كانت ليلة الجمعة الماضية من أحلى أمسيات اللجنة الثقافية والفنية بجامعة الرياض حيث استضافت هذه اللجنة الشاعر العربي عمر أبوريشة الذي طالما قرأناه في دواوينه وفي المجلات العربية. ولقد كادت الأكف ان تدمى من شدة التصفيق الذي عبر عن غبطة وحبور الجمهور الذي أخذ يتمايل جذلانا مع كل نغمة انطلقت من جوانح الشاعر العبقري ومن وجدانه ليفرغها في وجدان الآخرين فيبثها معانيه وألحانه التي جعلته يتمايل طربا عندما تردد شفتاه كلمة غزل حلوة دافئة، وجعلته يشتد وتأخذ قسمات وجهه بالصرامة عندما تردد شفتاه كلمة جهاد ووطنية.. وكان الشاعر يتمايل مع أنغامه في كل بيت ينطق به، ومن أحلى ما قال عن الشهيد العربي:
يبسم من علمه كيف يطيب الألم
سلاحه على الثرى مبعثر محطم
|
وقال في قصيدة وجدانية:
ما بعدك يا أفقي الأعلى
دنياي توارت في العتمة
اعطتني أيامي أشهى
ما مر على خاطر نعمة
بغي مني ان لا أرعى
لعطايا أيامي حرمة
ويحي ما لي أهوي
وأحس الغيمه تقذفني اثر الغيمه
وقال في رثاء الأخطل الصغير:
نديك السمح لم يخنق له وتر
لم يذب في حواشي ليله سمر
|
ولم التقط شيئاً من قصيدته الرائعة التي وصف فيها أدق وصف الدعوة المحمدية وموت النبي صلى الله عليه وسلم وشجاعة الصحابة «رضي الله عنهم» وغزوات النبي وموقف قريش منه، والحق ان هذه القصيدة تعتبر سجلا للتاريخ الإسلامي، وعلى الرغم من حرصي على تسجيلها من التلفزيون إلا انني لم أتمكن من ذلك.
وأخيراً، مرحبا بالفتوة الشعرية المتمثلة في «عمر أبوريشة» مرحبا بها وهي توقظ الضمير وتنمي الاحساس بالوطنية والشجاعة والبسالة، مرحبا بالقنا والغبراء في شعر أبي ريشة، ومرحبا بصولجان الازدهار والتجديد والدفق، لك تحية الأدب الذي بك ازدهى يا أبا ريشة!!
عبدالمؤمن القين
|