|
|
كنا قد كتبنا وكتب غيرنا عن ارهاب الإبل السائبة والضحايا البشرية البريئة التي تسببت في هلاكها الابل المسيبة وفي الشهر الماضي صدرت موافقة سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية على نظام سيتخذ بشأن هذه الابل وذلك بوضع احزمة فسفورية عليها ليراها أصحاب المركبات على بعد فلعلهم يتلافون الارتطام بها واشعار اصحابها بأنهم سيتحملون ما تتسبب به من تلفيات سواء بشرية او مادية فجزى الله الأمير كل خير ولعل سموه يلتفت ايضا الى ارهاب آخر لا يقل أهمية عن ارهاب الإبل المسيبة ألا وهو ارهاب «التريلات» اي الشاحنات على اختلاف اشكالها وضحاياها ايضا بالكوم من البشر الابرياء فاحيانا ترى صاحب التريلا يغط في نوم عميق وهو سائر ياخذ المسارات واحدا بعد الآخر يمنة ويسرة واحيانا اخرى تقف تلك المركبة اما لعطل حدث فيها او لانتهاء المحروقات او لحدوث بنشر في احد الكفرات فتجده يقف اما على المسار الايمن او الذي يليه ينتظر الاسعاف وان كان جيداً ونبيهاً تراه يضع حجرا او جالونا يبعد عدة امتار عنه من الخلف حيث لا يحمل مثلثات ولا تجد لديه اشارات ضوئية عامرة وان وجدت فلا يكاد يراها القادم إلا بكل صعوبة لكونها قد انطمست من الاوساخ زيوت وتراب «غبار» تجزم ان البعض منها منذ ان بدا تشغيلها لم تمسح ولا حتى باليد وبالتالي تأتي المركبات مملوءة بالعوائل رجالاً ونساء واطفالاً وفجأة يرتطم بواحدة من تلك التريلات ثم احسب الضحايا والمعوقين والجرحى وهات يا اسعافات ويا مستشفيات فهذا قد فارق الحياة والآخر بين الموت والحياة والى الموت اقرب وذلك ينزف من كل جانب وهذا مكسرة عظامه وفي النهاية من سيتحمل ديات الأموات ومن سيتحمل علاج المصابين والأهم من كل هذا من سيعوض الاباء والامهات والاطفال عمن فقدوه فهي انفس وارواح تزهق ونساء ترمل واطفال تيتم، ومن امثال حوادث هذا النوع من الارهاب ما سبق ان نشرته جريدة الجزيرة بتاريخ 11/5/1423هـ عن مقتل 26 شخصا واصابة 24 ما بين رجل وامرأة وذلك نتيجة ارتطام باص قادم من المدينة المنورة بتريلا كانت قادمة الى المدينة علما ان هؤلاء الأموات ماتوا حرقا بداخل الاتوبيس ومثال آخر نشرت الجزيرة ايضا يوم 18/7/1424هـ خبرا عن وفاة واصابة عشرة اشخاص بطريق السليل نتيجة حادث وقع بين كابرس وتريلا توفى سبعة واصيب ثلاثة ومثال ثالث قريب لي اصطدم بسيارته وهو متجه الى الشرقية في عطلة العام الماضي بتريلا لم يرها أمامه لعدم وجود انوار خلفية في التريلا والنتيجة موت طفلين والثالث لا يزال حيا ولكنه متاثر جداً من الحادث أما الأم فقد تكسرت عظامها في عدة اجزاء من الجسم هذا ما علمته فقط ولا شك ان هناك حوادث من هذا النوع كثيرة اسمع عنها في المجالس والتجمعات كفانا المولى واياكم شر الحوادث وخاصة المميتة منها وهنا اسال ما هو الممكن اتخاذه للحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث او على الاقل التخفيف منها؟ ولدي بعض من الاحتياطات التي قد تخفف من حوادث هذا النوع ومنها: منع تلك الشاحنات من السير بعد ساعة محددة من الليل بالطبع بعد دراسة ما سجل من حوادث ماضية وكان يمنع السير ليلا بعد الثانية عشرة من الليل وان يهتم المرور بصلاحية الانوار الخلفية لتلك الشاحنات ويوكل ذلك الى رجال امن الطرق وان يؤكد على اصحابها حين حصول العطل ان يكون الوقوف اما خارج الطريق او على الاقل يقف على الاكتاف الترابية مهما امكن ذلك وليس بالأمر الصعب وانما الصعب ازهاق الارواح البريئة وعلى كل صاحب شاحنة ان يحمل معه ما لا يقل عن ثلاثة مثلثات وحالما يتوقف لأي سبب ينصبها خلفه على ان يكون بين كل مثلث والآخر ما لا يقل عن خمسين مترا مع تشغيل الاشارات الضوئية «الفلاش» مع اشارات الجوانب ان وجدت اتمنى ان يتخذ سمو الأمير نايف امراً يقضي او على الاقل يخفف من مثل حوادث هذا النوع والله الحافظ. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |