* غزة - القاهرة تل أبيب - د.ب.أ:
نددت فصائل فلسطينية ب«مذكرة تفاهم سويسرا» التي وقع قادة من اليسار الاسرائيلي ومسؤولون فلسطينيون خطوطه العريضة في الأردن، واعتبرتها محاولة جديدة لخداع الشعب الفلسطيني في الوقت الذي كشف فيه اسرائيليون شاركوا في اعداد الوثيقة أنها لا تتضمن حق اللاجئين في العودة.
وانتقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشدة عقد الاجتماع وصدور بيان يحدد وصول الطرفين إلى اتفاق حول قضايا اللاجئين والحدود والحل السياسي.
واعتبر مصدر مسؤول في الجبهة الاجتماع بأن هذا الأمر «يفتقر إلى أبسط قواعد الديمقراطية والاجماع الفلسطيني ويفسح المجال لمزيد من تقديم التنازلات المجانية بقضية اللاجئين والأهداف الوطنية الفلسطينية».
وقد توصل نحو خمسين من المثقفين والمفكرين ودعاة السلام والسياسيين الفلسطينيين والاسرائيليين يوم الاحد إلى صياغة مذكرة تفاهم تهدف إلى تحريك عملية السلام سيتم توقيعها في جنيف بعد أسبوعين. ويضم الوفد الفلسطيني وزراء سابقون من بينهم ياسر عبد ربه وهشام عبد الرازق ونبيل قسيس بينما يرأس الوفد الاسرائيلي وزير العدل السابق يوسي بيلين ويضم عددا كبيرا من أعضاء حزب العمل المعارض.
من جانبها اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس المذكرة بأنها «لا تستحق الاستنكار أو حتى مجرد التفكير فيها». وقال عدنان عصفور أحد قيادي الحركة في الضفة الغربية في بيان وزع على الصحفيين إن المذكرة تلغي عددا من الحقوق الفلسطينية المكفولة لهم حسب الشرعية الدولية» وتدخل ضمن العلاقات العامة الشخصية التي تحاول بعض الشخصيات الفلسطينية نسجها مع الكيان الصهيوني».
وأكد عصفور أن الوفد الفلسطيني الذي شارك في إعداد الوثيقة هم «مجموعة لا تمثل الشعب الفلسطيني وهم لا يتمتعون بأي شعبية فيه».
وقد اعترف عضو الكنيست الاسرائيلي اليساري يوسي بيلين أحد مهندسي مذكرة تفاهم سويسرا أنه لا صحة للتقارير التي تتحدث عن أن الاتفاق ورد فيه حق العودة فيما نددت الفصائل الفلسطينية.
ونقلت صحيفة هاأرتس عن المسؤول الاسرائيلي قوله أمس «لن يرد ذكر حق العودة في النص النهائي للوثيقة.. ولن يدخل فلسطينيون إلى إسرائيل بموجب حق العودة» مشددا على أنه «إذا كان الفلسطينيون يتمنون هذا الأمر في قلوبهم فلا يمكن اجتثاث تلك الآمال لكن لا يوجد حق العودة في الاتفاق ولن يوجد».
وانتقد المسؤول اليساري رئيس الوزراء الاسرائيلي إرييل شارون لادانته للاتفاق ووصفه له بأنه يعرقل جهود السلام.
وزعمت الصحيفة أن مسؤولين كبارا بالسلطة الفلسطينية أكدوا أن عرفات أحيط علما بتفاصيل اتفاق سويسرا قبل الانتهاء منه وأنه أعطى إيماءة بالموافقة عقب الانتهاء منه مشيرين إلى أن الوزير الفلسطيني السابق ياسر عبد ربه الذي رأس فريق المفاوضين غير الرسميين مقرب جدا من عرفات ومن غير الوارد أن يكون توجه للمفاوضات دون موافقة الرئيس.
وكشفت الصحيفة عن أنه «بالنسبة لحق العودة يشير الاتفاق إلى قرار الأمم المتحدة رقم 194 الذي يسمح للاجئين الاختيار ما بين العودة والتعويض إلا أنه أضاف إن عودة اللاجئين ستكون مرهونه بموافقة إسرائيل».
وقالت الصحيفة إنه إذا وافق الفلسطييون على هذا الاتفاق فإنها ستكون المرة الأولى التي يتنازل الفلسطينيون فيها عن المطالبة بحق العودة الكامل لكافة اللاجئين.
وأعلن عبد ربه أمس موافقة السلطة الفلسطينية على الاتفاق وقال إن الوثيقة تكمل مفاوضات طابا وتملا الفجوات الموجودة بخارطة الطريق إلا أن فاروق قدومي ممثل منظمة التحرير الفلسطينية أمام اجتماعات منظمة المؤتمر الاسلامي استبعد وثيقة سويسرا وقال إن السلطة لن تنخرط في مسيرة سلام غير رسمية لا تضم الحكومة الاسرائيلية حسبما ذكرت الصحيفة.
وكانت هذه الوثيقة قد صيغت خلال العام الماضي عبر تمويل سويسري ومشاركة جهات دولية حيث التقت الأطراف المشاركة في عدة مواقع بينها بريطانيا وسويسرا واليابان وإسرائيل وأفادت أنباء سابقة انها تعتمد على وثيقة «بيلين- أبو مازن» التي وقعت في شهر تشرين أول/أكتوبر 1995.
|