* غزة - بلال أبو دقة:
قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن معظم القوات الإسرائيلية انسحبت يوم أمس «الأحد» من مدينة رفح، إلا أن العملية العسكرية ما زالت مستمرة بقوات مقلصة.
وأضافت تلك المصادر: في ختام جلسة تقييم للوضع الأمني حول العملية سيقرر الجيش الإسرائيلي ما إذا سيعيد قواته إلى المدينة، وحجم القوات التي ستبقى في رفح.. وأفادت مصادر عسكرية أن المرحلة الأولى من العملية قد انتهت. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد ارتكبت مجزرة شنيعة في المدينة راح ضحيتها ثمانية شهداء فلسطينيين من بينهم طفلان، وأصيب قرابة 70 فلسطينيا من النساء والأطفال والمسنين بينما كانوا في منازلهم جراء شظايا القذائف الانشطارية والأعيرة النارية التي اخترقت أسطح منازلهم المسقوفة بالاسبست والصفيح.. وهدم الاحتلال البغيض أكثر من 30 منزلا هدما كليا وجزئيا، وأتت جرافات الاحتلال مزارع المواطنين وعلى البنية التحتية في المدينة، ومنعت طلاب المدارس والجامعات والموظفين من الوصول إلى جامعاتهم وأماكن عملهم، ولم يسلم المرضى والمصابين من الممارسات والانتهاكات الاسرائيلية حيث منعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من نقل المرضى والمصابين مما زاد من أعداد الشهداء وفاقم من تردي أوضاع المصابين.
وكانت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي توغلت يوم الخميس الماضي في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة في حملة عسكرية أطلق عليها اسم «علاج جذري».
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية: إن هذه الحملة العسكرية التي تهدف إلى ضرب عمليات تهريب الوسائل القتالية إلى قطاع غزة لم يسبق لها مثيل منذ بدء الانتفاضة؛ وأضافت تلك المصادر معقبة على الحملة العسكرية: خلافًا لعمليات عسكرية سابقة نفذها الجيش الإسرائيلي في رفح، كان يدخل خلالها في الليل ويخرج في النهار، ننوي هذه المرة البقاء في المكان حتى تحقيق أهدافنا.. لقد تم اتخاذ قرار بشن هذه الحملة بعد عملية حيفا؛ وأشارت تلك المصادر إلى أن العمليات العسكرية ستستمر عدة أيام.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية أخرى: إن الهدف هذه المرة هو تدمير 10-13 نفقاً فاعلاً، خشية أن يتمكن الفلسطينيون من تهريب وسائل قتالية متطورة مثل صواريخ «ساغر» المضادة للدبابات، وصواريخ بعيدة المدى، وصواريخ مضادة للطائرات.. وبموجب أقوال هذه المصادر فإن هناك تخوفاً من أن ينجح الفلسطينيون في الحصول على أسلحة أكثر تطورًا قد يصل مداها إلى مدينة المجدل شمال قطاع غزة، وزعم ضابط إسرائيلي: أنه تم اكتشاف ثلاثة أنفاق لتهريب الأسلحة حتى الآن.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية: إن الفلسطينيين أبدوا مقاومة عنيفة، وأطلقوا نيراناً كثيفة باتجاه القوات الإسرائيلية.وكان مستشار الرئيس الفلسطيني د. نبيل أبو ردينة وصف الحملة العسكرية الإسرائيلية بأنها جريمة حرب وكارثة إنسانية.
هذا وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني الأستاذ عدلي صادق في حديث خاص مع «الجزيرة»: كم هم عجيبون هؤلاء الإسرائيليون في قدرتهم على الكذب وفي إصرارهم على الاستخفاف بعقول الناس عند تسويق جرائمهم، وعند سعيهم لخطف العطف الدولي المفترض مع الضحايا ليصبح عطفاً على القتلة ورثاءً لحالهم..!!
فالاجتياح الدامي لمخيم رفح يقول عدلي صادق: له عندهم حكاية أخرى يطالعها المرء في الصحافة الأمريكية ليكتشف أن شبابنا كانوا بصدد التسلح بصواريخ مضادة للطائرات، وأخرى مضادة للدروع، وأن هناك سبعين نفقاً لتهريب المعدات من مصر، وأن هناك احتمالات أن ينجح الفلسطينيون في تهريب القذائف الصاروخية إلى الضفة الفلسطينية، ليتأسس احتمال أن نصل إلى تهديد حركة الطيران المدني الإسرائيلي من وإلى مطار بن غوريون حسب ما قاله قائد عسكري إسرائيلي..
ويضيف صادق مستهزئا بالأكاذيب الاسرائيلية: لقد أصبحنا في لغة الدجل الإسرائيلي الأمريكي على وشك تحقيق التوازن الاستراتيجي.وأكد الأستاذ عدلي صادق على أن الكذابين الإسرائيليين يريدون استكمال لف ثعابين الجدران العنصرية من حولنا (في إشارة إلى الجدار الحديدي الذي تقيمه اسرائيل على الحدود الفلسطينية المصرية)، لذلك فإنهم يريدون رسم خرائط الحدود مسبقاً، لكيلا تكون لنا في قطاع غزة أية حدود مع مصر.يذكر أن قوات الاحتلال شردت خلال اجتياح مدينة رفح نحو 30 عائلة من منازلها، وقالت مصادر فلسطينية: إن عدد المنازل التي دمرها الاحتلال تجاوز الأربعين، وبدأت جرافات الاحتلال حملة واسعة لتدمير منازل مخيم رفح، وهددت بهدم منازل أخرى.
|