«الواعون» وحدهم.. يدركون حجم «الفاجعة».. بما يوفره «الوعي» من وجع الإحساس.. والإدراك بالمعطيات والتفاصيل.. ومن ثم «النتائج»..
ويوم أن انتهكت حرمة «بغداد»..
طال «الوعي».. الجغرافيا.. لأنها «بغداد»
ليست للعراقيين «وحدهم»..
فهي المدونة الحضارية.. التي استوعبت نسيج الشعوب.. وتعدد التيارات.. وإنجازات العقل العربي.. معرفة.. وجدلاً.. وتراثاً..!
** وعندما اختارت الدكتورة «حميدة سميسم» عزلتها.. في بيتها.. إبان احتلال العراق.. كانت تستبقي صورة «بغداد» الأمس:
«بغداد».. الكتاب.. والمتحف.. والتاريخ.. والذكريات.. والمعرفة.. والخطاب..
كانت تخشى.. أن تلوث بصيرة العين والذاكرة والوعي.. بالمدينة المفقوءة العينين... المشوهة الملامح.. بتركة المحتلين واللصوص...!
** وحين اقتحمت إحدى الفضائيات عزلتها.. لتنكأ صفاء ذاكرة المكان.. حيث بغداد.. اليوم.. انتحبت «المرأة الواعية» تبكي رصيد الذاكرة بنايات مأهولة بالسواد.. ومتاحف مسروقة وأحياء مهدمة... وإرث لطخته السياسات..!
فلا المكان.. هو المكان..؟!.. ولا الذاكرة..
استعادت سيرتها...! حتى يدمي القلب.. بوعيه.. وماضيه..؟
|