Wednesday 15th october,2003 11339العدد الاربعاء 19 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
مقتدى الصدر
جاسر عبدالعزيز الجاسر

مقتدى الصدر.. ظاهرة عراقية أفرزها الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق، وواحد من الأسماء التي ظهرت على الساحة العراقية، مثلها مثل الشخصيات العراقية السياسية والدينية التي برزت بعد الاحتلال، ومع اختلاف التوجهات والأهداف، فإن الشاب مقتدى الصدر ابن المرجع الشيعي الراحل الصدر الكبير، يزاحم غيره من الفعاليات الدينية السياسية مثل أبناء الحكيم الذين يقودهم الآن عبدالعزيز الحكيم، وعائلة بحر العلوم التي يتزعمها محمد بحر العلوم، والشخصيات السياسية أحمد الجلبي، وإياد علاوي وعدنان الباجه جي، إضافة الى الزعيمين الكرديين التقليديين مسعود البرزاني وجلال الطالباني.
ومزاحمة مقتدى الصدر الفعاليات الدينية والسياسية تلك المزاحمة التي أخذ ابن الإمام الصدر يصعِّدها الى حافة المواجهة مع قوات الاحتلال لم تكن وليدة اللحظة الآنية، إذ إن مقتدى الصدر حاول منذ الأيام الأولى للغزو الأمريكي/ البريطاني للعراق تقديم نفسه وتياره على أنه شريك أساسي في التركة العراقية بعد إسقاط النظام السابق وأنه وتياره أحد ورثة ذلك النظام في حكم العراق، وكان شعار «حكم الحوزة العلمية» يُطرح من أنصاره تزكية منهم لزعيمهم لنيل حصته من كعكة الحكم، إلا أن الأمريكيين الذين يتخوفون من توجُّه الحكم الى أصحاب العمائم، وبخاصةٍ الأفكار الراديكالية والأفعال العنيفة كالتي قام بها مقتدى الصدر الذي استهل عهد الاحتلال الأمريكي، بتصفية منافسه الديني والسياسي عبدالمجيد الخوئي، وهذا ما زاد من تخوف الأمريكيين من هذا الشاب الذي لم يكونوا على علاقة به أو حتى مجرد معرفة مثل التي كانت لهم مع الزعيمين الدينيين السياسيين الآخرين الراحل محمد باقر الحكيم، ومحمد بحر العلوم، ولذلك فقد تم تجاهله هو وتياره عند تشكيل مجلس الحكم العراقي الانتقالي الذي لم يضم مقتدى الصدر أو أحد أنصاره رغم حصول الطائفة الشيعية على ثلاثة عشر مقعداً وهذا ما أثار مقتدى الصدر وجماعته وجعله يعارض الوجود الأمريكي، فمقتدى الصدر وريث عائلة الصدر التي تعدُّ أهم وأكبر العوائل الدينية العلمية الشيعية ذات الأصول العربية، وكونه ابن المرجع الأكبر السابق، يجعله مؤهلاً حسب أنصاره باختياره هو أو أكثر من شخص في مجلس الحكم الانتقالي، وبعد تجاهله وتياره كظم غيظه، إلا أن هذا الغيظ تفجر بعد تشكيل الحكومة العراقية التي ضمت نفس التيارات الشيعية السابقة ومنهم أشخاص يمتَّون بصلات القربى لأعضاء مجلس الحكم وبخاصة ابن محمد بحر العلوم، ابراهيم وأنساب وأقارب إياد علاوي وأحمد الجلبي ومسعود البرزاني وهذا ما جعل مقتدى الصدر يعلن عن تمرده وتياره والمبادرة بفصل مدينة الصدر في بغداد عن سيطرة مجلس الحكم، ثم تصعيد المظاهرات ونشر تشكيلات «جيش المهدي» وأخيراً تشكيل حكومة خاصة به، وإعلان النجف عاصمة لبغداد في تحدٍّ سافر للأمريكيين وحلفائهم من الشيعة الذين قبلوا التعاون معهم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved