* قرن - رويترز
تبتسم الشابة العمانية سلمى سعيد بينما تغلف خنجرا من الفضة وأساور مزخرفة لسياح ألمان يتوقون لاقتناء مصنوعات يدوية تقليدية من هذه الدولة الخليجية.
داخل متجرهما القروي المتواضع تنسج أختها سجادة في شهادة على الدور المتنامي للمرأة في تجارة الأعمال اليدوية التي كان الرجال يهيمنون عليها تقليديا في سلطنة عمان.
وقالت سلمى منذ سنوات قليلة مضت كان صنع المشغولات الفضية حكراً على الرجال. كما كانوا يحتكرون بيعها أيضا. ومن الواضح أن الأمر اختلف الآن.
منذ خمس سنوات كانت فكرة وجود متجر قروي لا يعمل فيه سوى شابات فقط ويتردد عليه بصورة دائمة سياح أوروبيون من قبيل الأمور المستهجنة إلى درجة تقارب التحريم في هذا المجتمع الإسلامي المحافظ.
ولكن مع هجر المزيد من الرجال للأعمال التقليدية وتدفقهم على المدينة بحثا عن وظائف ثابتة خرجت النساء من الظل إلى تجارة التجزئة. ويقول سكان في القرية أن الباعة المسنين تنحوا في هدوء وتركوا بناتهم يتولين الأمر لأن أبناءهم الذكور لايلقون بالاً لهذا العمل.
وقال سيف الراسبي من قرية قرن الشمالية الشرقية الفضل يرجع لهن. هؤلاء الشابات حققن النجاح في أعمال تجارية تركها آباؤهن كما أنهن يخرجن أيضا عن التقاليد بإعالتهن أسرهن.
وتلعب السياحة دوراً رئيسياً في ضمان استمرار النشاط في أسواق المصنوعات اليدوية. فالقرى بديعة المنظر هي المقصد الرئيسي للزائرين وتقوم الشابات الصغيرات بدعم مالي من الحكومة والبنوك بتلبية احتياجات الزائرين.
قال السائح البريطاني باتريك رينولدز بعد زيارتي لدول الخليج الأخرى اعتقدت أن عمان ستكون على نفس الشاكلة. لقد كانت مفاجأة سارة أن أجد فتيات صغيرات يستخدمن مهاراتهن التجارية علانية.
وكان رينولدز يساوم فتاة ترتدي عباءة سوداء على سجادة زاهية الألوان منسوجة من صوف الأغنام. وبانجليزيتها الضعيفة شرحت لمياء صاحبة المتجر الطريقة المستخدمة في صنع السجادة.
وقالت إنه لا يضايقها الحديث مع الرجال حيث إنها تقضي جزءا كبيرا من عملها تزاحم الرجال في سوق صاخب يعج بالسائحين.
وتعمل لمياء في المصنوعات اليدوية منذ خمسة أعوام وأربعة من موظفيها السبعة رجال.
وقالت لمياء بفخر:
النساء يتفوقن على الرجال في البيع وكثيرات مثلي يدرن أعمالهن الخاصة بأنفسهن.
وتظهر الإحصائيات أن عدد الرجال يفوق عدد النساء بنسبة واحد في المئة فقط في سلطنة عمان التي يبلغ عدد سكانها 3ر2 مليون نسمة.
وقال مسؤول في وزارة التجارة أن الشابات يتقدمن الآن بطلبات متزايدة للحصول على تراخيص للعمل في بيع المشغولات اليدوية وفتح محلات صغيرة وصالونات حلاقة وتجميل.
|