أقامت كلية الملك فيصل الجوية حفلا لتخريج دفعة ثالثة من نسور البلاد، وكل يتمنى أن يستمر هذاالمد لتغذية سلاحنا الجوي بشباب مؤمن قادر على حماية أجواء البلاد من تهديدات كل طامع في أرضنا وخيرات بلادنا، ولم تعد المطامع المادية هي الهدف الوحيد من غزو أي بلد في العالم، فقد أصبحت المطامع متعددة الأغراض ظاهرة وباطنة لأن الغزوالفكري - في عهدنا الحاضر - يمثل قوة طامعة يسندها دعم مسلح كماحدث في شرق أوربا حيث اجتاحت الشيوعية كثيراً من بلدانها رغم تقدم الوعي ومضي سلاح الثقافة الذي يفترض فيه أن يصد التيار الفكري الدخيل غير أن موجة من الدبابات الثقيلة عركت كل مناوئ للغزو الفكري الشيوعي في المجر وغيرها من البلدان الأخرى ولهذا فإن سلاحنا الجوي عندما يتقدم ويأخذ دوره الجبار في الردع لكل طامع، أوغازٍ، فذلك لأن أعباء المملكة العربية السعودية وواجباتها في الذود عن حدودها الواسعة وثغورها المتعددة يضاف إلى ذلك دورها الطليعي في منطقة الشرق الأوسط ومركزها الاستراتيجي في العالم الإسلامي للدفاع عن الحق العربي والإسلامي أيا كان نوع الاعتداد وفي أي مجال أو حقل يتعرض للعدوان سواء أكان تعرضا لحد من الحدود الإقليمية برا أو بحراً أو سماء فانما لأنها أيضاً مضطلعة بمسئوليات جسام ولأن ملايين البشر من عرب وغير عرب من منسوبي هذه العقيدة السمحة يتجهون إلى هذه الأرض كل يوم خمس مرات في صلواتهم وابتهالاتهم إلى الله ميممين وجوههم إلى القبلة المشرفة، عاقدين الآمال -بعد الله- على هذه المملكة في قيادتهم إلى الرشاد مكافحة كلما يمس عقيدتهم راعية مقدساتهم مرشدتهم إلى الخير صامدة أمام التيارات المضللة لجيلهم الحاضر والمستقبل.
فواجبات المملكة ومسئولياتها الجسام تحتم عليها دعم القطاعات الحربية المختلفة، ولعل الطيران أكثر الحاحا للدعم نظراً لما للطيران في الوقت الحاضر من أهمية في تقرير مصيرالمعركة بأسرع وقت ممكن وبأقل التكاليف، ولأن القيادة المدركة في بلادنا محيطة بكل الواجبات فقد أولت هذا القطاع أهمية كبرى وأنشأت هذاالصرح العلمي للطيران في قلب العاصمة ومع هذا فالبعثات للطيران مستمرة ومتواصلة لبلاد مختلفة فلم تعد هذه المؤسسة العلمية هي الوحيدة التي تصنع النسور الكواسر، بل هناك روافد تغذي مسيرة التقدم والنمو في هذا المجال، ولعل من مفاخر بلادنا وشبابنا الطيارين أن نرى كلية الملك فيصل الجوية تقدم مثل هذا الانتاج بصورة مستمرة ويضاعف من غبطة الجميع أن تتسع لأعداد أكثر وفي اختصاصات أوسع لفروع الطيران الفنية المختلفة حتى يتكامل العطاء ويزداد الدعم لخدمات سلاحنا الجوي بالكفاءات والمقدرات الوافرة.
ولم يعد أحد يجهل دور الطيران في بلادنا بعد أن مر بتجارب ناجحة في صد العدوان بصورة خاطفة وفر الكثير من الجهد وحقق الانتصار للشرف والكرامة الوطنية كما حدث في واقعة الوديعة.. وليس هذا فقط الذي لمسنا فيه وظيفة الطيران في الوقت الراهن. بل إن حدودنا الآن تنعم بالطمأنينة في حماية سلاحنا الجوي الحديث بل أصبحت القوى اليمينية من أبناء البلاد المجاور تتحرك في ثقة ويقين لانتزاع الصدارة في بلادهم.
فمزيداً من العطاء ومرحى للعاملين في السلاح بتوجيهات قائد مسيرة الخير فيصلنا المحبوب مسترشدين بحكمته، متفيئين رعايته السامية.
صالح السالم
|