بعنوان «حقوق الانسان - العالمية والخصوصية» ان «حقوق الانسان» اعلانات واتفاقات في عصرنا هذا تعد انجازا بشريا على مستوى العالم ارتقى بها على الرغم من افتقاده هداية الوحي الالهي - في رعاية كرامة الانسان وصيانة مطالبه الاساسية.
ومن جانبه اوضح استاذ القانون الدولي بجامعة اليرموك في المملكة الاردنية الهاشمية د. محمد يوسف علوان في ورقة بعنوان «القانون الدولي لحقوق الانسان: آفاق وتحديات» ان الفرد كان يخضع خلال قرون طويلة للجماعة في كل شيء، من دون حدود او قيود، وكانت سلطة الدولة ازاء حريات الافراد وحقوقهم مطلقة، وظل الامر كذلك الى ان اعترف القانون الوضعي الداخلي اولا، والدولي في مرحلة متأخرة.
فيما اكد وكيل كلية الحقوق - جامعة القاهرة - واستاذ القانون الدولي العام - بجمهورية مصر العربية الاستاذ الدكتور احمد ابو الوفا في ورقة مماثلة «الاسلام وقواعد القانون الدولي الانساني» ان التغيرات العميقة التي تحدث في المجتمع الدولي ظاهرة واضحة في مختلف قطاعات الحياة الدولية، بما في ذلك القانون الدولي الانساني، موضحا ان هناك الكثير من المبادىء التي تحكم قواعد القانون الدولي الانساني خلال النزاعات المسلحة.
وترأس الجلسة الثانية وزير الدولة عضو مجلس الوزراء معالي الدكتور مطلب النفيسة ومقرر الجلسة الدكتور فايز بن عبد الله الشهري عضو هيئة التدريس بكلية الملك فهد الامنية ورئيس اللجنة الاعلامية للمؤتمر وقدم مدير عام مركز الخرطوم الدولي لحقوق الانسان د. احمد المفتي ورقة بعنوان «النظام الدولي لحقوق الانسان المبادىء والمعايير والآليات والتوافق مع الاديان» اكد فيها ان مفهوم حقوق الانسان في الغرب ليس تجاوزا لمفهوم حقوق الانسان في الاسلام، ولكن لأن الغرب قد اسهم بنصيب الاسد في انشاء النظام الدولي لحقوق الانسان الذي بدأ بميثاق الامم المتحدة الصادر عام 1945.فيما اوضح الامين العام لرابطة الجامعات الاسلامية واستاذ ورئيس قسم القانون الدولي العام ونائب رئيس جامعة الازهر الاسبق - جمهورية مصر العربية الدكتور جعفر عبد السلام في ورقته «القانون الدولي الانساني وقانون حقوق الانسان من منظور اسلامي» ان القانون الدولي لحقوق الانسان يمثل النظرية العامة في الحقوق والحريات العامة التي استقر المجتمع الدولي على تمتع الانسان بها داخليا وفي نطاق المجتمع الدولي والتي وردت تفصيلا بالوثيقة الدولية لحقوق الانسان باجزائها الثلاثة.فيما قدم عضو هيئة التدريب بكلية الملك فهد الامنية والاستاذ المشارك لمادة حقوق الانسان في الاسلام بقسم العلوم الشرعية وعضو اللجنة الخاصة بصياغة المواثيق الاسلامية المتعلقة بحقوق الانسان د. عبد اللطيف بن سعيد الغامدي ورقة بعنوان «القانون الدولي الانساني وقانون حقوق الانسان من منظور اسلامي» اوضح فيها تعريف القانون الدولي الانساني بأنه مجموعة القواعد القانونية العرفية المكتوبة.
وقد ترأس الجلسة الثالثة معالي الدكتور عبد الله بن صالح العبيد عضو مجلس الشورى، ومقررها الدكتور ضيف الله الزهراني، واكد عميد كلية الشريعة والقانون - جامعة الازهر - جمهورية مصر العربية أ. د. رشاد حسن خليل ان حقوق الانسان من حيث المبدأ قديمة قدم الانسان نفسه، ولكن الذي يعنينا تقريره - هنا - هو بيان ان الشريعة الاسلامية قد قامت بأعظم عمل انساني في هذا المجال.
ومن جانبه اكد استاذ الدراسات العليا وعضو المجلس العلمي - جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية أ.د. محمد بن احمد الصالح في ورقة تناولت قانون حقوق الانسان في مصادر الشريعة «الطفل، المرأة، الرجل» ان الحديث عن حقوق الانسان بمعناها الحقيقي والواقعي، لابد ان نتحدث عنها في اطار منظومة هذا الكون الكبير الدقيق المحكم الذي خلقه ودبر امره رب العالمين «فتبارك الله احسن الخالقين»، وذلك حتى تكون الصورة امينة ومتكاملة وتعطي وصفا حقيقيا وامينا لتلك الحقوق بمعناها العام.
فيما قال وكيل كلية الدعوة واصول الدين - جامعة ام القرى - الدكتور يحيى بن محمد حسن زمزمي في ورقته ان قضية «حقوق الانسان» من اكبر القضايا التي شغلت العالم اليوم بمختلف دولة وشعوبه، ودياناته وجنسياته، وفئاته وطبقاته، ولقد استغل العالم الغربي هذا المصطلح ابشع استغلال، فحفظ حقوقا كثيرة لنفسه، وانتهك حقوق غيره، فاشعل حروبا وازال شعوبا، وشرد امما، باسم «حقوق الانسان».
واشار مدير معهد القضاء بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية أ.د زيد بن عبد الكريم الزيد في ورقة بعنوان «القانون الدولي الانساني في السيرة النبوية: غزوة بدر انموذجا» ان الانظمة الهادفة الى تحقيق العدل سلما وحربا، ليس امراً عسيرا.
|