حلقات أعدها عبيد الله معتوق الحازمي * تصوير سليمان وهيب
تاريخ التعليم
ينظر البعض إلى انطلاقة التعليم الأساسية كانت من بدر فبعد غزوة بد الكبرى اشار الصحابة رضوان الله عليهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يقوم مَنْ أُسروا في المعركة الذين يجيدون القراءة والكتابة بتعليم الصحابة ممن لا يعرفون القراءة، حيث يقوم كل اسير بتعليم عشرة. ومن هذا الأساس كان المنطلق الأول للتعليم من بدر، حيث يتم اطلاق سراح الأسرى، بعد تعليم الصحابة القراءة والكتابة.
مسيرة التعليم
ولكي نتعرف على مسيرة التعليم في محافظة بدر التقت «الجزيرة» بالمشرف العام على مركز الاشراف بمحافظة بدر الاستاذ عبدالرزاق عبداللطيف الصبحي الذي اشار إلى ان التعليم بالمحافظة بدأ حوالي عام 1365هـ أي منذ 58 عاماً متمثلا في افتتاح مدرسة الصحراء الأهلية بالمسبجيد وبعد ذلك تم افتتاح مدرستي بدر السعودية والواسطة الابتدائية في عام 1368هـ كمدارس حكومية أي منذ 54 عاماً، هذا على مستوى المرحلة الابتدائية اما المرحلة المتوسطة فكانت متوسطة الحباب بن المنذر ببدر باكورة المدارس المتوسطة وذلك عام 1385هـ، ثم جاء التعليم الثانوي عام 1396هـ متمثلاً في افتتاح ثانوية عتبة بن غزوان.
وينظر سابقاً للتعليم بأنه متواصل قبل هذه الفترة في الحلقات الدراسية على أيدي بعض المشايخ وحلقات الدراسة في المساجد في وادي الصفراء والهجر والقرى التابعة له.
مركز الإشراف التربوي
محافظة بدر كمثيلاتها من المحافظات الأخرى التي تنعم في ظل هذه القيادة الحكيمة منذ تأسيسها بالقفزات الحضارية الرائعة في مختلف المجالات التي من بينها مجال التربية والتعليم فقد تأسس مركز الإشراف التربوي عام 1415هـ ليواكب هذه النهضة التعليمية التي تعيشها بلادنا الحبيبة.
61 مدرسة
يشرف المركز التربوي على 61 مدرسة ما بين ابتدائية ومتوسطة وثانوية وتعليم الكبار وشهدت محافظة بدر نمواً ملحوظاً في عدد المدارس بمختلف المراحل والتخصصات. يدرس بتلك المدارس حوالي 7200 طالب ويشرف على تدريسهم أكثر من 600 معلم.
ويبلغ عدد المدارس بالمرحلة الابتدائية 30 مدرسة والمرحلة المتوسطة 17 مدرسة والمرحلة الثانوية 8 مدارس وتعليم الكبار 6 مدارس، يدرس بها حوالي مائة وسبعون دارساً.
المشروعات
هنالك العديد من المشروعات المنفذة في محافظة بدر التابعة للإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة المدينة المنورة مركز الاشراف التربوي وهي: مشروع مبنى مدرسة عبيدة بن الحارث الابتدائية وسهيل بن عدي الابتدائية، حيث تبلغ تكلفة المشروعين حوالي 9 ملايين ريال، إضافة الى مشاريع متعددة للصيانة في عدة مدارس وتبلغ تكفلتها حوالي مليون ريال.
أنشطة المركز
يقوم المركز بتنفيذ العديد من الأنشطة المختلفة والبرامج التربوية الهادفة التي تهدف الى حفز الهمم وحشد الطاقات من خلال توفير جو تنافسي بناء بين أطراف العملية التعليمية والعمل على نماء القدرات الذاتية للمعلمين والمتعلمين باستخدام أساليب تربوية مناسبة وفعالة تقوم على تفعيل العملية التعليمية ومن تلك الدورات التدريبية للمعلمين ومديري المدارس ووكلائها في مختلف المدارس طوال العام الدراسي واللقاءات التنشيطية والأساليب الإشرافية وبعض المسابقات التربوية ومنها مسابقات التمييز التربوي لمديري المدارس ووكلائها والمعلمين ومسابقات النظافة العامة والمسرح المدرسي ومسابقة الرواد المتميزين والفنون التشكيلية بين التلاميذ والبحوث والتلخيص ومسابقات التميز في الأنشطة بين المدارس ومسابقات التفوق الدراسي بين التلاميذ وجميع هذه الأنشطة تقام فعالياتها على مستوى المركز أثناء العام الدراسي وفي نهايته ومنها الحفل المسرحي الختامي لمدارس المحافظة والمهرجانات الختامية ومعارض الأنشطة والمسابقات الرياضية.
قرية الحمراء
استطاعت بعثة «الجزيرة» خلال جولتها في محافظة بدر التجوال في قرية الحمراء التاريخية الأثرية التي كانت قديماً عاصمة وادي الصفراء وتنزل بها القوافل وبها السوق الذي يجمع قرى وهجر وادي الصفراء كافة، حيث يأتي اليه الناس من المدينة المنورة وينبع البحر وبدر ومن جميع المدن الأخرى وقد رافقنا خلال هذه الجولة الشيخ سعيد بن احمد الحسيني الحازمي الذي اطعلنا على الطبيعة على موقع هذه القرية التاريخية التي تحتضن رفاة عبيدة بن الحارث بن المطلب الذي اصيب في غزوة بدر ووافته المنية في قرية الحمراء.
يقول الشيخ سعيد: ان الحمراء قرية قديمة لها تاريخها ومعروفة وكانت عاصمة وادي الصفراء ككل قديما وكانت تنزل قوافل الحجاج بها وكان جميع ما حولها يمرون مع قرية الحمراء أثناء الذهاب الى المدينة المنورة او ينبع البحر لأنها ملتقى الطرق في ذلك الزمان حتى ان الحجاج ينزلون في الحمراء وهي محطة توقف أثناء قدومهم من ينبع البحر او المدينة المنورة.
مرور الرسول صلى الله عليه وسلم بقرية الحمراء
هذه القرية التاريخية العريقة مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء غزوة بدر الكبرى ومعه الصحابة رضوان الله عليهم وكانت تشتهر بزراعتها من النخيل بأنواعه وأنواع الخضراوات والفاكهة كافة.
كانت كبرى القرى
تعد قرية الحمراء من أكبر القرى في ذلك الزمان القديم وعدد سكانها كثيف وتعدادهم كبير من جميع القبائل العربية لوجود مقومات الحياة، حيث ان الكثير من أبناء القبائل يأتون لمزاولة أعمالهم والبحث عن اماكن يشتغلون بها في الزراعة والرعي وغيرها لأنها قرية كبيرة.. وربما كانت مدينة في نظر الكثير من الأوائل الذين عاشوا فيها لوجود المزارع والسوق التجاري وبيع المواشي من الأغنام والآبل والمواد الغذائية والتمور وغيرها.
عين الحمراء كبيرة
عرفت عين الحمراء بمياهها الكثيفة حتى انها احيانا تسيل من كثرة المياه خارج مجرى العين الذي كانوا يسمونه «الدبل» لأن المياه زائدة.
مسجد القرية
يوجد بقرية الحمراء مسجد قديم يعد من المواقع الأثرية حيث كان الحجاج وسكان قرية الحمراء والقرى المجاورة يؤدون فيه الصلوات وصلاة الجمعة ولم يتم معرفة تاريخ بناء هذا المسجد الذي يتوسط القرية وهو مبني بالحجارة والطين ومازالت معالمه موجودة، وقد توفي صاحبه الذي بناه (سعيد بن حسن عام 1295هـ،) وقد تم ايقاف بعض الأموال لصالح هذا المسجد ومازالت موجودة حتى الآن حيث يقوم بالاهتمام بها احد اعيان قرية الحمراء.
سوق الحمراء
كان من معالم الحمراء السوق التاريخي الذي يوجد موقعه وآثاره حتى الآن وكان من اكبر الأسواق في وادي الصفراء قديماً وكان السوق بجوار القرية ومعالمه اندثرت عقب هدمه من قبل الشركة التي نفذت الطريق المؤدي الى المدينة ويمر بوادي الصفراء ولم يبق سواء معالم بسيطة.
سيول عام 1329هـ
لقد دمرت السيول قرية الحمراء عام 1329هـ، حيث دمرت هذه القرية بكاملها وسمي «سيل ابو النفوس» نظراً لأنه ازال المزارع والنخيل والمنازل واجتاح السيل كل شيء في هذه القرية حتى ان بعض الحجاج الذين كانوا يركبون الجمال علي الشكادف حسب رواية البعض كانوا يشاهدون والجمال تسبح في مياه السيول والأنوار مضيئة وهم متجهون نحو البحر الأحمر لذلك سمي بسيل ابو النفوس لأنه قتل معظم السكان ولم يبق بهذه القرية أي مزارع بل أصبحت عبارة عن مجرى للسيول ووادٍ معالمه باقية حتى الآن.
انتقال أهالي الحمراء
عقب تلك السيول الجارفة التي هدمت القرية ومزارعها انتقل معظم الأهالي منها الى المدن ولم يبق منهم سوى 5% تقريباً.
قبر عبيدة بن الحارث
من المعالم التاريخية بقرية الحمراء وجود قبر عبيدة بن الحارث بن المطلب احد شهداء معركة بدر، حيث توفي في قرية الحمراء ومازال قبره موجوداً بها. وقد تم تسوير تلك المقبرة القديمة الموجودة بقرية الحمراء.
أعماد القرية
قام بعض الأهالي في هذه القرية عام 1400هـ بإعادة مزارعهم القديمة بقرية الحمراء عقب اندثارها لان المياه متوافرة وبكميات كبيرة وقرية الحمراء بها عدد من المزارع، حيث ان لها الآن بعد عودتها ما يقارب 24 عاماً.
ولكن لا يوجد بها إلا بعض المزارع القليلة خاصة النخيل المعروف بجودته حتى ان بعض المزارعين بالمدينة المنورة يسعون لاخذ بعض اشجار النخيل من الحمراء لزراعتها بمزارعهم لأن التمور تنضج بوادي الصفراء قبل مزارع المدينة المنورة وربما كان ذلك للمياه بهذا الوادي المعروف بجودة انتاجه من جميع الأصناف الزراعية المختلفة من تمور وخضراوات وغيرها وبعد اندثار قرية الحمراء وبعض القرى الأخرى من السيول اخذ مركز بدر يتطور واصبح محطة للقوافل والحجاج حتى انه الان اصبح عاصمة وادي الصفراء وبه المحافظة ومقر الدوائر الحكومية حيث يعتبر الان مدينة متكاملة ترتبط به جميع المراكز والقرى والهجر بوادي الصفراء.
|