خفت صوتنا حتى كدنا ألا نستبين معالم حناجرنا، وبهتت ملامحنا حتى أوشكنا على إضاعة هويتنا ونحن ننادي.. وننادي.. ونترقب من يلتفت لنا بصدق لا شك فيه، وبإخلاص دون تقصير، وبمعين لا ينضب.. نترقب من يقر بأحقيتنا في الأدب، والعلم، والثقافة، والإبداع.. واننا قادرات على العطاء والتحليق في سماء الشعر، والقصة، والرواية، والنقد، والفن، والمسرح، والدراسات الإنسانية، واللسانيات، وفي سماء كل إبداع آخر.
لذا عندما بزغ فجر وزارة الثقافة استبشرنا خيراً، وتفاءلنا.. كيف لا.. وما من شيء قدم لنا (حتى الآن) يرتقي بثقافتنا، وعطائنا، ويثمن لنا إبداعنا وإن تواضع، ويحفظ لنا حقوقنا المهدرة.
بزغ فجر وزارة الثقافة وأتانا سؤال: ماذا تردن من وزارة الثقافة؟
التفتنا يمنة ويسرة لنرى حولنا ما الذي اعطي لنا قبل مجيء الوزارة، فلم نجد (كما أسلفت) شيئاً يذكر.. فكان لزاماً علينا أن نقول:
وما الذي لا نريده من وزارة الثقافة؟ والأندية الأدبية بعد ستة عشر عاما من الاجتماعات لم يتفق الرؤساء على آلية معينة لتوزيع، وتسويق إصداراتها، أو صيانة شكل لمشاركة المرأة في أنشطتها وفق خصوصيتنا والتزامنا بإسلامنا، ليأتي المؤتمر السابع لرؤساء الأندية الأدبية الذي أقيم مؤخرا في (بريدة) دون ان يحرك ساكنا بما يخدم المرأة، ومشاركتها في الأنشطة، وفي تيسير أمر طباعة كتبها.
بل من ترضى على نفسها أن تزج بمؤلفها لناد أدبي ليطبع 1000 نسخة وليس لها من هذا الكم سوى الفتات.. سوى 100 نسخة فقط، ومكافأة زهيدة تصرف من أجل تسديد تكاليف إعداد الكتاب.
قبل أشهر صرّح استاذ الأدب الانجليزي بقسم اللغة العربية الدكتور سعد البازعي قائلا: (أنا أعتقد أن هناك الكثير من الرجال الذين يحدّون من قدرة المرأة على ممارسة دورها المبدع) أما عن الناقد والأكاديمي الدكتور عبدالله الغذامي فقد قال في شأنها (المرأة كقارئة اكثر جدية من الرجل.. والقارئات من النساء أعدادهن كبيرة جدا، والمرأة لدينا حققت تطورات نوعية كبيرة، إذا نظرنا اليها في الستينات وعلى مدى 40 سنة، ففي الستينات كانت المرأة السعودية جاهلة لا تقرأ ولا تكتب، وفي غضون 40 سنة تحولت الى شاعرة مبدعة، وروائية، ناقدة، كاتبة، صحافية، وهذا تطور ضخم جداً تم للمرأة السعودية في فترة وجيزة، وهذا التطور ليس كمياً فحسب، بل تطور نوعي، ومكتسبات المرأة كبيرة، والخطاب الإبداعي عند البنات سواء الشاعرات، أو الروائيات لافت للنظر بشكل قوي جدا والتطورات فيه كبيرة وقوية).
وما ان ننتقل بين أروقة، ومؤسسات، ودور الثقافة والأدب والفكر لا نجد لها مساحة.. إذاً فإن ما نريده من وزارة الثقافة نختصره في الآتي:
1 التمعن برؤية فيما سبق، والبت في شأنه طالما أن الدولة أيدها الله اهتمت بتعليمنا وتثقيفنا.
2 إيجاد رابطة للأديبات السعوديات تمكنهن من التواصل فيما بينهن، وتبادل الرؤى، والأفكار، والتصورات، والطروحات، وفهرسة أسمائهن، بعناوينهن، ومؤلفاتهن، ودورهن الفاعل على شتى الأصعدة.
3 فتح باب العضوية لنا في اندية المملكة ضمن الالتزام بتعاليم الإسلام، وأعني بها العضوية الفاعلة، النشطة، لا عضوية حبر يراق على ورق، ثم يودع في ملف ويركن على رف بال يعلوه الغبار.. وأن يبقى النادي على تواصل دائم بنا فيما يتعلق بمناشطه، ومؤتمراته، وطروحاته، ودورياته، ومطبوعاته.
4 إزالة العقبات الرابضة في طريق طباعة الكتب، كالجشع الممارس من لدن دور النشر، والطباعة، والتوزيع ضدنا وضد الكتاب.. فنسبة 45% أو 50% التي يشترطها التوزيع تضر بالمؤلف، وسطو (عيني عينك) على عرقه وجهده وسهر الليالي، أمام أندية ليست بأحسن حال منهم.
5 ان تكون هناك دور نشر حكومية هدفها تشجيع المؤلفة بأن تتكفل بطباعة ونشر وتوزيع كتبها بثمن معقول لا يضر بالطرفين.
6 الاهتمام بمسألة الدعم المادي للكاتبة، والتركيز عليه بشدة، فبجانب تسهيل امر طباعة كتبها، ونشرها، وتوزيعها، كذلك من المهم منحها مكافأة مادية تقديرية على كل إسهام لتحفز على مزيد من الإنتاج.
7 اصطفاء بعض من عطائهن الأدبي الثري المميز وإدراجه ضمن المناهج الدراسية للبنات والبنين لتقترب الدارسة اكثر من مثقفات وطنها، وتثق بقدرتهن لربما يتشجعن مستقبلا عند وجود الموهبة فيقدمن بمستوى إقدام الأديبات وأفضل.
8 استحداث جائزة الدولة التقديرية للمرأة السعودية المثقفة أسوة بالرجل.
فاكس 8435344 03
|