في وقتٍ يحاول فيه أعداء الأمة زرع الفتنة بين القيادة الحكيمة لهذه البلاد وبين شعبها المضياف لكل جنسيات العالم على الأرض المباركة، تأتي البركات تباعا متنزلة من السماء ومن تحت الثرى ويخرج من باطن التراب ثمرات عديدة استجابة لدعوة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام {وّارًزٍقً أّهًلّهٍ مٌنّ الثّمّرّاتٌ} ووفقاً لسنن الكون الذي أحكم ربّ العزة نظامه وإرادته الحكيمة ومشيئته التي لا نجد لها تبديلاً ولا تحويلاً، فقد اكرم الله هذه البلاد بأن وضع فيها بيته العتيق في مكة المكرمة «صُرة» العالم ومحور ارتكازه وقلب الكرة الأرضية وسخّر فيما سخّر لحفظ البلاد والعباد هذه الأسرة الحاكمة الكريمة عشية أن سلّمت القبائل والعشائر المتنازعة بالجزيرة العربية الأمر للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ورأت فيه مُوحداً بعد تفرق ومنقذاً من عمى الجاهلية وطيش القبيلة وشتات الناس فأرسى رحمه الله قواعد الأمن المفقود وبدأ يبحث عن لُحاق الدولة بالعالم المتحضر ووضع لبنة البناء المتينة للدولة المعاصرة وانفتحت خيرات الأرض الباطنة على أجنحة الخير الوفير فتدفق الذهب الأسود الذي جعل الدولة وفي فترة قياسية على قائمة الدول الغنية في العالم، ورافق ذلك براعة وحكمة وعفة يد ولسان وإخلاص من المُلوك العظماء الذين أعقبوا والدهم في قيادة الأمة إلى شواطئ النجاة والملاذات الآمنة حتى تبوأت المملكة العربية السعودية وبفضل ما توافر لها من عوامل النجاح والإخلاص والثقة المتبادلة بين قيادة البلاد والرعية الواعية لمتطلبات المرحلة مكاناً رفيعاً في منظومة ما يسمى بالأسرة الدولية وأضحت دولة مُهابة يُشار إليها بالبنان في كل محفل وجحفل ومدت خيراتها وبركاتها إلى محيطها وأبناء ملتها الإسلامية الذين تجمعهم بها أواصر الاخوة والدين والإنسانية ومدت يد العون إلى كل محتاج على وجه المعمورة وخصت فقراء البلدان الإسلامية بقسطٍ وافر من الدعم الذي أتاح لهم فرصاً للتعليم ورغد العيش وموفور الصحة، وأبدلت المملكة كثيراً من الشعوب التي تعيش في ثالوث الفقر والجهل والمرض لتنعم بالغنى والعلم والصحة وأرست مشاريع تنموية في أدغال أفريقيا والبلقان والبلاد التي هدتها الحروب والصراعات وساهمت بقدر وافر في إرساء ركائز السلام في كل البلاد ومدت ولازالت القضية المحورية للعرب «فلسطين» بكل عون معنوي وسياسي ومادي وفق مبدأ ثابت لا حياد عنه ولا محاباة فيه للدولة المعتدية والمغتصبة لحقوق الآخرين «إسرائيل».
نقول نذراً يسيراً في حق القيادة والدولة والشعب وهم يحتفلون جميعاً بيوم الوطن وذكرى التوحيد الغالية على النفوس وتبقى هذه الذكرى طبعة منقحة مليئة بالأسرار والدروس والعبر والحكايات تطبع كل عام وتنفد سريعاً من الأسواق، فهنيئاً للوطن بيومه الأغر وليحتفل الجميع بالإنجازات المتلاحقة، أما الحاقدون وزارعو الفتنة فإلى الجحيم وليشربوا مياه العالم إن كانت تطفئ نيران صدورهم وحقدهم الدفين.
فاكس 014803452
|