Tuesday 14th october,2003 11338العدد الثلاثاء 18 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
عبداللطيف الدعيج
جاسر عبدالعزيز الجاسر

قبل أيام وزعت جوائز الصحافة العربية ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي التي شهدتها مدينة دبي والتي شارك فيها أكثر من خمسمائة إعلامي، وكان من ضمن المكرمين الزميل الأستاذ عبداللطيف الدعيج الذي حصل على جائزة أفضل عمود صحفي، وكانت مصادفة رائعة ومناسبة جداً أن يسلِّم الأستاذ الدعيج جائزته الأستاذ الكبير غسان ثويني شيخ وأستاذ الصحفيين العرب ومؤسس مدرسة العقلانية وصحافة الخبر التحليلي الذي بدأته ومارسته صحيفة النهار البيروتية التي أسسها الأستاذ الثويني الذي لا يزال يرفد ويضيف للفكر وللصحافة منذ أكثر من ستين عاماً.
نعود للأخ والزميل والصديق العزيز عبداللطيف الدعيج الذي كبرت جائزة الصحافة العربية بمنحها لهذا الكاتب الكويتي الخليجي الفذ، فالأخ عبداللطيف الدعيج عملة نادرة في عالم الصحافة العربية المليء بالمرتزقة الذين يكتب البعض منهم طمعاً في مكسب مادي أو تزلفاً بالتقرُّب من حاكم أو نظام سياسي أو مسؤول كبير، أو سعياً وراء منصب.
عبداللطيف الدعيج واحد من الندرة والقلة القليلة جداً من الكتَّاب الذين يكتبون من أجل هدف إصلاحي يتوافق مع ما يعتنقه من آراء. واجه الفساد السياسي والإداري والاجتماعي وتحمل الكثير من الصعاب وحتى الاعتقال والمحاصرة، إلا أنه لم يلن أو يخضع. غيره ومن جاء بعده حصد ثمن الشهرة التي اكتسبها بتقلد المناصب والثروة، إلا أن عبداللطيف الدعيج ظل عبداللطيف الدعيج نفسه، ذلك الصامت الهادئ الذي يستمع إليك أكثر مما يتكلم، يكتب مقاله ويمارس دوره في المؤسسة الصحفية بلا ضجيج أو ادعاء.
وأنا إذ أغبط نفسي أني زاملت الأخ الصديق عبداللطيف الدعيج هو وتوأمه السابق الأخ الصديق أحمد الربعي في أوائل السبعينيات الميلادية في جريدة السياسة كنا الثلاثة ضمن كوكبة من الصحفيين العرب الذين جمعهم الأستاذ أحمد الجار الله، قاسم أفيوني ومدام جلو و درويش برجاوي وعبداللطيف الأشحر من لبنان، ومصطفى أبو لبدة وصباح حسونة من فلسطين وجميل أرسلان من سوريا ونبيل سويدان ورمزي عطيفة من مصر، وفاطمة الناهض وعباس المقرن وأحمد الديين من الكويت، كانت هذه الكوكبة الصحفية تلهب قراء السياسة الصحفية بمقالاتها ومواضيعها المتميزة، بعضها يناقض كتابات البعض، إلا أننا كنا نعيش أسرة متحابَّة كثيراً ما نقضي الأمسيات في منزل عبداللطيف الدعيج، حيث نظل لساعات نستمع لأغاني فيروز.
سنوات عديدة عشت مع عبداللطيف الدعيج تعلمت منه الكثير وعجزت أن أصل إلى عمق حكمته التي تمده بالصمت والصبر وتحمُّل الصعاب.. عدت إلى بلادي المملكة.. وهاجر عبداللطيف لبضع سنوات إلى أمريكا، إلا أنه لم يترك الكويت صحفياً، حيث انتقل مقاله إلى صحيفة القبس لتعم فائدته كل أرجاء الخليج، بل العالم العربي لينصف ويختار كأفضل مقال يومي في الصحافة العربية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved