Wednesday 15th october,2003 11339العدد الاربعاء 19 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مركاز مركاز
هجرة معاكسة!
حسين علي حسين

أسمع وحتى وقت قريب بأن بلادنا تحتاج إلى أكثر من «25» عاما لتبلغ الاكتفاء الذاتي، من العاملين والعاملات، في المجالات الصحية الحكومية، اما الخاصة فهي مكتفية تماما بالعمالة الأجنبية، والتي تعيش فيها على كفوف الراحة، فهناك بدل السكن والعلاج، وفوق ذلك كله العمولة المزجية عن كل غلبان يرميه حظه العاثر إليها.
عندما اقرأ المدة المحددة أعلاه لبلوغ الكفاية من العمالة المحلية، وأقارنها بما أراه وألمسه على أرض الواقع، أصاب بالإحباط وربما اليأس، فما نراه يقول بوجود مئات المتخرجين، من كليات الطب والصيدلة، والمعاهد الصحية، لكن هؤلاء قد لا يجدون عملا قبل مرور علم كامل، رغم أن وزارة الصحة، والعديد من الأجهزة الحكومية، التي تضم أقساماً صحية، ترسل الوفود في كل حين، لجلب المزيد من العاملين في المجال الصحي من خارج المملكة!
لقد ذهبت قبل أيام لاقدم ملفا لإحدى قريباتي، والتي تحمل شهادة البكالوريوس في العلوم الطبية، فطلب أن تأتي بنفسها إلى الاقسام النسائية بوزارة الخدمة المدنية، وعندما أتت طلب منها أن تراجعهم، عندما تعلن الوزارة، عبر الصحف، عن وجود وظائف، اما الآن، فلا توجد وظائف.. وقد اخذنا ملفنا وعدنا غير آسفين، لان الاسف لا ينفع، في مثل هذه الحالات!
وهناك صديق قال لي، ان قريبته المتخصصة في علاج الاسنان مضى عليها عام كامل، من دون عمل في انتظار ان تعلن وزارة الخدمة المدنية، عن شواغر في هذا التخصص، مع أن الاعمى يلمس بأن 80% من أطباء الاسنان في مستشفيات ومستوصفات وزارة الصحة، من غير المواطنين، وقس على ذلك الذين يتخرجون الآن بأعداد كبيرة من المعاهد الحكومية والأهلية، في المجالات الطبية المساعدة، كل هؤلاء ينتظرون ان تعلن وزارة الخدمة المدنية عن وظائف جديدة!
أين الشعار البراق المرفوع بأن كل وظيفة يشغلها متعاقد هي في حكم الشاغرة، إذا تقدم مواطن سعودي لشغلها.. هل هذا الشعار للضحك علينا، والا فكيف نفسر ما نلمسه على أرض الواقع!
واختم بما بدأت لاقول بألم بأن قريبتنا التي درست وتدربت لمدة ست سنوات، عرضت عليها وظيفة في مستشفى خاص، له سمعة جيدة، براتب مقداره ألفا ريال، على أن تعمل بنظام الورديتين، ولمدة تصل الى تسع ساعات يوميا.. ومثلما اخذنا ملفنا من وزارة الخدمة المدنية، اخذناه من المستشفى الخاص، وقد تلجأ ابنتنا للعمل بتخصصها مجانا، في مستشفى آخر، لعل وعسى تشغر وظيفة، فتكون في ذلك الحال اولى بها، على الاقل لانها عملت لوجه الله تعالى، في خدمة مرضى ذلك المستشفى!
ولن أقول الا ان مأساة أبنائنا مع فرص العمل تكبر وتكبر.. حتى أصبح طالب الوظيفة، ينام عند باب المصلحة، التي يشم من بعيد بأن بها وظيفة شاغرة.. ولا دخل لهذا الطالب باكتظاظ المستشفيات، وبعض الدوائر الحكومية، وجميع المصالح، والمستشفيات الخاصة، بغير المواطنين، فهؤلاء لا ذنب لهم!
ماهو الحل هل نهاجر لنعمل في البلدان التي تصدر لنا العمالة.. مجرد سؤال!
بكر الشدي
تعرفت على الدكتور بكر الشدي قبل سنوات في الجزائر عندما سافرنا معا لحضور الاسبوع الثقافي السعودي هناك وليعرض مسرحيته «صفعة في المرآة» التي كتبها الصديق عبدالعزيز الصقعبي وكانت هذه المسرحية من بدايات بكر الجيدة، والتي اداها باقتدار، وتفاعل مع كل فقرة، من فقراتها، فلفت انظار الجمهور الجزائري المتعطش لكل ما يأتي من المشرق، اما على المستوى الإنساني فقد اقتربت من بكر اكثر من مرة، وفي اكثر من مناسبة، فوجدت فيه خلق الفنان الصادق، المستعد على الدوام لمساعدة الجميع والوقوف بجانبهم، وكانت روحه المرحة، حاضرة على الدوام، لكن اهم من كل ذلك أن هذا الفنان، عاش ومات، دون ان يؤذي احداً بكلمة، او تصرف، ودون ان يعرف عنه المتاجرة بفنه، على حساب مبادئه واخلاقه، لقد كان عملة صحيحة، في وقت طغت فيه العملات المزيفة.. رحمه الله رحمة واسعة، وعظم الله اجر ابنائه، وزوجته الوفية، وجميع محبيه.

فاكس: 4533173

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved