Monday 13th october,2003 11337العدد الأثنين 17 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الاستراتيجية البيئية في مدينة الرياض 15/12 الاستراتيجية البيئية في مدينة الرياض 15/12
التعامل مع المحددات الطبيعية والمحدثة «1»
وادي حنيفة أكبر وأهم الأودية، وقد تم وضع استراتيجية شاملة للوادي تقوم عليها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض

  متابعة: تركي إبراهيم الماضي - عبدالله هزاع العتيبي
التخطيط والبناء مع المحددات الطبيعية والمحدثة في الرياض تمثل المحددات البيئية أهمية قصوى في عمليات التخطيط الحضري التي تتطلب معرفة وتحديد ظروف وأبعاد البيئة المحيطة التي تؤثر على التنمية المستقبلية وتتأثر بها والموارد البيئية التي تعتمد عليها قطاعات التنمية المختلفة وتؤثر على جودة الحياة في المدينة.
حيث تواجه عمليات التنمية المختلفة عادة محددات تفرضها معالم وظروف البيئة الطبيعية والبيئة المحدثة التي أنشأها الانسان، لذلك فإنه من الضروري اعتبار تلك المحددات في عملية التخطيط واعتبار التغييرات اللازمة لهذه المحددات من أجل تحقيق الغايات والأهداف التي بنيت عليها استراتيجية تطوير مدينة الرياض التي تطلع بها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
تفادي المعوقات
يعكس المخطط الهيكلي للمدينة سياسة اتبعت في العملية التخطيطية وهي التخطيط مع البيئة. ويعني ذلك تفادي المعوقات الطبيعية واستغلال الفرص للأغراض المختلفة وبيان ما تتمتع به المدينة من مظاهر طبيعية مميزة والأهم في ذلك هو تأثير تلك المحددات على الشكل العمراني للمدينة.
يتراوح ارتفاع المدينة فوق سطح البحر ما بين 570-690 متر وتنحدر الأرض بشكل عام من الشمال في اتجاه الجنوب، ومن الغرب الى الشرق وتتشكل تضاريس المدينة بواسطة عدة معالم مهمة ففي الغرب يوجد جرف وجبال طويق ووادي حنيفة وروافد الغربية العميقة. وفي الوسط أرض ممتدة مع وجود بعض التلال الجيرية وأودية واسعة ضحلة تشكل الروافد الشرقية لوادي حنيفة مثل وادي الأيسن ووادي البطحاء.
وتمتد الأراضي المنبسطة في اتجاه الشمال مع تغير الانحدار نحو الشمال من منتصف مطار الملك خالد. ويقع الجزء الشرقي من المناطق المطورة من المدينة في حوض وادي السلي الواسع الذي يحده من الجهة الشرقية جرف هين وجبال الجبيل الممتدة حتى جبال العرمة. والى الجنوب يوجد الامتداد الشرقي لجرف طويق ووادي لحا ووادي الأوسط ووادي نساح. وقد أدت هذه المظاهر الطبيعية الى تشكيل المناطق المناسبة للتطوير الحضري. حيث تنحصر المناطق الحضرية في امتداد المناطق الشمالية الشرقية على شكل محاور ضيقة يحدها من الغرب وادي حنيفة ومن الشرق جبال الجبيل وخشم العان حتى خشم الثمامة في جبال العرمة. فيما أدى موقع المطار الى تقسيم تلك المناطق الى محورين شمالي وشرقي.
