في غمرة الغضب الدولي من إسرائيل، تنزل كلمات أمريكا برداً وسلاماً على الدولة الصهيونية وتستمع حكومة شارون إلى ما يطمئنها بأن كل الجرائم التي ارتكبتها منذ يوم الجمعة الماضي في قطاع غزة لن تكفي لإدانتها في مجلس الأمن وأن «الفيتو» جاهز لاحباط أي مسعى من هذا النوع.
ويبدو أن لهذه الكلمات تأثيراً كبيراً، فقد دفعت إسرائيل إلى نفي سحب قواتها من غزة وقال أحد مسؤوليها إن العملية العسكرية مستمرة في رفح.. وهكذا، فقد جاءت التصريحات الأمريكية بمثابة ضوء أخضر لارتكاب المزيد من الجرائم في رفح وغيرها.
وذلك هو الحال مع المحاولات الجارية لإدانة إسرائيل في مجلس الأمن لاعتدائها على الأراضي السورية الاسبوع الماضي، ويواجه مشروع القرار الذي يجري إعداده بهذا الصدد الاحباط من قِبل الفيتو الأمريكي.
غير أن الولايات المتحدة لا تكتفي بذلك الفيتو، بل أبلغت إسرائيل أن بإمكانها الدفاع عن نفسها بالطريقة التي تراها، ومن ثم انطلقت التصريحات الأمريكية التي تزعم علاقة سوريا بالارهاب، بينما تم تحريك إجراءات داخل أمريكا لمعاقبة سوريا في هذا الوقت بالذات لتعزيز الادعاءات الإسرائيلية ولتسريع العدوان على الأراضي السورية.
كل ذلك يحدث من قِبل الولايات المتحدة التي يفترض أنها تتوسط لإقامة السلام.. ومن الواضح أننا بعيدون كل البعد عن السلام، لأن تصرفات إسرائيل لا تدل على ذلك، كما أن المسلك الأمريكي لا يدل على أن ثمة وساطة يمكن القيام بها مع هذا الانحياز الكامل إلى جانب الطرف المعتدي.
ومن المؤكد أن هناك حاجة لتدخل أطراف دولية أخرى لاعادة شيء من التوازن والمفعولية إلى منطقة الصراع، والا فإن هذا الجنون الإسرائيلي يهدد بحرب إبادة شاملة في ظل تفاهم كامل بين إسرائيل والولايات المتحدة.
|