* موسكو - سعيد طانيوس:
دعت روسيا إلى عقد مؤتمر دولي جديد للتسوية في الشرق الاوسط وإلى اقرارخطة «خارطة الطريق» للتسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين في مجلس الأمن الدولي من أجل اكسابها صفة الزامية في مواجهة طرفي النزاع. وقالت ان التعديلات الاخيرة التي ادخلتها واشنطن على مشروع القرار الذي تقدمت به لمجلس الأمن لا تلبي تطلعاتها، فقد صرح وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف في ختام المحادثات التي اجراها مع نظيره اللبناني جان عبيد في موسكو بأن بلاده ترى أنه من الضروري عقد مؤتمر دولي حول التسوية في الشرق الأوسط.
وقال: نرى أن من الضروري بحث إمكانية عقد مؤتمر دولي لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وأزمة الشرق الأوسط بشكل عام مع مراعاة ان يشمل البحث في هذا المؤتمر المسارات الإسرائيلية السورية والإسرائيلية اللبنانية للتسوية.
وأضاف ايفانوف أن روسيا تتابع بقلق توسع نطاق النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إلى الدول المجاورة في منطقة الشرق الأوسط، مشددا على أن هذا الوضع يتسم بالخطورة الشديدة ومن شأنه أن يزيد من تعقيد تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وإيقاف تنفيذ خطة التسوية السلمية «خارطة الطريق» التي اقترحها الوسطاء الدوليون الأربعة روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ودعا وزير الخارجية الروسي إلى إكساب خطة «خارطة الطريق» الطابع الإلزامي لتنفيذها من قبل إسرائيل وفلسطين، وقال إن روسيا تدعو مرة أخرى أطراف النزاع إلى العودة إلى مجرى الحوار السياسي في إطار خطة «خارطة الطريق»، وان موسكو ترى أن من الضروري أن يصادق مجلس الأمن الدولي على هذه الخطة لتكتسب طابعا إلزاميا بالنسبة لأطراف النزاع.
وأشار ايفانوف إلى أن جميع هذه الخطوات تهدف إلى تحقيق هدف واحد هو إيقاف مسلسل العنف الحالي وعودة عملية التسوية إلى مجراها السياسي.
وحول مشروع القرار الأمريكي بشأن العراق، اعلن ايفانوف أن موقف روسيا من القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي سيتعلق بمدى استجابة هذا القرار لمبدأ سيادة العراق، وقال: إن مبدأ إعادة سيادة العراق يجب أن يكون مركزيا وسيتحدد موقف روسيا من القرار الجديد وفقا لمدى انعكاس هذا المبدأ فيه.
وأشار ايفانوف إلى أن المشروع الحالي للقرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة لا يروق لروسيا ما دام لا يستجيب لتطلعاتها، وشدد على أن تلك الدول التي شنت الحرب دون قرار من مجلس الأمن الدولي أكدت على أن هدف هذه الحرب هو تحرير الشعب العراقي من الدكتاتورية التي لم يعد لها وجود الآن، ولهذا لا يوجد الآن أي أساس لعدم منح الشعب العراقي حق تقرير مصيره ومصير البلاد، كما دعا ايفانوف إلى تحديد هذا المبدأ بشكل واضح في القرار الجديد من أجل أن يدير الشعب العراقي أموره بنفسه وبمساعدة من الولايات المتحدة وروسيا والدول الأخرى ومن خلال دور مركزي للأمم المتحدة.وأكد وزير الخارجية الروسي على سعي موسكو لتعزيز تعاونها مع منظمة المؤتمر الإسلامي، وقال بعد مباحثاته مع نظيره اللبناني بأن تطوير العلاقة مع هذه المنظمة يستجيب لتطلعات السلام وإيجاد حلول للمشاكل الصعبة التي تواجه المجتمع الدولي اليوم، معربا عن قناعته بأن الحوار مع منظمة المؤتمر الإسلامي سيصبح عنصرا مهما في تحقيق الاستقرار والأمن العالميين. كما أعرب ايفانوف عن شكره وامتنانه لنظيره اللبناني الوزير عبيد على ما أبداه لبنان من دعم لمبادرة الرئيس فلاديمير بوتين الخاصة بتطوير التعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي.
|