في يوم الثلاثاء الموافق 4/8/1424هـ ودّعت محافظة ضرماء وأهالي ضرماء أحد رجالها «حمد بن براهيم المسعود» رجلٌ يزكيه كل من يعرفه الصغير قبل الكبير ولا نزكي على الله أحداً.
هذا الرجل رحمه الله بسيطٌ في منطقه بسيطٌ في تعامله بسيطٌ في معيشته بسيطٌ في وضعه الاجتماعي، لكن مقامه عند ربه رفيع فرفع الله مقامه عند خلقه والله ان الدليل رأيته بأم عيني بالأمس بعد وفاته رحمه الله رحمة تتلاشى بها ذنوبه ويتسع بها لحده ويعنه بها على سؤال ملائكته ويدخله بها فسيح جنته إن شاء الله.
والله لم يرفع قدره عند هذا الحشد الغفير بمختلف مستوياته بسبب منصب أو جاه أو شهادة، أو أي شيء يذكر من زخرف الدنيا بل بطاعته لربه، وحسن خلقه، حينما يحادثك ترى في عينيه حياء شعبة الإيمان، والبشاشة النقية على وجهه، وابتسامة المتواضع لا تفارق محياه مع من يعرف ومن لا يعرف من الصغير قبل الكبير، يتحلى بالسمت والوقار والتواضع الجم، وإنكار الذات، عرف عنه بعده عن منازعته الآخرين في أمور دنيوية.
هذا الرجل وما ذكرت عنه من بساطات هي والله حقيقة تعاملت معها ليس مبالغ فيها، وما دعاني للكتابة عنه كل صفحات «الجزيرة» ليس مجرد موت إنسان، وإنما ما لاحظته من الحضور المميز وخصوصاً من أناس نحسب ان مشاغل الدنيا لن تترك فرصة لهم للسفر إلى محافظة ضرماء للصلاة عليه خصوصا انه في وسط الأسبوع، وسيكتفون مجاملة بالاتصال هاتفياً للعزاء فيه، لكن هناك أمر من الله سبحانه حببهم بكل طواعية للحضور وليبين الله لمن تفكر بأن هذا الرجل مقامه عند ربه رفيع فرفعه سبحانه عند خلقه لحظة خروجه من الدنيا مودعاً بالدموع والدعاء له بالمغفرة، وفي اعتقادي ان هذه بغية كل مسلم، وصدق الإمام «أحمد بن حنبل» رضي الله عنه حينما قال «بيننا وبينكم الجنائز».
اجتمع للصلاة على جنازته خلق غفير تفاوتوا في أعمارهم، في جنسياتهم، في ثقافاتهم صلى عليه أصحاب المناصب الرفيعة، وأصحاب الجاه، والشهادات العليا، وهو رحمه الله ليس له من هذا كله نصيب ولكن الذي رفع قدره عند هؤلاء هو الله سبحانه الذي أحبّه فأنزل محبته في قلوب خلقه التي هي بين اصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء جل في علاه.
هذا الرجل خلف وراءه أبناء رجالاً كافح معهم بكل إخلاص حتى أكملوا المراحل الجامعية وشقوا طريقهم في الحياة العملية والاجتماعية أتقدم لهم «عبدالله، فهد، عبدالعزيز، وابراهيم» ولأهلهم بخالص العزاء واسأل الله بفضله ومنّه وكرمه ان يتغمده برحمته، وان يجمعنا به في مستقر رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
|