سعادة الأستاذ مهدي بن ابراهيم بن محمد الراقدي أستاذ ومرب فاضل لا تمل من حديثه ولا تود مفارقة مجلسه. تجلت فيه كل خصال الود والاحترام والتقدير والتواضع الجم والذي تنم عن رجل يثق في نفسه ويؤمن بقدراته. قدم لوطنه الكثير في مجال التربية والتعليم وما زال. وددت أن أضع بين يدي القراء الماحة بسيطة عن حياة هذا الرجل الفاضل الذي صدر قرار معالي وزير التربية والتعليم بتعيينه مديراً عاماً للتربية والتعليم بمنطقة عسير «بنين وبنات».
مهدي الراقدي حامل ليسانس اللغة العربية من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية عام 1389هـ. هذا العام 1424هـ يكون قد أمضى من عمره في خدمة أبناء وطنه 34 سنة كلها حافلة بعطاء متجدد وله العديد من المآثر التي ذكرت عنه والكثير من المواقف الانسانية التي تبرهن على انسانية هذا الرجل ووطنيته وصدقه وتواضعه.
كانت ولادته في مدينة أبها عام 1366هـ وفيها نشأ في حجر والده نشأة دينية وفي المدرسة السعودية بخميس مشيط التي أسست عام 1359هـ تلقى تعليمه الابتدائي بسبب ظروف والده الوظيفية في خميس مشيط.
وفي مدينة أبها عاد ليكمل تعليمه المتوسط والقانوني بالمعهد العلمي والذي تخرج منه في عام 1385هـ وبعدها كانت وجهته مدينة الرياض عاصمة الوطن الحبيب ليكمل تعليمه الجامعي فالتحق بكلية اللغة العربية بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وتخرج فيها عام 1389هـ ليعود الى أبها ليعمل في الثانوية الأولى بأبها معلماً لمادة اللغة العربية.
بعدها عُين مشرفا تربويا في ادارة تعليم أبها آنذاك، وتحديدا في عام1393هـ وكان من أوائل المشرفين التربويين السعوديين ثم عمل مديراً للشؤون الفنية في نفس الادارة حتى عام 1400-1401هـ كان خلال عمله فيها محل تقدير واحترام رؤسائه وزملائه وكل من تعامل معه.
وفي عام 1401هـ - 1402هـ أنشئت ادارة للتعليم بمحافظة محائل عسير فانتدب للعمل مديراً لها فكان بذلك أول مؤسس ومدير لهذه الادارة التعليمية التي شملت تهامة عسير وبارق والمجاردة وقنا البحر وتهامة بللحمر وبللسمر وبني شهر فعمل على نهضة المحافظة وأسهم في ازدهار الحركة التعليمية وانتشار المدارس في العديد من مناطق المحافظة. وكان حريصا على زيارة معظم المدارس التابعة لادارته برغم وعورة الطرق وصعوبة الوصول الى بعضها. وقد صدر قرار معالي وزير المعارف آنذاك الدكتور عبدالعزيز الخويطر بتعيينه مديراً للتعليم بمحافظة محائل في بداية عام 1402هـ وظل يؤدي رسالته بكل تفان واخلاص مما أكسبه محبة وتقدير أهالي محافظة محائل عسير الكرام حتى عام 1424هـ حينما صدر قرار معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن أحمد الرشيد بتعيينه مديراً عاما للتربية والتعليم في منطقة عسير «للبنين والبنات» نظرا لما تمتع به من حسن قيادة وادارة ولاسهاماته الثرة في الرؤى التربوية والفكرية. والمتأمل في حياة الأستاذ مهدي سيجد كثيرا من الاسهامات والأنشطة التي قام بها وعرفت عنه فلقد كان أول سكرتير لنادي أبها الأدبي وترأس لجنة التنمية المحلية الاجتماعية في محائل عسير وترأس نادي الشهير الرياضي لمدة أربع سنوات شهد النادي فيها انجازات عديدة وهو عضو في متحف التراث في محافظة رجال ألمع وكانت له متابعات لمعظم البرامج والاحتفالات الرسمية التي تقام في منطقة عسير. والشيء الذي ربما لم يفصح به للكثيرين انه يقرض الشعر ويتذوقه وقد علمت بأن له قصائد ما زالت حبيسة أدراج مكتبه. أتمنى له التوفيق في مهامه الجسام التي كلف بها وأن يتحقق على يديه ما يتمناه التربويون في منطقة عسير بكل تجرد.
حاولت ان أسطر ما قرأته أو عرفته عن سعادة الأستاذ مهدي للتاريخ لأنه درس من دروسنا في حسن التعامل وكرم الخلق مع من يعرف ومن لا يعرف.
|