سنحت لي الفرصة خلال الأسبوع الماضي لأكون قريباً من الكرة الانجليزية وأجوائها المثيرة.. فخلال زيارتي لعاصمة الضباب لندن شهدت على أرض الواقع الاهتمام الكبير الذي تجده الكرة الانجليزية سواء على مستوى الأندية أو المنتخب.. حيث كانت مباراة تركيا تمثل هاجساً لجميع المتابعين وفرضت نفسها حتى على مستوى الدوري ولاعبي المنتخب.. ذلك ان مباريات الجولة التي سبقت المباراة المنتظرة شهدت العديد من الأحداث الهامة والمثيرة.. فبعيداً عن الفضيحة الأخلاقية التي تورط فيها سبعة من لاعبي الدوري الانجليزي جاءت اصابة نجم ليفربول ومنتخب انجلترا مايكل أوين بمثابة الصدمة لأنصار المنتخب.. فالمباراة الحامية التي جمعت الارسنال وليفربول تعرض خلالها أوين لاصابة كانت حديث الاعلام وغطت على نتائج باقي المباريات.. فيما جاء استبعاد المدافع الدولي لمانشستر يونايتد ليوفردناند من صفوف المنتخب نتيجة رفضه الخضوع للكشف على المنشطات في اليوم المحدد لتمثل ضربة أخرى لمنتخب أريكسون.. وهكذا لم يكن للانجليز من حديث سوى مباراة تركيا وقدرة انجلترا على التأهل للنهائيات الأوروبية.. هذه الأجواء كانت هي المسيطرة على كرة القدم هناك طوال تواجدي الرسمي مع الصحافيين الانجليز.. وخلال الزيارة سنحت لي الفرصة لحضور لقاء النادي اللندني العريق تتونهام بضيفه إفرتون وهي المباراة الأولى له بعد ابعاد مدربه الشهير جلين هودك.. فكانت النتيجة فوزاً كبيراً قوامه 3 أهداف بقيادة المدرب المؤقت ديفيد بليت احتل الأول منها المركز الأول كأفضل هدف في الأسبوع والذي سجله المهاجم ماكفلين من مسافة 30 ياردة تقريباً ولم ينافسه سوى هدف الفرنسي بيريز في شباك ليفربول..
المباراة جرت طبعا على ملعب توتنهام.. والنظام هناك يمنح المستضيف كل شيء.. فيقوم النادي بطباعة تذاكر مباراته ويحدد السعر الذي يريد ويتولى تنظيم المباراة من جميع جوانبها..
وفي كل المباريات تجد الحضور الجماهيري كبيراً مهما كان اسم الفريقين المتقابلين.. وهذا يمثل جانبا استثماريا مهما من حيث المبيعات داخل الملعب واستغلال النادي لهذا الحضور الكبير بطباعة كتيب يمثل «برنامج» المباراة يشتمل على معلومات عن الفريقين واحصائيات وكذلك مباريات الجولة كاملة.. ويباع بسعر مخفض يمثل ثلاثة جنيهات استرلينية «حوالي عشرين ريالاً» وهو كما يقول أحد الصحفيين المرافقين يمثل دعماً كبيراً ومباشراً لخزائن الأندية.. بالاضافة للاعلانات الداخلية وحول الملعب.. وعلى الصعيد الآخر فإن اقامة المباراة على أرض النادي تتيح له ادارتها كما يريد.. فتجد الأهازيج الحماسية في أرجاء الملعب وما تمثله من اثارة للجماهير لدعم فريقهم.. مما يحقق الفرصة من اقامة المباراة على أرض الفريق استفادته الكاملة من ذلك.
أما على مستوى الادارة العامة لنشاط كرة القدم في البلاد فإن هناك الكثير من الأمور التي لا يتسع المجال لذكرها لكن كرة الاحتراف الانجليزية تديرها الأندية عبر رابطة المحترفين.. بينما يمثل الجانب الحكومي والذي سنحت لنا الفرصة في زيارة عدد من مؤسساته فإنه يقتصر على الأعمال الحكومية المتعلقة بالمنتخبات والمشاركة في الألعاب المختلفة والتعاون مع الدول الأخرى.
واحتل استاد ويمبلي الشهير الذي يجري اعادة بنائه من جديد مساحة واسعة من اهتمام الانجليز.. حيث سنحت الفرصة لي للوقوف على مراحل بنائه بعد ان قطع مرحلة جيدة.. ويعد ويمبلي الاستاد الوطني الوحيد في انجلترا بخلاف ملاعب الأندية.. غير أنه ووفقا للتقليد الانجليزي لا يحتوي سوى على ملعب كرة قدم ويمكن استخدامه أيضا لكرة الرجبي.. بينما سيتم انشاء ملعب آخر بمضمار لألعاب القوى ليدعم ترشيح الانجليز لاستضافة أولمبياد 2012م والشيء الملفت الذي لاحظته في كيفية تمويل استاد ويمبلي ايجاد نسبة من المقاعد تمثل 17 ألف مقعد من أصل 90 ألف مقعد يمكن تسويقها عبر العضوية والاشتراك بها لمدة عشر سنوات مما يسمح لحاملها بحضور جميع المناسبات التي تقام في ويمبلي.. وهذا وفر مبالغ مالية كبيرة استخدمت في تمويل بناء الملعب.
عموماً التجربة الرياضية الانجليزية قد تكون ليست الأفضل على مستوى العالم لكنه بالتأكيد لديها ما يمكن الاستفادة منها لتطوير الرياضة السعودية بشكل عام.
هلال الاتفاق!!
** حضرت لقاء الهلال الودي بالاتفاق الذي جرى الأحد الماضي.. وهو اللقاء الذي فجر غضب الجماهير الهلالية بعد الخسارة بهدف وحيد.. وخرجت بانطباع واحد هو ان الهلال قبل التوقف سيكون هو الهلال نفسه بعد التوقف.. فمدرب الفريق الهلالي السيد أديموس اتضح انه غير قادر على اضافة أي شيء للفريق.. فهو نفسه لا يتبدل ولا يتغير.. لا يعرف امكانات لاعبيه ولا يملك سوى طريقة لعب واحدة يطبقها أمام الصغار والكبار.. وسواء كان الفريق فائزاً أو مهزوماً فالأمر سيان لديه.. بل إنه فيما يبدو بدأ يتطلع للمغادرة فلم يعد ذلك المدرب الحريص والمتحمس والباحث عن النجاح.. فسابقاً كانت التمريرة الخاطئة من أحد لاعبيه تثير غضبه فتجد الفريق يلعب كرة بالمسطرة ونادراً ما تتكرر أخطاء التمرير والكرات المقطوعة.. أما الآن فهو يتفرج على كل هذه الأخطاء دون حراك.. الأمر الآخر ان طريقة اللعب جامدة توضع قبل المباراة بغض النظر عما يحدث خلالها.. بالاضافة للتغيرات المحددة سلفا.. وعلى سبيل المثال فقد لعب الشيحان وهو اللاعب المعروف باجادته اللعب في الجهة اليسرى وتألقه خلالها لعب في مركز رأس الحربة الأيمن مكان العلي وبجوار تراوري قبل أن يخرج لكنه استمر في نفس المكان بدلاً من نقله إلى الجهة اليسرى واتضح أنه لا يلعب في المكان الذي يمكن توظيفه فيه بالشكل الصحيح.. خصوصاً بعد خروج تراوري.. كما ان المحاور اثنان ثابتان في الخلف أمام الدفاع سواء كان الخصم مدافعاً أو مهاجماً أو حتى ناقصاً.. أما الأطراف فهي مشلولة تماما ليقدم فريقاً متواضعا لا يحمل أي هوية فنية أو تكتيك هجومي وكأنه أحد فرق الوسط التي تلعب مع الكبار.
هذا الوضع الفني المهزوز للهلال لا يعكس الوضع الحقيقي وحقيقة اللاعبين المتواجدين وإنما يعكس عدم قدرة المدرب على توظيف لاعبيه والاستفادة من قدراتهم لأنه يضع الطريقة أولا ثم يبحث عن اللاعبين الذين ينفذونها.. أما اشراكه للاعب المحور أحمد مجرشي في الجناح الأمين فهي لا تختلف عن اشراكه للمفرج في الوسط عموما إذا استمر هذا الوضع والتخبط الفني للمدرب فإن الهلال سيخرج خالي الوفاض بكل تأكيد ما لم يكن للاعبين أنفسهم كلمة أخرى.. لأن الواضح ان اللاعبين ينفذون ما يطلب منهم بشكل تقليدي وفي بعض الأحيان بشكل بليد يفتقد للمبادرة والتصرف الذاتي.. الذي يعوض تصرف المدرب وضعف توجيهاته في بعض الأحيان.
عموماً الهلال كما قلت يفتقد للرأي الفني الصحيح ويفتقد لمن يستطيع مناقشة المدرب بشكل مفيد وواضح كما كان يفعل المدرب الوطني السابق عبدالعزيز الخالد مثلاً.. ولذلك بقيت المناقشات الحالية مع المدرب مجرد اجتهادات اداريين ليس لديهم الإلمام الكافي بطرق اللعب والتدريب وإنما يرددون ما تقوله الجماهير فقط.
لمسات
* تأهل منتخبنا الوطني السهل لنهائيات كأس آسيا يجب أن يجعلنا ننسى أهمية لعب التجارب الدولية القوية.. فكأس الخليج المقبلة تختلف تماما عن إندونيسيا وبوتان.. فيجب أن يكون لدينا برنامج اعداد واضح وفي مستوى المناسبة الأصعب في تاريخ المشاركات السعودية.
* الهلاليون يرتبطون بعلاقات ممتازة مع الأهلي فمبادرات الهلال مع الأهلي لا تعد.. ومنها التنازل عن السنغالي داين فاين مجانا للأهلي والتنازل عن ضاري أيضا بكل ود وانتقال عبدالله بن سليمان للزعيم بطريقة حضارية.. ولذلك فلن ينسى الأهلاويون كل ذلك ويخلو باتفاقهم مع الهلال لانتقال سعد الدوسري لصفوفه هكذا..
* تورينيو يتألق مع السد القطري.. وبوسكاب لعب رسمياً مع الوكرة.. وشروط النصراويين الخاصة ذهبت أدراج الرياح لأنها ببساطة لا تتفق مع أنظمة الفيفا وتدخل ضمن تصنيف الضجيج لمجرد الضجيج!.
* في الهلال عدد من المحاور وسط الميدان.. لكنه فقير في صناعة اللعب وتسجيل الأهداف من خط الوسط وما لم يبادر الهلاليون للاقتناع بذلك وتدعيم الوسط الهجومي بلاعب أجنبي مميز مع مهاجم بخلاف تراوري فإن المربع الذهبي سيصبح حلماً وسنرى!.
* أهم ما في لقاء النصر بمنتخب نجران «الخيري» ان الحكام ومساعديهم وفقوا في إدارة اللقاء!!.
* بعيدا عن فائدة سدوس من عدمها للهلال ولكن الأهم ان مصداقية الهلال على المحك فهل يعيد التاريخ نفسه ويكرر انجازاته السابقة مع بشار والهويدي والعتيبي أم يتنازل عن كل ذلك!.
|