* موسكو- سعيد طانيوس:
رجح مصدر روسي رفيع ان تقدم الولايات المتحدة على سحب مشروع قرارها الجديد حول العراق من مجلس الأمن الدولي، بعدما وصلت المشاورات بشأنه الى عتبة النفق المسدود بسبب عدم رغبة واشنطن في تقديم اية تنازلات من شأنها توسيع دور الامم المتحدة في هذا البلد، كي لا يفسر هذا الامر على انه بداية فشل للسياسة الامريكية التي تجاوزت المنظمة الدولية في حملتها العسكرية ضد العراق.
ونقلت وكالات انباء روسية عن مصدر رفيع المستوى في الوفد المرافق لوزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف في جولته في بلدان أمريكا الشمالية والجنوبية قوله ان القرار الجديد الخاص بالعراق قد لا يصدر ابدا عن مجلس الامن الدولي.
وأشار هذا المصدر الى ان هذا الانطباع نشأ لديه من المناقشات التي جرت في دهاليز اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الاطلسي (ناتو) في كولورادو سبرينغس قبيل عقد الاجتماع غير الرسمي ل«مجموعة العشرين» التي تضم روسيا ودول الناتو.وقال ان الأوساط القريبة من الوفد الأمريكي المحت الى ان وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد يشعر بأذى من جراء تحويل مهمات تسوية الوضع في العراق وأفغانستان من وزارة الدفاع الى مكتب مساعدة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي كوندوليزارايس.
ونظرا للموقف المحايد الذي احتله سكرتير الدولة الأمريكي كولن باول في سياق هذا التطور، فإن «المثلث» الحكومي الذي مارس الضغط على مجلس الأمن الدولي قد تفكك ولم يبق هناك من سيضطلع ب«تمرير» الوثيقة في حالة معارضتها من قبل غالبية أعضاء المجلس. وأشار المصدر المذكور الى ان الاجتماع غير الرسمي لوزراء الدفاع في دول الناتو وروسيا لم يتطرق الى قضية العراق على الإطلاق، مما يعتبر مؤشرا آخر على عدم اصرار واشنطن على اصدار هذا القرار.
|