Monday 13th october,2003 11337العدد الأثنين 17 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مراقبو التعداد السكاني يروون لـ « الجزيرة » مواقفهم في الميدان: مراقبو التعداد السكاني يروون لـ « الجزيرة » مواقفهم في الميدان:
وطنيتنا تدفعنا لتخطي مصاعب العمل.. وقلة الوعي بمهمتنا أبرز المعوقات

  * تقرير وتصوير: قبلان الحزيمي - وادي الدواسر:
تعيش بلادنا هذه الأيام مرحلة ترقيم وحصر المباني والوحدات العقارية والأسر والمنشآت التي تنفذها مصلحة الاحصاءات العامة بوزارة الاقتصاد والتخطيط بالتعاون مع ثلة من رجال التربية والتعليم بكافة مناطق وقرى وهجر مملكتنا الغالية وهذه المرحلة هي التي تسبق المرحلة الأخيرة وهي مرحلة عد السكان مع بداية العام الدراسي القادم إن شاء الله.
«الجزيرة» قامت بالنزول إلى الميدان مع مراقبي التعداد السكاني للوقوف على طبيعة عملهم وتسجيل أهم العقبات التي تواجههم وبعض المواقف التي تعرضوا لها، حيث يقول المراقب صايل بن مسفر المخاريم: يكفي أن أقول لكم إننا نخرج من منازلنا من الساعة الرابعة عصراً ولا نعود إلا الساعة الحادية عشرة مساء من كل يوم، نقابل فيها فئات عدة من مختلف شرائح المجتمع من رجال وأطفال ونساء وعمالة منهم من يجيد اللغة العربية ومنهم من لا يجيدها، وعن أهم الصعوبات التي تواجه العاملين في الميدان قال: جهل المواطنين والمقيمين بالعمل الذي نقوم به ولعل السبب في ذلك هو ضعف التغطية الإعلامية لهذا العمل الوطني ويؤكد ما أقول كثرة أسئلة من نقابلهم من أنت؟ ومن أرسلك؟ وماذا تريد؟ وماذا بعد التعداد؟ وهل هناك «شرهة» من الحكومة؟ بل إن البعض بدأ يشتكي لنا من ضعف الخدمات في منطقته كالمياه والكهرباء والتلفون وعدم وصول بعضها والبعض الآخر يسأل: متى سوف يفتتحون لنا مستوصفاً أو مدرسة..؟ وغير ذلك كثير فأين الوقت الذي نقوم فيه بتأدية عملنا والاجابة عن مثل هذا الكم الهائل من الأسئلة؟ لذا فقد قمنا بتزويد من يسألنا بورقة دعائية تجيبه عن بعض هذه الأسئلة، أما المراقب غانم الغانم فقال من المواقف الجميلة التي تعرض لها في الميدان وتدل على وعي بعض الأسر هو أن احدى ربات البيوت طلبت مني أن أدخل بطاقتي التي تخولني للعمل في هذا المجال من تحت الباب حتى تتأكد من شخصيتي قبل أن تدلي لي بأي معلومات عن أسرتها. وعلى الضد من ذلك تماماً وفي موقف آخر رفضت احدى النساء البائعات في سوق النساء الإدلاء بأي معلومات قبل أن تنفذ البلدية مطالب البائعات في السوق ولكن تدخل مفتش التعداد في الوقت المناسب لحل المشكلة بجملة واحدة «يا خالة لا تلومينا إذا أعطي زميلاتك..» ولم تدعه يكمل وهرولت مسرعة خلف المراقب وقالت: يا ولدي هذا رقم محلي وخذ المعلومات وحسبي الله على البلدية. وفي موقف آخر قال المراقب ماجد العباد: في أوج تفاعلي مع عملي في الميدان وأثناء بحثي عن رقم أحد «البلكات» لم أشعر إلا وقد صدمت بسيارتي التي سوف يتطلب تصليحها أخذ سلفة مالية تسدد عند تسلمي مكافأة مصلحة الاحصاءات العامة، أما أحد المراقبين الذي رفض ذكر اسمه فقال: ليتك شاهدت «سبع الليل» وهو يهرول خلفي داخل احدى المزارع فقلت له وما «سبع الليل»؟!! فقال: كلب ضار يستخدم لحراسة هذه المزرعة ولكن الله قدر ولطف بتدخل صاحب المزرعة!!
أما المراقب سعد الصافي فقال: عند سؤالي لأحد كبار السن عن عدد أفراد عائلته قال يا بني للسن أحكامه وعيالي عليهم عيال تعال لنا بعد المغرب وتلقاهم مجتمعين وكل يحضر كرت عياله ثم بدأ يشيد بما تخصنا به بلادنا من أمن ورخاء مما حقق لها هذا النمو الكبير في السكان الذين يتمتعون بما وفرته لهم دولتهم من خدمات أمنية وصحية وتعليمية وتنموية ثم أخذ يذكرني أن الناس قديماً كانوا يحاربون الفقر والمرض والجهل بالاضافة إلى عدم الأمن والاستقرار.
كما ذكر المراقب مبارك الحمدان: فوجئت بسيارة تطاردني في الطريق داخل أحد الأحياء حتى أوقفوني بالقوة ليقول لي والدهم الطاعن في السن: «عيالي نسوا يعدوني معهم حسبي الله عليهم»، وفي موقف مرادف ذكره المراقب مشبب بن عرنان الدوسري أنه بعد أن قام بترقيم وتسجيل منزل إحدى الأسر التي أدلت بمعلوماته ربة المنزل فوجئت بامرأة أخرى تخرج علي وتقول: كم قالت لك المرأة السابقة عن عدد أفراد الأسرة؟ فأخبرتها بالعدد فبدأت تسب وتشتم، فقلت لها اتقي الله فقالت: إنها ضرتها ولم تحسبها هي وعيالها مع عدد أفراد الأسرة.
أما المراقب راشد ناصر الشرافي فقال: إن منطقة عملي في مسميات سكانية خارج المنطقة العمرانية ومن الصعوبات في مثل هذا الميدان وجود بعض المزارع مغلقة الأبواب ومحاطة بحواجز ترابية وأسلاك شائكة مما يضطرنا إلى الدخول مشياً على الأقدام لمسافات قد تتجاوز نصف كيلومتر لترقيم وتسجيل وحدة عقارية واحدة داخل هذه المنشأة، كما أشار زميله مشلح محمود إلى أن سيارته تحتاج بعد التعداد إلى صيانة بفاتورة مجيرة على مكافأة من قبل مصلحة الاحصاءات العامة نتيجة العمل في المناطق الوعرة والمزارع المترامية الأطراف.
مراقبو التعداد أكدوا جميعهم أن المكافأة المالية المقدمة لهم لا توازي الوقت والجهد المبذول في العمل ولكن كان دافعهم الحقيقي هو وطنيتهم الحقة وإدراكهم لما تحمله نتائج التعداد من توفير اطار حديث لبرامج التنمية السكانية والاقتصادية بما يعود إن شاء الله بالخير العميم على الوطن والمواطن.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved