* بغداد بقلم ديبورا باسمنتييه أ. ف. ب:
خطا الزعيم العراقي الشيعي الشاب مقتدى الصدر المعارض للاحتلال الامريكي لبلاده خطوة أخرى بإعلان حكومة في حين بدأت المراجع الشيعية الأكثر اعتدالاً تضيق ذرعا بالوجود العسكري الأجنبي في العراق.
وفي معرض إعلانه هذه الحكومة الأسبوع الماضي ندد مقتدى الصدر صراحة بالاحتلال الامريكي وأعلن رفضه مجلس الحكم الانتقالي العراقي الذي شكلته قوات التحالف ثم شكل ميليشيا أطلق عليها اسم «جيش المهدي».
وقال ممثل الصدر في بغداد يوم الاثنين: ان هذه «الحكومة» ستكون انتقالية وستعمل وفق الشريعة الاسلامية لكن «وفق نموذج عراقي فريد» لتعمل على إدارة العراق بأكمله.
وقال الشيخ عباس الربيعي لوكالة فرانس برس «هناك فراغ سياسي وسنملأه، ستكون هذه الحكومة انتقالية وعندما تستقر الأوضاع يمكننا تنظيم انتخابات، ان حكومتنا يفترض ان تحكم كل العراق وليس الشيعة فقط» معلنا رفضه إقامة دولة فدرالية كما يريد الأكراد.
وأضاف «ككل شيء في الحياة سيكون لهذه الحكومة لون ديني بما في ذلك وزارة النفط، لكني لا أتصور إقامة حكومة متطرفة» مشيراً إلى ايران وحكم طالبان في أفغانستان.
وبشكل أوضح قال متحدث آخر باسم الصدر في كربلاء خالد الكاظمي «إن هذه الحكومة ستعمل وفق الشريعة» الاسلامية.
وإضافة إلى «وزارات» الداخلية والمالية والخارجية ستضم هذه «الحكومة» أيضا «وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» .
وأوضح الربيعي «هذه الوزارة ستعلم الناس أفضل طريقة سلوك في المجتمع دون المساس بحريتهم».
وشهدت مرحلة ما بعد صدام حسين موجة من العودة إلى الطائفة والدين خاصة لدى الشيعة الذين تعرضوا للكثير من الاضطهاد في ظل النظام السابق الذي كان يمنعهم من ممارسة شعائرهم علنا.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي زادت فيه حدة التوتر بين الشيعة وقوات التحالف.
ففي مدينة الصدر ببغداد قتل جنديان امريكيان يوم الخميس إضافة إلى عنصرين من ميليشيا مقتدى الصدر.
وقال الربيعي «قلنا لهم ألا يدخلوا مدينة الصدر».وقبل هذه الأحداث بساعات قتل تسعة أشخاص في اعتداء انتحاري في الحي ذاته.
وأعرب الشيعة غداة ذلك عن غضبهم من الامريكيين في حين أعلن الشيخ عبدالهادي الترجي مدينة الصدر منطقة «محرمة» على الامريكيين، وانتشرت القوات الامريكية بقوة الاثنين عند مداخل الحي معززة بدبابات ابرامز وبرادلي.
كما ان اعلان هذه «الحكومة» يأتي في الوقت الذي بدأ فيه أئمة في الحوزة العلمية الذين ظلوا حتى الآن يدعون إلى الصبر، منذ أيام الدعوة إلى مغادرة قوات التحالف سريعا العراق.
وقال ممثل المرجع علي السيستاني في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي «ليس هذا التوقيت الجيد» لاعلان تشكيل «حكومة» موازية موحيا بانعكاسات ذلك السلبية على الطائفة الشيعية بمجملها.
غير انه أضاف «من الخطأ الاعتقاد ان النزاع مع الامريكيين لا يعني الا أنصار مقتدى الصدر، هو أيضا مع مراجع الحوزة، الوقت يمضي والعراقيون يفقدون صبرهم، على الامريكيين المغادرة فوراً».
|