في كل دول العالم.. ما أن يبلغ لاعب كرة القدم شأناً ومكانة رفيعة ويصنع شخصية له ذات نجومية بمواصفات عالية، ويحقق «مجداً» على صعيد منتخب بلاده.. ثم يقرر بمحض إرادته إعلان حالة الوداع.. إلا ويأتي الرد الايجابي السريع على شكل تكريمه بصورة لائقة كنوع من انواع التكريم والشعور بالوفاء ورد الجميل.. وسلوك كهذا له عدة ابعاد أهمها تخليد ذكرى النجم الذي احرق سنوات شبابه بالعطاء والاخلاص كي يسعد جماهيره التي كثيراً ما هتفت وتغنت باسمه ووقفت احتراماً له.
وثانياً: بمبادرة التكريم تجاه هذا النجم.. تتسع دائرة الابداع وتوجد بين اللاعبين حديثي العهد والتجربة سباقاً مثيراً لما لذلك الاسلوب التحفيزي من وهج يدفعهم للبحث عن النجومية وهذا بيت القصيد «ان تكرم نجماً وتفوز من بعد بكم من النجوم الواعدة».
ثم ان اللاعب المعتزل لا يتم ايداعه «بنك المحفوظات» وعن عمد أو بدون تجري عملية تجاهله ونسيانه.. وانما يحاط بنفس الشعور السابق.. وليس على طريقتنا المحلية «اكلناه لحما ورميناه عظماً» أو وفقاً للشعار الاكثر حداثة «انتهت فترة صلاحيته» لذا تجد ذلك اللاعب يحتل مكانة بالغة ومرموقة.. إما مدرباً وإما عضواً في اتحاد اللعبة وقد يعتلي سدة الرئاسة.
وكثير من هؤلاء يتجه لميدان الوصف والتحليل للمباريات ويقابل بمزيد من الاحترام والتقدير خاصة اذا تميز بالصدق والموضوعية وأشهر سلاح الحيادية.
ذلك هو الوضع الطبيعي السائد لكن للقاعدة حالة من - الاستثناء - وأقصد هنا بين ظهرانينا، وماثل امام الجميع النجم ماجد عبدالله الذي يتعرض ل«مطبات هوائية» منذ توقفه عن ممارسة ركضه الجميل المتميز على المستطيل الأخضر.
فهذه الوعود الهلامية تلاحقه وتضع له الشمس بيد والقمر باليد الأخرى.وتتكرر اسطوانة «شبيك لبيك اطلب يا ماجد» أو من تريد في حفل اعتزالك المهيب الذي لم ولن يحدث مثله في سابق العصر والأوان.. كل فرق العالم الشهيرة تنتظر على احر من الجمر مجرد اشارة.. والأمر متروك له كي يختار من قائمة طويلة تضم اندية ذائعة الصيت بمكانة أي سي ميلان وانترميلان ويوفنتوس!
هؤلاء جميعهم «استاند باي».
وبعيداً عن حفل اعتزال ماجد المرتقب الذي تدور حول امكانية تنفيذه في شهر رمضان شكوك كثيرة وستردد العبارة الشهيرة «تأجل لعدم اكتمال نجوم الفريق العالمي» فإن الأكثر أهمية من وجهة نظر عقلاء الوسط الرياضي.. ومن باب الاحترام لتاريخ ماجد ان تتوقف محاولات الاساءة المتكررة التي طالته مؤخراً بسبب حضوره الواقعي في برنامج التحليل الرياضي.
وسامحونا!
|