الشمس تشرق في الصباح وترتدي ثوب الغروب
والطير يعبث بالغصون وينشد اللحن الطروب
وكذا الحياة مسيرة وقصيرة مهما تخالفت الدروب
والزرع ينبت خاشعا للطل تثقله الحبوب
والزهر مستتر الخدود منسق عبر الثقوب
والبلبل الصداح يرنو باسما في كل حين
والطير حوله هائمين لشدوه نبع الحنين
والحب منطلق الفؤاد وبلسم القلب الحزين
والماء رقراق وعذب تائه بين الحقول
وخريره فوق الصخور مناظر تسبي العقول
والصبح موقظ ذي الحياة فلا تراخ او ذبول
والنجم يرقص في السماء لعودة بعد الأفول
والعاشقون متيمون بحبهم فوق الجبال
والطير تسبح حولهم يا ليتها تعطي المنال
وتراهمو في كل حين يعزفون على الخيال
والشاة ترعى في الخمائل ثم تقفز للغدير
والراعي الولهان يبكي الناي في ذكرى السمير
ذكرى هوى «ليلى» وذكرى حبه الصافي النمير
فتراه ينتظر الشروق ليبعث اللحن الكسير
ويعيش في ذكرى لقاء بين هاتيك الصخور
وتعاهدا عهد المحبة ثم مالا كالزهور
لكنها الاقدار تفعل ما تريد ولا تجور
فلقد هوى صرح المحبة في الظلام مع السحور
ولقد سرت «ليلى» بجسم ثاوي نحو القبور
ليعيش معشوق القبور يصارع اليأس المرير
ليعيش للأمل البعيد يردد اللحن الطروب
وكذا الحياة مسيرة وقصيرة مهما تخالفت الدروب
فتراهمو في كل وادٍ يهتفون بلا مقال
