Tuesday 14th october,2003 11338العدد الثلاثاء 18 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تبرير ينقصه المنطق تبرير ينقصه المنطق
نجود أحمد / الرياض

ثمة أصوات تكاد تخترق آذاننا بصرخاتها.. وثمة أنين يحرق عمداً بقلب صاحبه.. وحشرجة تخنق أنفاسه..
بحجم الكون.. وضجة المكان.. وتعدد الوجوه.. أحاول أن أتبين الخطأ من الصواب وتمر بي عدة وجوه.. أتجول في صمتها.. لا تتردد في فضائه سوى أصداء هكذا أنا عليه.. ولا أستطيع حيال ذلك.. أمي كانت كذلك وأنا مثلها.. تلك سمة ورثتها عن أبي.. لو لم يسئ أهلي معاملتي لما أنا عليه اليوم..
كثيراً ما نسمع من الناس تلك العبارات وهم في صدد تبرير سمات لا يرضون عنها في شخصيتهم.. وعبارات أخرى كثيرة تدل على إيماننا بحتمية تركيبة شخصيتنا حسب الشكل الذي ركبت عليه.. مما لاشك فيه أن عوامل الوراثة والبيئة تلعب دوراً مصيرياً في بدء الشخصية.. ولكن هل تلعب دوراً حتمياً لا مفر منه في قضائه وقدره؟ هنا الجواب لا يحتمل سوى جانبين.. التأكيد أو النفي..
فالبيئة لها دور في تنشئة الطفل.. فحيناً ينشأ الطفل في بيئة متشددة وناقدة فإن ذلك يوصله إلى اتهام نفسه والآخرين.. وحين ينشأ في بيئة عدوانية لا يتعلم من ذلك سوى محاربة الغير.. والانهزامات الداخلية.. وحين يعيش في الخوف يشب على القلق وحين يزرع فيه الحسد والغيرة يغادر الحب قلبه إلى الأبد..
أحقاً إلى الأبد؟؟!!
وهل هذا يعني أن نشأته وتربيته قد أقفلتا أمامه أي درب للخلاص.. مما يعاني منه وما يسبب له من حالة لا توازن وفقدان الانسجام في الحياة..؟!
وهل هذا يعني أن البيئة وعوامل الوراثة هما المتسببان؟!!
وهل هذا يعني أن الإنسان الفرد كائن قاصر مدى حياته؟!!
وبذلك يكون عاجزاً عن امتلاك الوعي الكامل.. فالوعي هو برأيي الخطوة الأولى التي تخول الانسان بأن يكون أو لا يكون..
بأن يكون قادراً على التميز بما يجلب له الفائدة.. وإما أن يكون غير قادر على التميز وبذلك يجلب لنفسه الضرر.
فإذا ما انتفى الوعي.. ذهبت معه القدرة على الاختيار التي تجد تتويجاً لها في القدرة على التغيير والتأثير في منبع الذات أولاً ومن ثم في محيط المجتمع..
وعند انتفاء القدرة على الاختيار والتغيير تنعدم المسؤولية.. والانسان غير المسؤول لا يمكن محاسبته..
فهل يقبل أحدكم أن يعتبر قاصراً أو غير مسؤول عن أفعاله؟!!
تلك لابد شتيمة مبطنة على ما أعتقد.. فالأكيد لا أحد يقبل أن يعتبر قاصراً وغير مسؤول عن أفعاله..
لا بد من الوعي والإدراك لنكون ما نريد لأنفسنا أن تكون..
* شيء من الوجدان:
كثير من الأحيان نستعد للخروج أو المواجهة الاعتيادية داخل اطار المجتمع الذي يبدو عادياً للآخرين.. وفي لحظة وبصمت تذهل مما رأيته.. ولكنها خطوة أولى من آخر الخطوات لنهاية الصورة المثالية للحياة التي علقت في ذاكرته بعيداً عن حدود دائرته الضيقة الصغيرة!!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved