أدعو الله أن يهدينا سواء السبيل، كما دعا نبي الله موسى وهو هارب من فرعون، وخرج من مصر خائفاً يترقب.! وأسأل مجدداً: هل أنماط القراءة المقترحة، ستكون مثل التي نراها في المناهج من المختارات ، عقيمة، جمعت كيفما اتفق ودون دراية، على منوال سلق البيض !؟
* إننا نريد كسر العلاقة الصامتة التي لا تجدي بين لغتنا وطلابنا، وأنا أشبهها بالقطيعة، وتلك جناية لا تغتفر.. وأسأل: كيف نعالج ضعف طلابنا وطالباتنا في لغتنا الشريفة العربية ، من خلال مشروع الوزارة هذا؟ بعيداً عن اليأس والتشاؤم، أنا لا أرى جدوى من هذا المشروع العابر السريع، فالعلاقة صامتة، وفي رأيي أن التخفيف من ركام مواد المنهج الدراسي، والتركيز على اللغة العربية، قراءة مسموعة واستيعابا نطقا وقواعد أجدى وأغنى.!
* إنه أمر يقض المضاجع، والسؤال فيه محير، وهو العناية بهذا الكم من الطلبة والطالبات اليوم «خمسة ملايين» يتلقون التعليم، في التعليم العام والجامعات.!
* وحول الدورة التدريبية التي تسمى: «مهارة القراءة»:.. وعندي أن الأجدى في ذلك من البدء، حين يكون من خلال حصص، وعبر قراءة مسموعة، الطالب يسمع نفسه ومن حوله، ليصحح له إحصاؤه، وليتعود على ذلك، حتى تكون القراءة عادة، من السنة الثالثة الابتدائية، إلى نهاية المرحلة الثانوية، لكي نغلق الفجوة القائمة بيننا وبين لغتنا التي نحبها ونعتز بها، وذلك في الحصص الدراسية، كما كانت الحال قبل نصف قرن، حين كنا نهتم ونحرص على اتقان لغتنا، أما اليوم، فإنه أشبه بمادة لا تهم أحداً، وهذا تقصير محسوب علينا، وبالتحديد على المؤسسات التعليمية، التي اسندت إليها الأمانة، وما أفدح أعباء الأمانة التي تحملها الإنسان، ثم أهمل أداءها.!
* تحت عنوان: المستهدفون ، بمشروع القراءة للجميع، قالوا: جميع شرائح المجتمع، وهذا شيء مفرح جداً، وهل سيكون ذلك، كما عملت المدرسة الألمانية التي تعلم لغتها لراغبيها؟ ذلك شيء محدود جداً، لكن «جميع شرائح المجتمع» هذا يحتاج إلى خطة ومال، والبدء من الجيل الذي ولد اليوم، ليبنى ويكون له كيان، أما من شب على الطوق، فأقول: فات الميعاد.!
* في فقرة أخرى، عن المستهدفون ، غير طلاب المراحل الثلاثة، كان: «أولياء الأمور»، وليبدو اني اقرأ شيئاً من تفسير الأحلام التي لا أفقه منها شيئاً، أو أحاديث النجوم في تفسير ما تقول عن حظوظ مواليد تلك الشهور الشمسية: الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة الخ.. انها سعادة غامرة، ان يستهدف جميع شرائح المجتمع، حتى لو كانت الحال احلاما معسولة.!
* إن مشروع: «القراءة للجميع»، في جمهورية مصر العربية، الذي تنهض به قرينة حرم رئيس الجمهورية منذ بضع عشرة سنة، مشروع ناجح وسخرت له إدارات ومؤسسات، منها الهيئة العامة للكتاب بثقلها ووزارتي الثقافة والإعلام.!
* ومصر التي فيها سبعة عشر مليون طالب وطالبة يتلقون التعليم، تعاني اليوم الأمرين، وأنا أتابع أحاديث وزير التربية والتعليم في التلفاز، وأتابع الملتقيات عبر الفضائية المصرية في قنوات شتى، مثل في: صالون فلان ، وملتقيات تدور فيها الأحاديث حول تردي التعليم والدروس الخصوصية، رغم القنوات المخصصة في مصر، لتقديم مناهج التعليم العام، وقناة «مشفرة» للتعليم الجامعي، ومع ذلك فالحال موضع شكوى عارمة.!
* ونحن هنا، رغم زخم الأعداد التي بلغت الملايين في مجالات التعليم، ليس عندنا شيء من ساعات للتعليم في التلفاز، على الأقل في المواد الصعبة: الكيمياء، الفيزياء، الانجليزية، والرياضيات الخ. ونسمع الدكتور خضر القرشي ، نائب وزير التعليم للبنات يعلن لا للدروس الخصوصية، ورجل مسؤول كبير عن ملايين طلاب المدارس، لا يقول لهم ولا لنا: ما هو البديل يا دكتور!؟
|