الاستغلال الجيد
تعد مناطق الانحدارات أحد المحددات التي يجب مراعاتها من أجل تفادي أي مشاكل تنتج عن تطويرها من ناحية مخاطر الانزلاق أو صعوبة تطويرها ومد المرافق خلالها وتتركز مناطق الانحدرات الشديدة في حواف وادي حنيفة، وجبال الجبيل في الشرق، وجبال طويق في الغرب، وحواف أودية لحا والأوسط ونساح في الجنوب، وهي مناطق تحد من نمو المدينة في اتجاه الغرب والشرق والجنوب. يضاف الى ذلك مناطق انحدرات في المرتفعات الصخرية التي تفصل حوضي التصريف الشرقي والغربي، وهذه المرتفعات عبارة عن تلال ممتدة من وسط المدينة حتى الشمال بمحاذاة غرب مطار الملك خالد الدولي، وقد تم إهمال تلك المرتفعات في المناطق المطورة حاليا وتتم ازالتها وشق الطرق خلالها بشكل مستمر، وكذلك استغلالها كمناطق مفتوحة للمحافظة على الطابع البصري للمدينة، وخاصة المرتفعات الصخرية شمال المدينة وغرب المطار فيما تم استغلال المناطق الواقعة غرب وادي حنيفة وجبال طويق ضمن المناطق المحمية..، كما تم تحديد مناطق الانحدارات الشديدة في الجنوب كمناطق ترقية تطل على وادي لحا، ولعل الاستغلال الجيد لحواف الأودية ضمن التصميم الحضري لحي السفارات ولبعض المرتفعات الصخرية بالمدينة مثل حديقة أبومخروق وحديقة الغار في المستشفى التخصصي، يعطي بعض الأمثلة الواقعية لامكانية الاستفادة من هذه المناطق في عمليات التطوير العمراني للمدينة. كما ان تحديد المنحدرات الشديدة يدخل ضمن اشتراطات تحليل الموقع لتطوير مخططات محلية لأي جزء من المدينة.
منكشفات ومتكونات!!
تعود أهمية معرفة جيولوجية المدينة الى دراسة خواص الطبقات الجيولوجية المختلفة التي تقع عليها المدينة، وما تحتويه هذه الطبقات من ثروات مائية ومعدنية لمساندة التنمية. ويعود تشكيل معظم صخور الرياض الى عصر الحياة الوسطي وتنحدر طبقات الصخور الجيرية والرملية نحو الشرق انحدارا بسيطاً ويمثل المنكشف «الغربي» (الجبيلة) أقدم الطبقات يليه متكون العرب بينما يمثل منكشف هين الطبقات الأحدث عمراً.
وتكمن أهمية تحديد الخصائص الجيوتقنية في العلاقة المباشرة بين نوع التطوير والخصائص المختلفة للطبقات المكونة لتربة المدينة، علاوة على تأثر هذه الخصائص بارتفاع منسوب المياه الأرضية حيث تتكون من الصخور المنكشفة وهي منكشفات المتكونات الجيولوجية التي تقع عليها الرياض وهي متكونات العرب والسلي والجبيلة.. كما تمثل الرواسب الوديانية جزءاً كبيراً من سطح المدينة وتتكون الرواسب الوديانية في شرق الرياض وهي قابلة للهبوط أو الانتفاخ في حالة البلل. وقد قامت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بدراسة خاصة لتحديد هذه المنطقة ووضع أنظمة بناء خاصة بها، أما بالنسبة للرواسب الوديانية التي تقع وسط المدينة فلا يتوقع حدوث هبوطات كبيرة تؤدي الى الانهيار من الأساسات، ولكن ينصح بدراسة دقيقة قبل اجراء ضخ للمياه الأرضية في تلك المنطقة وذلك لوجود احتمال حدوث هبوط في التربة.
وتتميز تربة الرواسب الوديانية باحتوائها على نسب متفاوتة من الأملاح التي تؤثر سلبا على الأساسات والمنشآت الملامسة للتربة.
وقد أثرت الخصائص الجيولوجية والجيوتقنية على المخطط الهيكلي للمدينة والسياسات الحضرية المتعلقة بها من أوجه عدة فتشكل المناطق الصخرية المتشققة والمنكشفات الصلبة «متكون الجبيلة» الى الغرب من وادي حنيفة عقبات كبيرة لتمديد المرافق العامة. وشق الطرق، اضافة الى كون تلك المناطق عبارة عن جزر صخرية تفصلها الأودية الفرعية السحيقة في الغرب، وبالتالي فهي مناطق غير مناسبة للتطوير العمراني. وقد تم استبعاد هذه المناطق من التطوير في المستقبل عدا لبن والمهدية التي تم اعتمادها للتطوير مسبقاً. ويتطلب متكون العرب الذي تقع عليه منطقة وسط المدينة والاجزاء الشمالية من المدينة سياسات خاصة للحد من مخاطر التكهنات الموجودة في ذلك المتكون على المباني العالية، وذلك يتطلب بدوره اجراء دراسات جيوتقنية لتحديد مواقع التكهنات ومدها والتعامل معها طبقاً لذلك. ويقترح المخطط أن الأفضلية يجب ان تعطى الى للمناطق ذات النفاذية الضعيفة والتربة الحساسة بالنسبة لتمديد شبكات الصرف الصحي كالمناطق التي تقع على متكون العرب والمناطق الرسوبية في شرق المدينة.
مصدر محتمل!!
يتوفر في المدينة وحولها العديد من الثروات المعدنية التي توفر مواد البناء والتربة اللازمة للزراعة والانشاء وبعض الصناعات التعدينية وقد كان وادي حنيفة موقعا اساسياً لكثير من الأنشطة التعدينية، ولكن نتيجة الآثار السلبية لتلك النشاطات على بيئة الوادي والمدينة فقد تم نقل تلك الأنشطة الى مواقع أخرى تقع بشكل رئيسي شرق وشرق شمالي المدينة «العرمة، الجافي، أبوعشرة، حيال الدغم» وتعد تلك المواقع الجديدة مصدرا محتملاً للتلوث بالغبار وتدمير البيئة الطبيعية إذا لم تطبق الاجراءات الواردة في عقود التأجير. كما ان بعد أو قرب هذه المواقع له آثار اقتصادية على تكاليف مواد البناء والتربة اللازمة للتطوير. وسيتم تشغيل تلك المواقع بناء على السياسات الموضوعة لتلك المواقع وذلك تحاشياً للآثار السلبية على البيئة، وبما يدعم اقتصادها. ويعد موقع جبال الدغم لغرض استغلال الرمل والصخر الأبيض آخر المواقع التي صدر قرار بشأن حمايته وتخصيصه، لهذا الغرض، ويقع هذا الموقع بالقرب من شرق المدينة وخاصة مدينة الوسيع الجديدة، وهناك حاجة لدراسة وتقويم هذا الموقع وآثاره على المواقع الحضرية المستقبلية في شرق الرياض.
حماية الحقول
تمثل موارد المياه أغلى ما يجب المحافظة عليه وتنميته في هذه المدينة الصحراوية لخدمة السكان ودعم التنمية وتحسين البيئة في المستقبل. وتشمل موارد مدينة الرياض المائية المياه الجوفية الضحلة والعميقة، مياه الخليج المحلاة «محطة الجبيل»، مياه الأمطار والمياه الجارية، المياه الأرضية، مياه الصرف الصحي، المعالجة ومياه السيول. وقد اعتبرت المياه الجوفية أحد الموارد التي ستستمر في امداد المدينة بالمياه حيث تغزي المدينة حقول البويب وصلبوخ والوسيع ونساح وتمد المدينة بحوالي 373 ألف متر مكعب يوميا من المياه، وقد جرى حماية تلك الحقول بعدم السماح بالتطوير الحضري في تلك المناطق ومنع أي استعمالات يمكن ان تؤدي الى التأثير على امدادات المياه كماً ونوعاً. كما تم وضع سياسات لحماية الحقول الجديدة مثل الحني والحقل الواقع جنوب المزاحمية وغرب المدينة وذلك لتطبيق الأنظمة الصادرة لحماية تلك الحقول من الاحداثات والتطوير المؤثر على وظيفتها في امداد المدينة في المستقبل.
ويشير ارتفاع منسوب المياه الأرضية ضمن نطاق المدينة الى وجود كميات كبيرة من المياه يمكن خفض منسوبها وتقليل آثارها الضارة واستغلالها لعدد من الاستخدامات حيث تقوم الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض على هذه المشاريع، وهناك حاجة الى اتخاذ اجراءات معينة من ناحية التطوير ومراحله وأولويات شبكات الصرف للمناطق ذات المنسوب المرتفع حالياً أو تلك المناطق المتوقع ارتفاع المنسوب فيها وذلك لتفادي الآثار السلبية لتلك المشكلة.
تحدد التضاريس المجاري الطبيعية للمياه التي يمكن تقسيمها الى حوضي تصريف رئيسيين حوض وادي حنيفة بمساحة تقدر 3500كم2، وحوض وادي السلي بمساحة تقدر بحوالي 2300كم2، وتقع المناطق المطورة والمتوقع تطويرها خلال الخمس والعشرين سنة القادمة ضمن هذين الحوضين وتتجاوز مساحة الحوضين مساحة حدود حماية التنمية للمدينة، ويمثل هذان الحوضان شبكة نظام صرف طبيعي يتكون من أودية رئيسة وأودية فرعية وشعاب صغيرة.
حماية الأودية
ويمثل وادي حنيفة أكبر وأهم الأودية، وقد تم وضع استراتيجية شاملة للوادي تقوم عليها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وذلك لإيقاف التدهور وتطوير الوادي بما يخدم المدينة ويؤدي الى المحافظة على بيئة الوادي الطبيعية. ويصب في الوادي عدد من الأودية الرئيسة التي تمر في المناطق الحضرية وأهمها وادي البطحاء الذي استبدل بقناة خرسانية على امتداد الوادي وكذلك وادي الايسن الذي استبدل الجزء الأول منه حتى طريق الجامعة بقناة التحويل الشمالية، وقد تم ردم الجزء الأوسط منه وتطويره وقد تسبب ذلك في حدوث فيضانات في السنوات السابقة. ويتوقع ان تحدث مشاكل فيضات كبيرة على امتداد الجزء الأعلى غير المطور حاليا وذلك عندما يتم تطوير المناطق الشمالية التي تقع ضمن حوض تصريف وادي الأيسن ويتطلب حلها تبني السياسات الموضوعة لإعادة تخطيط الأراضي للحفاظ على المجرى الطبيعي للوادي في المخططات غير المطورة. وينطبق ذلك أيضا على الأودية الفرعية الأخرى في أنحاء المدينة المختلفة والمتوقع تطويرها خلال الخمس وعشرين سنة القادمة. ويمثل المجرى الرئيس لوادي السلي الذي يخدم المناطق الشرقية أهم الأجزاء التي يجب حمايتها من التطوير وذلك نظرا لامتداد المنطقة التي يخدمها هذا المجرى حتى شمال مطار الملك خالد الدولي ويبلغ مساحتها 2300كم2 وبالرغم من القنوات التي يتم انشاؤها حاليا لمنطقة النسيم والاحياء الشرقية إلا أن المحافظة على المجرى الرئيس للوادي تمثل أساساً لنظام الصرف الطبيعي للسيول في المستقبل. وقد تم استغلال مناطق الأودية وتجمعات السيول في المدينة ضمن نظام المناطق المفتوحة القائم على المناطق الطبيعية في المدينة واستغلالها للأغراض الطبيعية الأساسية في صرف السيول اضافة الى استغلالها للترفيه واقامة منشآت اعادة استغلال المياه التي ستكون أحد المصادر الرئيسة لتوفير احتياجات المناطق المفتوحة من المياه سواء لأغراض الري أو الأغراض الترفيهية أو أغراض أخرى.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved