توجه البعض للإدارة الأهلاوية باللوم بعد ايقافها المفاوضات مع المندوب القطري لانتقال المهاجم الكبير طلال المشعل، وهناك من نعت الادارة بعدم فهم وإدراك معاني الاحتراف وأن مثل هذه الادارات لا مكان لها في عالم الاندية المحترفة وتأسفوا على موقفها الذي لا يصب حسب قولهم في مصلحة الكرة السعودية.
وللأسف أن هناك من حاول استغفال الآخرين بمثل ذلك الكلام الذي يحمل تلبيسا كبيرا ومغالطات شنيعة مشكوك في نواياها ومقاصدها.. وإلا فالكتاب معروف من عنوانه حيث ثبت للادارة الأهلاوية وبالدليل القاطع ان المفاوضات التي كان يجريها المفاوض القطري لا تهدف لنقل المشعل لدوري بلاده وإنما لتحويل الهداف الدولي الى النادي الجار والدلائل واضحة في حيثيات المفاوضات وإلا لماذا رفض المفاوض القطري أن يعود المشعل للاهلي بعد نهاية عقده؟! وما مصلحته من الاصرار على عدم تضمين العقد شرط العودة للأهلي؟! لابد أن هناك نية مبيتة مع المشعل وأطراف أخرى من النادي الجار إذ إن المشعل نفسه رفض التوقيع على تعهد يلتزم بموجبه العودة للاهلي بعد رحلته الاحترافية في قطر!! فهل من المعقول ان يقبل المشعل ومعه المفاوض ان تنهار المفاوضات وتفشل لمجرد شرط بسيط؟! وإذا كان المشعل لا يرغب في العودة للأهلي وهذا من حقه فما الذي دعا المفاوض القطري للاصرار على ذلك وما مصلحته؟!! ومن هنا اكتشفت الادارة الأهلاوية ان مرحلة الاحتراف في قطر لم تكن هي ما يهم المشعل ولا المفاوض بل ما يهمهما ويهم من رسم لهما ذلك السيناريو ما بعد قطر!! والأهلي لم يكن يهمه فيما أزعم ان يعود إليه المشعل بعد احترافه في قطر أو لا يعود بل وضع ذلك الشرط لكشف النوايا فنجح في كشفها بالفعل.
وهكذا تيقظت الإدارة الأهلاوية لما كان يدور ويحاك وتنبهت لمشروع الاحتراف المشبوه الذي أطلقت عليه الصحافة الرياضية لقب «الكوبري» وقد يقول قائل وما يضير الأهلي في ظل نظام الاحتراف ان يذهب المشعل للنادي الجار إذا ما كان مقتنعا بمبدأ انتقال اللاعب وموافق على المبلغ المعروض؟! وذلك تساؤل صحيح وفي مكانه لو أن النادي الجار أتى البيوت من أبوابها وفتح المفاوضات مع جاره مباشرة فهكذا يقول نظام الاحتراف وهكذا هو التطبيق الفعلي لمعنى الاحتراف. أما الالتفاف وعمل «الكوبريات» واللعب في الظلام فهي ممارسات مرفوضة ومسيئة للعلاقات بين الأندية ومؤججة لنار الخلافات ولا تعبر عن فهم حقيقي لمعاني الاحتراف أو لأبسط مفاهيم المنافسة الشريفة.
|