تعزيز إجراءات الأمن حول فنادق بغداد ونجاة محافظ ديالي من الاغتيال
مقتل أمريكي وعراقي واعتقال إمام مسجد وطلاب وسط التدهور الأمني

* بغداد تكريت بعقوبة الوكالات:
تسيطر حالة من عدم الاستقرارعلى العراق من أقصاه الى أقصاه مع تدهور أمني يتمثل في شكل خاص في عمليات القتل التي كانت حصيلتها حتى إعداد هذا التقرير بعد ظهر أمس قتيلين أحدهما عراقي والآخر أمريكي.
فقد لقي جندي أمريكي مصرعه وأصيب آخر عندما ارتطمت عربتهما العسكرية من طراز برادلي بلغم قرب بلدة بيجي في شمال العراق الليلة قبل الماضية.
وقال المتحدث الرائد جوردون تات لرويترز في تكريت: العربة برادلي ارتطمت بلغم.ربما وضع هناك قبل دقائق أو قبل ساعات.
وبهذا يرتفع الى 95 عدد الجنود الامريكيين الذين قتلوا خلال عمليات في العراق منذ أن أعلن الرئيس الامريكي جورج بوش عن انتهاء العمليات الرئيسية في الاول من مايو/ ايار.
وتقع بيجي في المثلث السني الذي يشمل بغداد والمناطق الواقعة في شمال وغرب العاصمة وتشكل معاقل لانصار الرئيس المخلوع صدام حسين.
ومن جانب آخر صرح ضابط في الشرطة العراقية ان عراقيا قتل وجرح ثلاثة آخرون أمس الاثنين في تبادل لاطلاق النار مع القوات الأمريكية في بعقوبة شمال شرق بغداد.
وأوضح ان اطلاق النار جرى بعد ان اعتقلت القوات الأمريكية عشرين عراقيا في قرية زاغنية التي تبعد 15 كيلومترا شمال بعقوبة.
وقال شاهد عيان ان القوات الأمريكية قتلت عراقيا في الثلاثين من العمر وجرحت ثلاثة آخرين بينهم شرطي واعتقلت عشرين شخصا خلال عملية مداهمة.
وأوضح طه عبد القادر أحد أفراد رجال الشرطة في مركز شرطة القرية ان قوات أمريكية اقتحمت فجر أمس الاثنين قرية زاغنية (15 كلم شمال بعقوبة) وقامت بتفتيش المنازل بحثا عن الاسلحة.
وأضاف ان القوات الأمريكية اعتقلت حوالي عشرين شخصا.
وتابع ان القوات تعرضت بعدذلك لاطلاق نار من مجهولين مما جعلها ترد بطريقة عشوائية، وأدى ذلك الى مقتل أحد سكان القرية الذي يبلغ من العمر ثلاثين عاما وجرح ثلاثة آخرين بينهم أحد أفراد شرطة القرية.
وأوضح عبد القادر ان عمليات المداهمة والتفتيش استمرت حتى الساعة السادسة صباحا حيث انسحبت القوات الأمريكية وأخذت جثة القتيل معها.
وشملت التطورات أمس نجاة محافظ ديالي عبدالله شحاذ الجبوري من محاولة اغتيال اثر انفجار قنبلة زرعت في الطريق الى مكتبه شمال شرق بعقوبة مما أدى الى جرح ثلاث أشخاص بينهم شرطيان اصاباتهما خطيرة.
وقال مسؤول في الشرطة ان المجهولين الذين زرعوا القنبلة يعلمون ان المحافظ يقيم في قضاء المقدادية (40 كلم شمال بعقوبة) ويمر كل صباح من هذا الطريق في طريقه الى مبنى المحافظة ليباشر أعماله.
أما في مدينة الفلوجة فقد اعتقلت القوات الأمريكية في ساعة مبكرة من صباح أمس إمام مسجد المدينة وأربعة من طلاب المدرسة الدينية.
وقال زياد إسماعيل (42 عاما) أحد سكان المدينة ان قوات أمريكية تساندها مروحيات قامت فجر الاثنين باقتحام مسجد الفلوجة الكبير وسط المدينة وبدأت عملية تفتيش دقيقة في كل الغرف والقاعات.
وأضاف ان القوات الأمريكية اعتقلت بعد عملية التفتيش التي استمرت حوالي ساعة ونصف الساعة امام وخطيب المسجد الشيخ جمال شاكر نزال (61 عاما) وأربعة من طلاب المدرسة الدينية في المسجد.
وتابع ان القوات الأمريكية رحلت بعد ان بعثرت ما في داخل المسجد وقلبت محتوياته رأسا على عقب.
وعلى صعيد آخر أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية ان الولايات المتحدة حريصة على التعاون مع الشرطة العراقية للقبض على منفذي الاعتداء الاخير بسيارة مفخخة الذي أسفر صباح الاحد عن مقتل ستة أشخاص على الاقل وأكثر من عشرة جرحى.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية اماندا بات لوكالة فرانس برس ان المسؤولين الأمريكيين في بغداد سيعملون بتعاون وثيق مع قوات الأمن العراقية للقبض على الذين يقفون وراء هذه الاعتداءات واحالتهم الى القضاء.
وأضافت: ندين بأشد العبارات هذه الاعمال الارهابية ونقدم تعازينا الصادقة الى عائلات الضحايا.
وقد عززت القوات الامريكية والشرطة العراقية أمس إجراءاتها الأمنية المشددة حول فندق بغداد والفنادق الكبرى والجسور والممرات الرئيسية اثر تصاعد العمليات الهجومية في العاصمة العراقية. ورأى مراسل وكالة الانباء الالمانية في بغداد دبابة أمريكية ومدرعة تتمركزان أمام المدخل الرئيسي لفندق بغداد الذي تعرض لحادثة تفجير سيارة ملغومة كما وضعت حواجز كونكريتية اضافية وأحيط المكان بأسلاك شائكة كما انتشر عشرات من أفراد الشرطة العراقية وهم يحملون بنادق كلاشنكوف روسية الصنع. ورأى المراسل الشيء نفسه عند فندقي فلسطين وشيراتون الذي تتخذه بعض وكالات الانباء وشبكات التلفزة العربية والاجنبية مقرا لها حيث احيطا بحواجز كونكريتية من جميع الاتجاهات.