Tuesday 14th october,2003 11338العدد الثلاثاء 18 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لسائل الدمع عن بغداد أخبار لسائل الدمع عن بغداد أخبار
طيف أحمد/ الوشم /ثرمدا

من طبيعة الحياة التعب والعناء والهم والنكد والحزن والأرق والبؤس والألم.. وهي دار الشدائد والمحن تسير بنا من منعطف إلى منعطف هموم تليها هموم وأحزان تكثفها أحزان كيف لا نكون هكذا ونحن نرى الأحداث الدامية والتي يشهدها العالم بأسره.. أحداث العراق وما فيها من مآس ودمار رأيت تلك المناظر فأحببت أن أسجل شيئاً من خواطري فوجدت أمواج الأفكار تحاصرني وجالت بنفسي شواردها ومرت أمام عيني تلك الجرائم وهؤلاء القتلى وتلك الجثث فطفقت أكتب بأناملي علني أطفئ بركان غضبي ونار ألمي وحرقة مهجتي..
آه يا بغداد جرحك لازال ينزف دماً وألماً.. ودماء أبنائك تجري في كل مكان فهذا طفل يقتل وذاك شاب يعتقل وتلك امرأة ثكلى جروحها لم تندمل بعد.. لقد ذكرني ذلك بسقوطك على أيدي التتار عام 656 والشاعر يصف الكارثة بقوله:


لسائل الدمع عن بغداد أخبار
فما وقوفك والأحباب قد ساروا
يا زائرين إلى الزوراء لا تفدوا
فما بذاك الحمى والدار ديّار
أضحى لحيف البلى في ربعه أثر
وللدموع على الآثار اثار

أواه يا بغداد لقد تكالبت على أبنائك الهموم والأحزان فأضحى الكثير بلا مأوى وبات الأكثر جياعاً لا يجدون ما يسدون به رمق جوعهم وأصبح الأطفال يبحثون عن آباء قد اندفعوا في بحار المجهول خائضين غمار الخطر.. لقد دافعوا عن وطنهم لأنهم يعلمون أن الحياة ليست خالدة إنها ظل زائل وأيام تفنى سعادتها تذبل ونعيمها يزول.


ومن لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والموت واحد

إن مذاق الموت وطعمه واحد ولا خير في حياة رهينة للذل والهوان إننا نجد أبطال العراق ورجال بغداد صفاً واحداً لإعادة كرامتها المندثرة وعزها الزائل بعد أن أوشكت على الانهيار بل سقطت بشكل ملحوظ وكأنما أصيبت بالعين.


من ذا أصابك يا بغداد بالعين
ألم تكوني زماناً قرة العين
ألم يكن فيك قوم كنت مسكنهم
وكان قربهم زيناً من الزين

ولكن يبقى محبو الوطن والمدافعون عن أرضه وثراه يبقون كالنجوم اللامعة وسط زحمة الظلام الحالك يبقون كالسيوف الصقيلة والتي تأبى أن تُغمد يبقون أعلاماً ترفرف مع ما يخالجهم من أحاسيس تطحنهم وتبدد ذاتهم إلا أنهم رجال أقوياء بإيمانهم فيتصلبون ويتماسكون ويلملمون شتات أنفسهم الضائعة لإعادة مجد العراق وعز بغداد..
وأخيراً:
أتمنى أن تحقن دماء اخواننا في العراق ويستعاد مجدهم المسلوب أتمنى أن ينصرهم الله وأن يعيد إليهم الأمن في الوطن لأن أمن الأوطان نعمة للأبدان..
أتمنى أن نرى بسمة الطفل الصغير وفرحة الشيخ الكبير وبهجة الأم الثكلى لتعم الفرحة عالمنا وتبحر مراكب النصر لتعود العراق حرة، أبية كما كانت سابقاً ويعود الأمن والاستقرار ليرفرف عليها مجدداً لينعم شعبها الأبي بالراحة والأمان.. وهذا أمل كل مسلم يؤمن بحرية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved