Tuesday 14th october,2003 11338العدد الثلاثاء 18 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نكبة للمرة الثانية خلال 55 عاماً نكبة للمرة الثانية خلال 55 عاماً
العودة للخيام في رفح بعد عقود من التهجير الأول

  * مخيم رفح بقلم عادل الزعنون اف ب:
جلس عجوز فلسطيني يحتضن حفيده خارج خيمة أقامتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في مخيم رفح جنوب قطاع غزة يستعيد ذكرى النكبة الأولى عام 1948م عندما هجرته إسرائيل من بلده الأصلي وهو فتى.
وأخذ أبو محمد الذي يبلغ من العمر (67 عاما) من مخيم رفح يهدئ حفيده الطفل وسام الذي لم يتجاوز العامين حتى نام بين يديه، فيما كانت تسمع أصوات القذائف والنيران من منطقة الشريط الحدودي مع مصر حيث توجد عشرات الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية عند محيط الخيام التسعة التي أقامتها الانروا امام أحد مراكزها قرب مخيم يبنا للاجئين «المنكوب».
واكتفى الرجل برفع يديه الى السماء يتمتم بصوت متقطع العرب والمسلمون تخلوا عنا.
ولم يحالف الحظ السيدة العجوز حامدة رضوان (65 عاما) من مخيم رفح في الحصول على خيمة أو مساعدة مالية.
وقالت إن ابناءها الستة متزوجون ولهم من الابناء بين ثمانية وثلاثة لم يحصلوا على هذه المساعدة المالية من الاونروا.
وأضافت المرأة التي اكدت انها ولدت في يافا قرب تل أبيب عام 1937.. حالنا لا يسر عدو ولا صديق إلا اليهود.. عشت نكبتي 1948 و1967.. لم أجد أقسى من هذا الوضع الذي شردونا فيه من جديد.. إن الإسرائيليين يريدون القضاء على وجودنا لكنا باقون.
وهدمت القوات الإسرائيلية بيت حامدة الى جانب سبعة من منازل اقاربها تأوي عشرين عائلة، واضطرت عشر عائلات من اللاجئين «المشردين الجدد» الى المبيت ليلة واحد في مسجد قرب مخيم رفح.
وما أن ارخى الليل سدوله حتى شُوهد عدد من الصبية وهم ينامون على فرشات في احدى الخيام من دون غطاء على ضوء شمعة.. لكن أحد موظفي الاونروا المحليين طلب عدم ذكر اسمه قال لوكالة فرانس برس ان غالبية العائلات المشردة فضلت المبيت في مركز الخدمات الاجتماعية (جمعية اهلية) برفح لأن الخيام الصغيرةلن تقي اطفالها من برد الليل او رصاص الجيش الإسرائيلي الذي لم يتوقف.
وأشار الى ان الاونروا بعد زيارة قام بها الاحد المفوض العام بيتر هانسن وزعت خمسمائة دولار لحوالي مائة وعشرين عائلة تحصل ايضا على عبوة غذائية من دقيق وسكر وزيت وفول وارز إضافة الى حليب الاطفال «كمساعدة عاجلة».
وفي مركز الخدمات انشغل عشرة متطوعين من الشبان بتوزيع وجبة العشاء الخفيفة التي وفرتها السلطة الفلسطينية لاطفال تزاحموا امام غرف تؤوي عائلاتهم «المشردة» مؤقتاً في الطابق الثاني لمبنى المركز الذي يخضع لاعمال صيانة وترميم وسط مدينة رفح.
وفضل أيمن شراء الطعام لأولاده الثلاثة وزوجته من سوبرماركت قريب منتقدا وجبات الغذاء المقدمة لأنها لاتكفي، وتحتوي وجبة الغذاء على صحن صغير من الحمص ومربى وكسرة خبز لكل عائلة وزعت في ساعة متأخرة من الليل.
وذكر عماد الخطيب المسؤول في المركز انه تم توفير بعض الاغطية والفرشات ووجبات طعام محدودة لحوالي مائتي شخص لجأوا الى المركز لايوائهم عدة أيام لكن هناك نقصا كبيرا في الحليب كما تشاهدون كارثة إنسانية كبرى ليس من السهل مواجهتها.
وانتقد الخطيب عدم تقديم الفصائل والمؤسسات الاهلية المحلية والعربية أو العالمية أية مساعدات للمشردين؟
وعلق رئيس بلدية رفح سعيد زعرب على صورة الوضع الذي اسفرت عنه عملية الاقتحام والتوغل الإسرائيلية والتي أدت الى مقتل ثمانية فلسطينيين وإصابة أكثر من سبعين آخرين وتدمير عدد كبير من المنازل والبنى التحتية ان التدمير يأتي بسرعة اطلاق الصاروخ والاعمار والمساعدات تتحرك بسرعة السلحفاء.
وبحسب احصائية اولية اعدتها الاونروا دمر الجيش الإسرائيلي كليا 76 منزلاً لمائة وأربعين عائلة تضم قرابة 800 شخص و45 جزئيا ولا تصلح لسكن أكثر من ثمانين عائلة بقرابة خمسمائة فرد عدا الاضرار المتفاوتة لمائة وعشرين منزلا اخرى تضم 1250 فردا.
وبدت منطقة محاذية للحدود مع مصر بمساحة أكثر من كيلومتر ونصف الكيلومتر مربع على الاقل مدمرة بالكامل وكأنه اصابها زلزال ابقاها اكواما من ركام لمنازل وبنايات مدمرة ومحطمة وفقا لمحافظ رفح مجيد الاغا.
وكانت عشرات الدبابات والآليات العسكرية بغطاء من مروحيات هجومية وبرفقة جرافات عسكرية اقتحمت ليل الخميس الى الجمعة الجزء الاكبر من مخيم رفح ومدينتها وسط قصف مدفعي وصاروخي ودمرت عددا كبيرا من المنازل والطرقات والبنى التحتية قبل ان تنسحب جزئيا مساء السبت.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved