Monday 13th october,2003 11337العدد الأثنين 17 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
رياح التغيير تهب من ماليزيا
جاسر عبدالعزيز الجاسر

أن يعقد مؤتمر القمة الاسلامي العاشر في رحاب ماليزيا.. وان يتزامن الانعقاد مع الأيام الأخيرة من حكم رئيس الوزراء الماليزي الدكتور محاضير محمد، أحد مفكري العالم الاسلامي، والرجل الذي حَوَّل اقتصاد بلاده الى واحد من أقوى اقتصاديات الدول النامية، وصاحب المبادرات الفذة والأفكار النيِّرة، ان يتوافق كل هذا مع ما تمر به الأمة الاسلامية وشعوبها ودولها من أوضاع حرجة تتمثل في تعرض بعضها للاحتلال وأخرى للحصار والبقية للابتزاز والمضايقة التي وصلت الى حد التدخل في التوجهات الثقافية والاجتماعية، ولهذا فإن عقد المؤتمر في ماليزيا صاحبة التجربة المتقدمة في التطور، والتي يرأس حكومتها مفكر اسلامي مزج الأصالة الاسلامية بالعلمية المعاصرة، وأنتج كل هذا التقدم الذي تشهده ماليزيا، فإن الآمال انتعشت لدى المسلمين كافة في أن يشهد المؤتمر الحالي انجاز العديد من الاصلاحات لتفعيل عمل منظمة المؤتمر الاسلامي، المظلة الدولية التي ترعى مصالح الدول الاسلامية، وقد كُشف قبل بدء المؤتمر أن جهوداً تبذل لاعادة تنظيم المنظمة بعد ان تتولى ماليزيا رئاستها وهو ما كشف عنه مدير عام وزير الخارجية الماليزي أحمد فوزي عبدالرزاق الذي أوضح أن عملية اعادة التنظيم ستركز في أمرين الأول: فيما يتعلق بالأمانة العامة للمنظمة والثاني: في مهام المنظمة وأدوارها، مؤكداً على ان اعادة تنظيم الأمانة العامة في جدة سيكون من أجل التخلص من نقاط الضعف التي تشكل حاجزاً أمام المنظمة للعمل بشكل فعال كما ان اعادة تنظيم مهام المنظمة سيكون من أجل اصلاح أساليب العمل في المنظمة. وأضاف سيادته قائلا:«لقد حان الوقت لاعادة النظر في دستور المنظمة لتقديم الاجراءات الجديدة التي لم يسبق أن عُمل بها منذ تأسيس المنظمة».
وذكر ان هناك قرابة «160» بياناً ومقترحاً قد تم طرحها في كل مؤتمرات القمة علماً بأن البيانات والمقترحات نفسها تمت اعادة طرحها وتعديلها في مؤتمر القمة الذي يليه متسائلا: «هل هذه الطريقة هي الأفضل لادارة أعمال المنظمة» مشيراً الى ان هناك اقتراحاً لقبول هذه البيانات في اجتماعات وزراء خارجية المنظمة بدلا من ان يعيد طرحها أو قبولها في مؤتمر القمة. وتابع حديثه قائلاً:«إذا تم قبولها فلا بد من تحقيقها وبالتالي فسيصبح في مقدور زعماء الدول الأعضاء ان يركزوا اهتمامهم على القضايا الرئيسة والمهمة أثناء مؤتمر القمة».
وهكذا فإن تقليص طرح مشاريع القرارات على القادة وحصر مناقشتها على الخبراء أو وزراء الخارجية شيء طيب، إلا ان الأفضل ان ينصبّ الاهتمام بتفعيل آليات عمل مؤسسات المنظمة، وزيادة التفاعل والتعاون بين أجهزة ومؤسسات العمل الاسلامي في المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والتجارية لالغاء حواجز الاجراءات الرسمية التي كثيراً ما تعوق التفاهم بين الشعوب الاسلامية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved