تنشر جريدة الجزيرة الغراء صفحة يومية بعنوان (زمان الجزيرة) وفيها تنشر بعض المواد الاخبارية والثقافية التي نشرتها الجريدة قبل ثلاثين عاما أو أكثر.
وفي يومي 20 و23 من شهر رجب 1424هـ أعادت نشر خبرين ينص أولهما على تبرع صاحب السمو الملكي الأمير ناصر بن عبدالعزيز آل سعود بقطعة أرض مساحتها ثمانية آلاف متر مربع ليقام عليها مبنى المعهد العلمي في الدلم، وينص الخبر الثاني على رفع خطاب شكر وتقدير من فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عثمان الجاسر مدير المعهد باسم أهل الدلم عموما للأمير الكريم.
وفي البداية أقول إن ما تفعله الجزيرة من نشر تلك الاخبار القديمة يعد سبقا وتفوقا تنفرد به بين الصحف وهو ميزة رائعة لأن فيه تذكيراً للأبناء بمآثر الآباء، وتذكيراً للخاملين بما فعله من سبقهم كي يواصلوا طريق الخير والعطاء الذي بدأه أسلافهم من اللأئمة والعلماء والمواطنين الصالحين وهو بعد ذلك توثيق تاريخي لحقبة مهمة من تاريخ بلادنا الكريمة حفظها الله من كل سوء.. فللعاملين في الجريدة منا كل شكر وتقدير.
أما موضوع هذه السطور فهو تذكير وتأكيد، تذكير بما أنعم الله به وتأكيد على وجوب الشكر لله تعالى وحفظ ما أنعم الله به. فلقد قام بناء المعهد العلمي في الدلم بتوفيق الله ثم بكلمة طيبة سجلها شيخ الدلم وإمامها عبدالرحمن الجاسر ووصلت الى أمير كريم سكن الدلم وأحبها واتخذ أهلها جيرانا واخوانا.فحينما عرض الشيخ على الامير حاجة المعهد الى أرض ليقام عليها بناؤه بادر سموه بمنح المعهد أرضا في مكان مميز على الشارع العام في جزء من مزرعته.. ولم يكن ذلك إلا لتقدير سموه للعلم والعلماء وثقته في الشيخ وتكريمه له.. رحم الله الشيخ والأمير وأسكنهما الجنة مع الابرار.
ولقد تابع الشيخ عبدالرحمن الجاسر موضوع بناء المعهد على مدى أكثر من خمس سنوات حيث مر الموضوع بمشكلات فنية تتعلق بطبيعة الارض ثم بتوقف المقاول المنفذ حتى يسر الله قيام المعهد على أفضل طراز في الدلم آنذاك وقد مر على ذلك البناء ما يزيد على سبع وعشرين سنة والمعهد اليوم بحاجة الى ملاعب وأماكن للممارسة بعض الانشطة الطلابية، كما ان قاعة المحاضرات لم يشملها الترميم المنفذ حاليا، فهل يتحقق على يد الابناء ما يتمم عمل الآباء، أملنا كبير في إدارة المعهد الحالية وفي محافظ الخرج صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز أن يجد المعهد منهم عناية ومتابعة لحاجاته، ولقد سمعنا من سمو الأمير رغبته القوية في النهوض بمحافظة الخرج بعامة وبمؤسسات التعليم خاصة وهو خير خلف لخير سلف.
إن في قصة قيام المعهد العلمي في الدلم دليل قوي على أن في تعاون العلماء والولاة نفع كبير للبلاد، والحق الذي لا مرية فيه ان ولاة الامر في بلادنا لا يترددون في تلبية طلب من يثقون فيه من العلماء وأعيان البلد ودعمهم للاعمال الخيرية وغيرها ظاهر مشهود.
أسأل الله بمنه وكرمه ان يجزل الثواب لمن كان له يد في ذلك المشروع وان يبارك في ذرياتهم وأن يديم على بلادنا نعمة الامن والايمان، وان يكفيها كيد الكائدين انه سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عبدالعزيز صالح العسكر
|