النجاح في جذب القراء يعتمد كثيرا على نجاح الافتتاحية للمقال أو البحث أو الموضوع حتى لو كان موضوع محاضرة أو خطبة، سنعرض أمثلة للمؤلف الشهير (دايل كارنيجي) من كتابه (فن الخطابة)، في الفصل الثامن عنوان (كيف تفتتح الخطاب؟) يذكر مبادئ للافتتاحية الناجحة للخطابة التي تصلح افتتاحية ناجحة في الكتابة، وقد اعتمدها في كتبه الأكثر مبيعا في العالم، من هذه المبادئ:
لِمَ لا تبدأ بقصة؟
نحن نحب ان نستمع بشكل خاص، إلى روايات يسردها الخطيب عن تجربته الخاصة ولقد تلقى راسل إ. كونيل عن محاضراته: «هكتارات من الألماس»، أكثر من ستة آلاف مرة، وتلقى الملايين من اجل ذلك. كيف يفتتح محاضرته الرائعة هذه؟
«ذهبنا في سنة 1870 الى نهر اليغر، استعنا بدليل من بغداد ليطلعنا على برسيبوليس وبابل...» وبعد ذلك يمضي بقصته. إن هذا النوع من الافتتاحيات لا يفشل أبداً، بل إنه يمضي قدما ونحن نتابعه، لأننا نريد أن نعرف ما الذي سيحدث. «فن الخطابة ص 112».
قوة الانتباه الناتجة عن الحقائق المذهلة
قال س. س. ماك كلور، مؤسس صحيفة دورية مهمة، «إن المقالة الصحافية الجيدة هي سلسلة من الصدمات»، فهي توقظنا من أحلام اليقظة وتسلب انتباهنا، اليك بعض الأمثلة: استهل السيد ن. د. بالأنتاين من بالتيمور، خطابه حول «أعاجيب الإذاعة» بهذه العبارة: «هل تعلم أن صوت ذبابة تسير فوق لوح زجاج في نيويورك يمكن نقلها عبر الإذاعة، لتصبح، في وسط افريقيا، زئيراً كشلالات نياغارا»؟.
افتتح السيد هاري ج. جونز رئيس شركة في نيويورك سيتي، خطابه حول الوضع الجنائي بهذه الكلمات: «أعلن وليم هاورد ثافت، رئيس قضاة المحكمة العليا في الولايات المتحدة، أن دائرة قانوننا الجنائي تلحق خراباً بالحضارة» لا تتميز هذه العبارة بأنها افتتاحية مذهلة، بل ايضا تتميز بأنها مقتطفة من أقوال أحد المسؤولين في المجال القضائي. ص 116.
أثر الفضول
اعتاد الكاتب أن يستهل محاضرته عن مغامرات الكولونيل توماس لورانس في الجزيرة العربية على هذا النحو: «يقول لويد جورج إنه يعتبر الكولونيل لورانس واحداً من أبرز الشخصيات الرومنطقية في العصور الحديثة».
لهذه الافتتاحية ميزتان. في المقام الأول، أن المقتطفات المأخوذة من إنسان بارز لديها قيمة كبرى في جذب الاهتمام. ثانيا، أنها تثير الفضول. ص 109 110.
ابدأ بتقديم مثل محدد
يصعب على المستمع العادي ان يتتبع العبارات المجردة طويلا. لكن من السهل عليه الاستماع الى الأمثلة، لماذا إذن لا تبدأ بواحد منها؟.. افتتح بمثل، أثر الاهتمام؛ ثم تابع تقديم ملاحظاتك العامة. ص 113.
اسأل سؤالاً
تتميز افتتاحية السيدة إيليس بظاهرة مهمة أخرى، فهي تبدأ بطرح سؤال، واستدراج الجمهور إلى التفكير مع الخطيب والتعاون معه. ص 113.
لم لا تفتتح بسؤال من رجل شهير؟
إن كلمات رجل بارز لديها قوة تجذب الانتباه. لذلك فإن مقتطفات مناسبة هي من أفضل السبل لجذب الانتباه. هل تعجبك هذه الافتتاحية لنقاش حول النجاح في العمل؟
يقول ألبرت هابرد: «إن العالم يهب جوائزه الكبرى ماليا ومعنويا مقابل شيء واحد. هذا الشيء هو روح المبادرة. وما هي روح المبادرة؟ سأخبرك ما هي، إنها القيام بالشيء الصحيح دون ان يطلب منك ذلك». ص 114.
اربط موضوعك بمصالح مستمعيك الحيوية
ابدأ ببعض الملاحظات التي تعالج مباشرة مصالح جمهورك الشخصية، فهذه من افضل الوسائل الممكنة للبدء بالخطاب. ومن المؤكد ان تستحوذ على الانتباه، فنحن نهتم جدا بالأشياء التي تمسنا مباشرة. ص 114.
ثم يستعرض مثلا: استمعت الى طالب يستهل خطابا عن اهمية المحافظة على الغابات فاستهله كما يلي: «نحن، كأميركيين يجب أن نفاخر بمواردنا المحلية..» لكن افتتاحيته كانت سيئة، عامة جدا وغامضة جدا، فلم يجعل موضوعه حيويا. وكان من الافضل لو بدأ على النحو التالي: «إن الموضوع الذي سأتحدث عنه يرتبط الى حد ما بسعر الغذاء الذي نتناوله والإيجار الذي ندفعه. ويمس رفاهيتنا جميعا».
إن أي قارئ يهدف حينما يبدأ في قراءة مقالة او كتاب الى المتعة والتسلية والفائدة، فما اجمل ان تجتمع في كتاب المتعة والتسلية التي تتحقق بالأسلوب الادبي الرفيع من قراءة قصة أو طرفة تثير فيك الفضول لمتابعتها، وحقائق وأرقام علمية تثير دهشتك، والفائدة التي تكمن في اهداف تحققها في حياتك.
يمكننا ان نلخص المبادئ الهامة لفن الكتابة التي تثير انتباه وفضول القراء واهتمامهم:
1 القصص الواقعية ذات الاحداث المثيرة والشيقة.
2 الحقائق العلمية المدهشة.
3 مقتطفات من أقوال وسير المشاهير.
4 إثارة فضول القراء لبحثها عن السر أو المفتاح المفقود.
5 طرح أسئلة مثيرة للتفكير ومشاركة القارئ في نفس الاهتمام.
6 عرض الأمثلة والشواهد التي توضح الفكرة أو القاعدة وتقررها.
7 ملامسة مصالح القراء واهتماماتهم.
|