رغم عدم إمكانية تغيير البيئة المحيطة أو العوامل الوراثية التي تشجع خطر الإصابة بالسرطان يؤكد الباحثون على أن المحافظة على طبيعة الغذاء واتباع خطوات ايجابية سليمة في اختيار الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة بانتظام قد يساعد على حماية المرأة من الأمراض والأورام الخطيرة مثل سرطان الثدي، ولاشك ان أهم الخطوات التي تساعد بإذن الله تعالى على السيطرة على سرطان الثدي تكون من خلال تشخيص أعراضه حيث ان اكتشافه في بدايته يجعل علاجه أسهل بإذن الله تعالى من كونه قد استفحل أو انتشر بسبب اهمال المريض وهذا لايأتي إلا بالفحص الدوري والمراجعة المستمرة للطبيب.
هذا ما أكدته الدكتورة عزة عادل زمو أخصائية الجراحة العامة وتشخيص حالات أمراض الثدي بالمركز والحاصلة على زمالة كلية الجراحين الملكية البريطانية والتي كان لنا معها هذا الحوار:
* مامدى انتشار مرض سرطان الثدي؟
- إن أورام الثدي أصبحت هاجساً في حياة المرأة وبخاصة بعد انتشاره بصورة مذهلة مؤخرا، حيث ان أورام الثدي هي أكثر الأورام انتشارا عند النساء فقد أثبتت الاحصائيات ان نسبة 85-90% من أورام الثدي تكون حميدة و15% تكون أمراضاً خبيثة. وقد سعينا في المركز إلى إعداد برنامج خاص يتم من خلاله إجراء الكشف عن طريق جهاز الماموغرافي للمرأة ويتم تشخيص الحالة عند وجود أي ورم لمعرفة إن كان خبيثاً من عدمه.
* وهل كل أورام الثدي خبيثة؟ والوروم الليفي الحميد هل يرجع بعد الاستئصال؟
- ليست كل أورام الثدي خبيثة، فيوجد نسبة كبيرة من تلك الأورام من الأنواع الحميدة الليفية وخصوصاً إذا ظهرت في سن صغيرة. وعادة الأورام الليفية الحميدة لاترجع بعد الاستئصال ولكن يمكن ان تظهر أورام ليفية أخرى في مكان آخر من الثدي.
* مدى خطورة السكوت أو الإهمال في مثل هذه الأورام؟ وماهي الأعراض التي بموجبها يجب استشارة الطبيب؟
- لا يستحب إهمال أي مرض أو تكتل يظهر في الثدي حتى لو أثبت أنه حميد وليفي، ويجب المتابعة المستمرة والفحص الدوري الذاتي وكذلك الفحص السريري لضمان عدم وجود أورام أخرى وعدم ازدياد حجم هذه الأورام، ويفضل عمل أشعة ماموغرافي للتأكد من ذلك، كما أنه في بعض الأوقات يستحب استئصال هذه الأورام للتأكد من كونها حميدة.
وأما الأعراض فمنها وجود تغير في شكل الثدي ووجود افرازات من الحلمة وارتجاع الحلمة وظهور كيس أو ورم في الثدي وظهور تغير في الجلد (احمرار، حكة، ظهور ندبات أو حفر).
* وماهو دور المراكز الطبية في الحد من انتشار هذا المرض؟
- لاشك ان جميع المراكز الطبية في المملكة مطالبة بالمساهمة في الحد من انتشار هذا المرض بل هو واجب من واجباتها، وذلك من خلال تسخير جميع الوسائل والإمكانات المتاحة وأخص بالذكر تلك المراكز الطبية التي يتوفر فيها التقنيات العالية والكفاءات الطبية المتميزة. فلقد أثبتت الدراسات التي أجريت مؤخرا أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي الذي في مراحله الأولى يؤدي إلى نسبة شفاء عالية تتراوح بين 90- 95%.
ومن هذا المنطلق اعتمد مركز الحبيب الطبي برنامج الكشف المبكر لأورام الثدي والذي يهدف إلى التعريف بهذا المرض من خلال توزيع العديد من المطبوعات التعريفية بأمراض الثدي وتقديم شرح مفصل عن كيفية اجراء الفحص الذاتي للمرأة وتسخير الأجهزة الحديثة في تشخيصه وعلاجه والذي أثمر عن العديد من النتائج الايجابية ولله الحمد.
|